&أظهرت النتائج شبه الرسمية للمرحلة الثانية من الإنتخابات البرلمانية المصرية خسارة فادحة لحزب النور، وفيما برر الحزب الخسارة بالحملة الشرسة التي تعرّض لها، أكد بعض المراقبين أن هذه النتيجة تؤكد رفض المصريين استغلال الدين من أجل تحقيق أهداف سياسية.

&
صبري عبد الحفيظ: مُني حزب النور السلفي بخسارة فادحة للمرة الثانية في الجولة الأولى بالمرحلة الثانية من الإنتخابات البرلمانية، وفشل في تحقيق أية مكاسب سواء على مستوى المنافسة على المقاعد الفردية أو القوائم الحزبية.&
&
وترشح 181 عضوًا في الحزب في المرحلة الثانية من الإنتخابات البرلمانية في 13 محافظة، ومن بينهم مرشح انتشرت له مقاطع فيديو جنسية على شبكات التواصل الإجتماعي، ولم يحقق أي من مرشحي الحزب على المقاعد الفردية أية نتائج ايجابية في الجولة الأولى. وخسرت قائمة الحزب أمام قائمة "في حب مصر"، التي تضم شخصيات نافذة ورجال أعمال محسوبين على نظام حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيما يخوض ثمانية مرشحين بنظام الفردي جولة الإعادة، غير أن فرص فوزهم بأية مقاعد ضئيلة جدًا.
&
خلافات عميقة&
&
وأدت خسارة الحزب الفادحة، إلى وقوع خلافات شديدة بين قياداته من جهة، وبين قيادات الدعوة السلفية من جهة أخرى، فقد تبادلوا الإتهامات حول المسؤولية عن فشل الحزب في الإنتخابات البرلمانية، وعلمت "إيلاف" أن قيادات الحزب والدعوة عقدوا اجتماعاً في الاسكندرية، لبحث كيفية الخروج من المأزق السياسي للحزب، فيما اتهم القيادي أشرف ثابت مشايخ الدعوة السلفية بالتسبب بتراجع الحزب وخسارة قواعده في الشارع بسبب التواجد الإعلامي المستمر في الفضائيات، ما سبب الوقوع في فخ الإعلاميين، وأعطى انطباعًا للمواطنين بأن الحزب "نفعي" و"بيلعب على كل الحبال" و"بيستخدم الدين مطية للوصول إلى الحكم"، على حد تعبيره.
&
ودعا ثابت إلى ضرورة الفصل التام بين الحزب والدعوة، وأن يلتزم مشايخ الدعوة بعدم الخوض في السياسة ممارسة أو حديثًا، وأن يلتزموا بالحديث والعمل في الدعوة فقط، والتقليل من الظهور الإعلامي أو الاختفاء عن المشهد تمامًا.
&
واعترض برهامي وبسام الزرقا وعبد المنعم الشحات على حديث ثابت، وقالوا إنه لولا الدعوة السلفية ما ولد الحزب سياسيًا، وما استطاع الاستمرار في الحياة السياسية، وطالبوا قيادات الحزب بضرورة مراجعة سياساتهم والحديث مع القيادة السياسية للتدخل وإيقاف الحملات الإعلامية والسياسية ضد الحزب، والتأكيد لها أن اسقاط أو حظر حزب النور سوف يؤدي إلى سد القنوات السياسية أمام التيار الإسلامي، وتقديم شبابه على طبق من ذهب إلى الإخوان وجماعات العنف.
&
حملة شرسة
&
في المقابل، تُرجع قيادات الحزب الخسارة التي تعرض لها إلى حملات سياسية وإعلامية شرسة تستهدف تشويهه، وقال الدكتور محمد إبراهيم منصور، نائب رئيس حزب النور، إن الحزب تعرض لحملة تشويه لم يسبق لها نظير في الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق، على الرغم من مواقفه الوطنية التي تُعلي الصالح العام على المصالح الحزبية الضيقة، ومن رؤيته السياسية الواعية، والتي بنى على أساسها مواقفه ومبادراته لصالح هذا البلد. وأضاف منصور، في بيان له، أن الحزب جنب البلاد الإنزلاق في فوضى الصراع الأهلي والحفاظ على مؤسسات الدولة، كي لا يصيبها ما أصاب الكثير من مؤسسات الدول المجاورة.
&
وأوضح، أنه على الرغم من كل هذا، فقد أحرز الحزب ثلث أصوات الناخبين في مقابل 50 حزبًا تشاركوا في الثلثين الباقيين، كما أحرز 8 مقاعد في ظل تغوّل المال السياسي، الذي كان واضحًا للعيان ولا ينكره منصف بل أقر به الكثيرون، على حد قوله.
&
وعي الناخبين
&
واعتبر سياسيون أن خسارة حزب النور السلفي متوقعة، لا سيما أن الشعب المصري يرفض خلط الدين بالسياسة، وقال النائب مصطفى بكري لـ"إيلاف" إن تجربة جماعة الإخوان المسلمين "الإرهابية" أصابت المصريين بالإحباط، مشيراً إلى أن الشعب المصري أصبح ضد الجماعة وأسقط حكمها، بسبب رفضه استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية، مؤكدًا أن خسارة حزب النور ترجع بالأساس إلى رفض المصريين هذا السلوك، معتبراً أن خلط الدين بالسياسة مرفوض من قبل الشعب.
&
وحسب وجهة نظر القيادي في حزب التجمع، نبيل زكي، فإن التيار الإسلامي لم يعد له مكان سياسيًا، وثبت أنه غير قادر على تقديم حلول عملية لأزمات ومشاكل المصريين، وأضاف لـ"إيلاف" أن الشعب المصري تعرض لمعاناة كبيرة تحت حكم جماعة الإخوان "الإرهابية"، وما يزال يعاني من ارهابها، وارهاب جماعات العنف التي خرجت جميعها من تحت عباءة هذه الجماعة، معتبرًا أن هذه المعاناة هي السبب الأساس في رفض المصريين لحزب النور واسقاطه في الانتخابات.
&
وقال أحمد شمندي، منسق "جبهة محامون من أجل العدالة"، إن حصول حزب النور السلفي على نسبة تصويت ضعيفة جدًا، في ظل تفوق ملحوظ وواضح لقائمة "في حب مصر"، &يؤكد وعي الناخب المصري، الذي أعلنها صريحة "لا للأحزاب الدينية" ورفض ربط الدين بعباءة السياسة، وأضاف أن الإنتخابات أظهرت أن حزب النور لا يمتلك قواعد انتخابية حقيقية عكس ما يروج له الحزب عن كثرة قواعده الجماهيرية ومعاقله وتأثيره في الحياة السياسية المصرية.
&