يعتقد خبراء أن دواء ميتفورمين المستخدم لعلاج مرض السكري قادر على معالجة الشيخوخة وأمراضها وإطالة العمر. لكن هذا الاعتقاد يحتاج إلى إثبات.
إعداد ميسون أبو الحب: أعطت ادارة الغذاء والدواء الأميركية الضوء الاخضر لإجراء دراسات تطبيقية على أشخاص متقدمين في السن باستخدام عقار ميتفورمين (Metformin) زهيد الثمن والمتوافر في كل مكان.
ويأمل مطورو هذا العقار أن يتمكن في أحد الايام من القضاء على أمراض أخرى مثل الخرف أو ألزهايمر، وفي أن تؤكد الدراسات التطبيقية إمكان إبطاء عملية الشيخوخة لدى الانسان، بحيث يشعر من هو في السبعين بانه يتمتع بصحة من هو في الخمسين.
ثورة أولى
قال خبير الشيخوخة البروفسور غوردن لتغو، من معهد باك لبحوث الشيخوخة في كاليفورنيا وأحد المستشارين في هذه الدراسة: "لو استهدفنا عملية الشيخوخة يمكننا اولًا ابطاء التقدم في السن، ثم ابطاء نمو جميع الامراض المرتبطة بالشيخوخة، وهذه ثورة في عالم الطب".
وأضاف الخبير: "اجريت بحوث على الشيخوخة على مدى 25 عامًا، وكانت فكرة إشراك أشخاص في بحوث تطبيقية لتجريب دواء ضد الشيخوخة امرًا غير مطروح على الاطلاق، لكن لدينا اسباب تدفعنا إلى الاعتقاد بأن الامر ممكن الآن".
وكان باحثون اثبتوا أن ميتفورمين المستخدم لمعالجة السكري يطيل حياة الحيوانات، وهم يريدون اثبات الشيء نفسه في الانسان. ولاحظ خبراء في جامعة كارديف في العام الماضي أن مرضى السكري الذين يتناولون ميتفورمين يعيشون سنوات أطول مقارنة بغيرهم.
وعندما جرب باحثون بلجيكيون ميتفورمين على ديدان لاحظوا أنها شاخت بشكل أبطأ، وظلت محافظة على صحتها فترة أطول.
فوائد اجتماعية
أظهرت دراسات أخرى ايضًا أن هذا الدواء يقلل من احتمال الاصابة بأمراض القلب والشرايين، وحتى السرطان. ويأمل الباحثون اليوم أن يؤخر ميتفورمين إصابة الانسان بأسوأ امراض الشيخوخة... ألزهايمر أو الخرف.
وقال نير بارزلائي، من الاتحاد الأميركي لبحوث الشيخوخة الذي يمول الدراسة: "نحن واثقون من امكان تطوير أدوية ضد الشيخوخة، ونعتقد أن هذا الامر سيكون نافعًا للانسان بشكل عام، لكن أيضًا للمجتمع الذي ينفق على المسنين أموالًا طائلة".
أضاف: "لو ثبت أن ميتفورمين يبطئ بالفعل عملية الشيخوخة، فيمكن وصفه في حالات لا علاقة لها بالتقدم في السن ولا بالسكري". ويذكر أن عقار ميتفورمين واسع الاستخدام كعلاج لمرض السكري، ولا يكلف غير 10 بنسات يوميًا، وهو مستخدم منذ ستين عامًا من دون نتائج سيئة تذكر، وآثاره الجانبية ضئيلة جدًا.
ثلاثة آلاف مشارك
تحمل هذه التجربة اسم "تيم"TAME) )، وستبدأ في الولايات المتحدة في الشتاء المقبل بمشاركة 3 الاف شخص، تتراوح اعمارهم بين 70 و 80 عامًا، من المحتمل أن يصابوا بالسرطان أو بأمراض القلب او الخرف، او هم مصابون بأحد هذه الأمراض.
ومن المتوقع أن تستمر التجارب سبع سنوات، وأن تركز على عملية الشيخوخة لا على معالجة أمراض بعينها، بحسب قول الخبير البروفسور ستوارت جي اولشانسكي.
ويعتقد مكتب الاحصاءات القومية في الولايات المتحدة أن واحدًا من كل ثلاثة اطفال ولدوا في عام 2013 سيعيش حتى سن المائة. أما في بريطانيا، فيبلغ مرتقب العمر بالنسبة للرجال 78,8 عامًا و82.7 عامًا للنساء.
التعليقات