حذّرت الأمم المتحدة من خطورة تصاعد عدد ضحايا الاطفال العراقيين نتيجة الاعمال العسكرية في البلاد متهمة جميع أطراف النزاع بالمسؤولية عن ذلك موضحة أن 189 طفلا قتلوا و301 آخر أصيبوا بجروح نتيجة ذلك إضافة إلى منع مئات الأطفال في المناطق المضطربة من الخدمات الصحية أو التعليمية.. ودعت جميع الأطراف إلى الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني في سير العمليات العدائية.

لندن: أشارت بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" إلى أنّه في حادث واحد الاسبوع الماضي& قتل ثمانية أطفال وأصيب ستة آخرون خلال عملية عسكرية في قرية حلابصا بالقرب من مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار غرب العراق.

وأوضحت في تقرير لها الخميس بعثت بنسخة منه إلى "إيلاف" انه كان معظم الأطفال دون سن العاشرة حيث وقع الحادث في الليل عندما كان منزلهم مأهولا بالعائلة وعدد آخر من المعارف.

وأشارت الأمم المتحدة إلى أنّها تحققت من وقوع 15 حادثة اخرى مشابهة خلال الشهرين الماضيين نتيجة الهجمات على المناطق المدنية في الفلوجة من قبل جميع أطراف النزاع. وعبرت عن قلق يونامي ومنظمة اليونيسف البالغ حول سلامة أطفال العراق الذين ما زالوا يعانون من آثار الأعمال العدائية في جميع أنحاء البلاد.

وقالت إن العمليات الجارية في الرمادي والموصل وتلعفر بالقرب منها والمناطق المتضررة من الصراعات الأخرى في العراق تشكل انتهاكات جسيمة إضافية لحقوق الاطفال.

وأضافت يونامي أنه منذ بداية العام الحالي فقد تم تأكيد ما مجموعه 189 طفلا قتلوا و301 آخر اصيبوا بجروح نتيجة للصراع في العراق إضافة إلى منع مئات الأطفال في المناطق المتضررة من النزاع من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الصحة أو التعليم بسبب الهجمات على المدارس والمستشفيات، وعلى سبيل المثال في الرمادي عاصمة محافظة الانبار وحدها تم تدمير ما مجموعه 45 مدرسة نتيجة النزاع منذ العام الماضي.

وحثت يونامي واليونيسف جميع أطراف النزاع على الالتزام بمبادئ التمييز في أثناء العمليات العسكرية وضمان حماية الأطفال وغيرهم من المدنيين من آثار العنف إلى أقصى حد ممكن واحترام الطابع المدني للمدارس والمرافق الطبية.

وأشارت إلى أنّه وفقا للتقرير الثاني للأمين العام حول الأطفال والصراعات المسلحة في العراق الذي يغطي الفترة من الاول من كانون الثاني (يناير) عام 2011 وحتى 30 حزيران (يونيو) عام 2015 فقد اجتاحت العراق موجة من العنف ذات عواقب وخيمة على الأطفال.

وقال مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة ليلى زروقي أن القتل والتشويه وأعمال العنف المفرط واختطاف حوالى 1400 صبي وفتاة والهجمات المتكررة على المدارس والمستشفيات وتجنيد واستخدام الأطفال والعنف الجنسي الذي يستخدم كأسلوب من أساليب الحرب من قبل داعش يعتبر عددا قليلا من أمثلة الواقع المرير الذي يواجهه أطفال العراق.

وأضاف المكتب "إن حياة الفتيان والفتيات قد تأثرت بشدة بسبب الوضع الأمني المتدهور في العراق".. موضحا أن "الحكومة تواجه تحديات هائلة لحماية الأطفال الذين هم بأمس الحاجة للحماية من هذا الصراع الوحشي".

ويشير التقرير الجديد الذي أصدره المركز امس إلى أنه على الرغم من محدودية الوصول إلى الرصد والإبلاغ بسبب الوضع الأمني غير المستقر فقد وثقت الأمم المتحدة أكثر من 3000 ضحية من الأطفال مما يجعل القتل والتشويه انتهاكا يؤثر على الأطفال أكثر من غيرهم.

وقال إن الهجمات التي تستخدم تكتيكات العنف الشديد والتي يزعم أن القاعدة وداعش نفذتها تشكل أكثر من نصف ضحايا الأطفال الموثقين فمن عام 2011 إلى عام 2013 كان معظم الضحايا الأطفال نتيجة العبوات الناسفة.

ومع اشتداد الصراع المسلح في عام 2014 بدأت الأمم المتحدة أيضا تلقي تقارير مثيرة للقلق عن وقوع إصابات بين صفوف الأطفال عقب الغارات الجوية والقصف.

وفي هذا الإطار أعربت الممثلة الخاصة ليلى زروقي عن قلقها البالغ إزاء ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في العراق بما في ذلك الأطفال. وشددت على أنه ينبغي على جميع الأطراف أن تلتزم بمبادئ القانون الدولي الإنساني من التمييز والتناسب في سير العمليات العدائية.

وفي الاول من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق أن أكثر من 84684 عراقيا قتلوا أو أصيبوا خلال الأعوام 2013 و2014 و 2015 جراء الأعمال الحربية والعنف وأن أغلبهم سقط على يد تنظيم داعش.

وأعلن عضو مفوضية حقوق الإنسان فاضل الغراوي ان المفوضية سجلتت ارتفاعا ملحوظا لعدد العمليات الإرهابية لداعش ضد الشعب العراقي والتي راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء والمدنيين. وأضاف في بيان صحافي أن حصيلة ضحايا عام 2015 كانت لغاية 30 ايلول (سبتمبر) الماضي 21171 شخصاً منهم 6238 ضحية و14933 جريحا.