تأتي الهجمات الأخيرة في فرنسا لتهدّد موسم السياحة فيها، خصوصًا على أبواب عيدي الميلاد ورأس السنة، حيث أعلن بعض اللبنانيين، الذين يملكون الجنسية الفرنسية، أنهم لن يتوجّهوا لقضاء الأعياد في فرنسا، كما إن البعض الآخر منهم أرعبه انتهاك الأمن المستجد في فرنسا فقرر العودة نهائيًا إلى الوطن، حيث فسحة الأمان باتت أكبر.
ريما زهار من بيروت: تحتل باريس الموقع الثالث عالميًا في عدد السيّاح بعد لندن وبانكوك، ويُعتبر موسم أعياد الميلاد ورأس السنة من أكثر المواسم التي يأتي فيها السياح لزيارة العاصمة الفرنسية. والتحليل يُظهر أنه على مسافة 21 يومًا من هذا الموسم، تأتي الأعمال الإرهابية لتُهدد الموسم السياحي، وبالتالي ستكون ضربة إلى الإقتصاد الفرنسي.
في هذا الصدد، سألت "إيلاف" بعض اللبنانيين، الذين يملكون جنسية فرنسية، هل سيتوجهون هذا العام لقضاء العيد في ربوع فرنسا، بعد التهديدات الجدّية للإرهاب فيها؟
البقاء في لبنان
جيرار لحود يؤكد أنه كل عام كان يتوجّه إلى باريس مع عائلته لقضاء فترة أعياد رأس السنة والميلاد، غير أنه هذا العام يفضّل أن يبقى في لبنان، لأن الإرهاب في لبنان يبقى أفضل بكثير من الإرهاب في فرنسا حاليًا.
يأمل لحود أن تتضافر جهود كل الدول في العالم، وتكون يدًا واحدة في مواجهة موجة الإرهاب، التي تضرب كل بلدان العالم، فبعدما كانت فرنسا مهد الحضارة والإستقرار أصبحت عرضة أكثر من غيرها لأعمال إرهابية تضربها منذ فترة.
ويرى لحود أنه من خلال توجه الإرهاب إلى فرنسا، عمد الكثير من اللبنانيين المقيمين في فرنسا، والذين يملكون الجنسية الفرنسية، بالتفكير جدًا بالعودة النهائية إلى لبنان، طالما أن الإرهاب لا وطن له، وهو يهدد كل الدول، وهكذا قد يستفيد لبنان مجددًا من خبرات هؤلاء، لأنهم يشكلون قوة عاملة ومنتجة، قد تساهم في زيادة الإنتاج والنمو في لبنان في المستقبل.
العودة إلى الجذور
داليا فخري لبنانية متزوجة بفرنسي ومقيمة في فرنسا تقول إنها بدأت منذ فترة تقنع زوجها بالمجيء إلى لبنان، غير أن عدم توافر فرص العمل له هو ما يمنعهم اليوم من البقاء نهائيًا في لبنان، وبسبب عدم حصول أولادها أيضًا على الجنسية اللبنانية، ما لا يسهل عليهم أن يتمركزوا نهائيًا في لبنان.
تتحدث فخري عن فرنسا، التي تغيّرت ملامحها منذ فترة، ولم تعد كما كانت بلد الحريات، حيث باتت مشاهد الإرهاب تؤرق كل فرنسي يعيش فيها. أما هل ستقضي فترة الأعياد في فرنسا أم ستتوجه إلى لبنان، تقول فخري إنه من الأرجح أن تمضي الميلاد في لبنان مع أهلها، خصوصًا وأن الإرهاب يهدّد فرنسا أكثر من أي وقت مضى، وتشير إلى أن الكثيرات من صديقاتها&العربيات المتزوجات أيضًا بفرنسي، سوف يتوجهن إلى بلادهن الأم لقضاء فترة الأعياد، لأن ذلك يشكل بالنسبة إليهن ملاذًا آمنًا أكثر من باريس وضواحيها.
حياة جديدة
سيرين كفوري لبنانية كانت مقيمة في فرنسا توجّهت منذ فترة إلى لبنان للعيش فيه مع أولادها، لأن الحياة كما تقول في فرنسا لم تعد كما كانت في السابق، أي منذ 15 عامًا، حين توجهت مع زوجها اللبناني المقيم في فرنسا، فمشاهد "الإرهابيين" الأخيرة، بعد الذي جرى في صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، دفعتها إلى أخذ القرار النهائي بالعودة إلى لبنان مع عائلتها للبدء بحياة جديدة هنا مع أهلها، وتقول إنها لن تذهب إلى فرنسا لقضاء فترة الأعياد، وإنها ستقضيها في الربوع اللبنانيّة، لأن الأمر أكثر أمانًا، كما تقول.
التعليقات