تبحث السلطات في باريس وبروكسل وبرلين بشكل محموم عن 7 متهمين هاربين، لهم علاقة بهجمات باريس الإرهابية، يعتقد انهم أقاموا فترة مؤقتة في ألمانيا بعد الهجمات، أو ما يزالوا يختفون فيها، أو مروا عبرها إلى دول أخرى.
&
ماجد الخطيب: تحدثت مجلة "دير شبيغل" عن امتلاكها وثائق سرية تكشف أن السلطات الأمنية في باريس وبرلين تبحث عن أدلة تثبت أن صلاح عبد السلام وستة إرهابيين آخرين ما زالوا مختفين في ألمانيا، أو غادروها بعد فترة اختفاء مؤقتة إلى بلدان أخرى. وكانت تقارير صحفية ألمانية تحدثت عن وصول صلاح عبد السلام إلى مناطق يحتلها "داعش" في سوريا منذ أيام.
&
سيارة بلجيكية
&
عزز هذه الشكوك رصد رجال الأمن أحد المتهمين الهاربين، لم يذكر التقرير اسمه، على الطريق السريع رقم 4 بالقرب من مدينة فريشن في ضواحي كولونيا في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا. وتتركز التحقيقات حول احتمال اختفاء الإرهابيين في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا بسبب محاذاتها للحدود الفرنسية والهولندية والبلجيكية وحدود لوكسمبورغ (بلدان بينولوكس).
&
صورت الكاميرات المنصوبة قرب محطة للوقود على الطريق السريع المشتبه به وهو يقود سيارة بي أم دبليو سوداء باتجاه كولونيا، تحمل رقمًا بلجيكيًا. يعتقد رجال التحقيق أن السيارة مسروقة وأن أوصاف الجالس وراء مقودها مطابقة لأوصاف أحد المطلوبين السبعة المشتبه بضلوعهم في هجمات باريس. ومن المحتمل جدًا، في ضوء خارطة طريق المنطقة، أن تكون السيارة قادمة من بلجيكا، بحسب رأي رجال الأمن.
&
ويفترض، بحسب مصادر رجال التحقيق، أن يكون صلاح عبد السلام تلقى مكالمة هاتفية في الليلة التي شهدت هجمات باريس من صديقيه محمد أ. (27 سنة) وحمزة أ. (21 سنة)، ثم أقلاه بسيارة فولكسفاغن غولف سوداء، ذهابًا وإيابًا، عبر مدينة كامباري الفرنسية. وتم في هذه النقطة الحدودية تفتيش الثلاثة، إلا أن صلاح عبد السلام، حتى ذلك الوقت، لم يكن على قائمة المطلوبين بعد.
&
خلايا نائمة
&
قبل ذلك بشهرين، نجح عبد السلام وأثنان من مرافقيه في عبور الحدود النمساوية عند بلدة ايسترهايمز داخل سيارة مرسيدس ذات لوحة بلجيكية. وادعى عبد السلام وزميلاه حينها أنهم يودون قضاء اجازة أمدها اسبوع في النمسا، وسمحت لهم شرطة الحدود فعلًا بالعبور. وكانت تقارير شرطة نورد راين فيستفالن تحدثت عن تحركات مكوكية لصلاح عبد السلام داخل الولاية المكتظة مع فترات اقامة موقته له في محيط كولونيا لم تسجل في دائرة السكن. ويثير هذا التحرك شكوك الشرطة الألمانية حول "حواضن" محتملة كان عبد السلام يقيم بين ربوعها في ألمانيا.
&
وأفادت "دير شبيغل" أيضاً بأن العقل المدبر لهجمات باريس، المدعو عبد الحميد، تحرك وسكن في ضواحي كولونيا منذ عام 2007، وكان على علاقة مع خلية إسلامية متشددة تتخذ من مدينة دينسلاكن الألمانية مركزاً لنشاطها.&
&
وكانت صحيفة "فرانكفورتر الغيماينة" واسعة الانتشار نقلت عم مصادر أمنية مؤكدة أن السلطات الألمانية تلقت أسماء عدة مشبوهين شكلوا "خلية نائمة" في ألمانيا، وربما في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا بالضبط. وتؤكد الصحيفة أن المعلومة الفرنسية أثارت قلق المحققين الألمان، لأن سجلاتهم تخلو من أسماء أعضاء الخلية الجديدة.
&
وردًا على استفسار "دير شبيغل" عن موضوع المشبوهين السبعة، تحدث مصدر الشرطة الاتحادية عن "مؤشرات" كثيرة قد تعني أنهم تسللوا إلى ألمانيا، لكنه تحدث أيضاً عن عدم وجود دليل ثابت على ذلك.
&
شكوك
&
أثار تنظيم داعش الشكوك حول أخبار سابقة تحدثت عن موت الجهادي الألماني دينيس كوسبرت، عندما عمم على صفحاته على الانترنت صورته وهو يدعو "الجهاديين الألمان" إلى تنفيذ عمليات انتحارية في سوريا. وجاء نشر الفيديو بعد شهر كامل من إعلان الأميركيين موت كوسبرت في قصف جوي. وكانت اليسا سميث، المتحدثة باسم البنتاغون، أكدت يوم 16 تشرين أول (أكتوبر) الماضي أن كوسبرت قضى نحبه في قصف جوي بالقرب من مدينة الرقة.
&
ويظهر كوسبرت في الفيلم جالسًا على دكة عتيقة في حديقة ما ويتحدث عن جهادي ألماني" وسيم" نفذ عملية انتحارية باسم "الدولة الإسلامية". وذكر أن الرجل يحمل اسم أبو ياسر الألماني من مدينة زولنغن. وكان تنظيم داعش تحدث في آب (أغسطس) 2014 عن عملية انتحارية نفذها أبو ياسر الألماني في مدينة كركوك العراقية. وظهر كوسبرت، مغني الراب السابق، وأهم اعلاميي داعش باللغة الألمانية، آخر مرة في نيسان (أبريل) الماضي في شريط فيديو دعائي للمنظمة الإرهابي. وتشكك الشرطة الألمانية يصحة الفيديو الأخير، لأن كوسبرت لم يتحدث عن هجمات باريس، كما لا يظهر على الشريط تاريخ التسجيل.