لا يمثل تغير درجات الحرارة الخطر الوحيد على الكرة الارضية فهناك مخاطر أخرى مثل النيازك و البراكين، تحدق بكوكبنا وقد تؤدي الى تدمير الحضارة الانسانية بالكامل وربما ستقضي على الحياة كما نعرفها.


ميسون أبو الحب: تقدم الحضارة الانسانية الكبير يعطي انطباعا بأن الانسان اقوى من كل الكوارث ومن كل عوامل الطبيعة. ولكن هذا غير صحيح وإذا ما وقعت كارثة فلن تقتصر على منطقة بعينها بل على مجمل أنحاء الكرة الارضية.

والان اي نوع من الكوارث يمكن ان يقضي على الحياة كما نعرفها؟

سقوط نيزك

هذا خطر معروف إذ يكفي ان ننظر الى السماء في ليلة صافية كي نلاحظ سقوط شهب صغيرة غير مؤذية. ولكن قد يقترب من الارض نيزك ضخم لا يتفتت ولا يحترق قبل وصوله الى الارض ليدمر الحياة هنا.

يكفي ان ننظر الى سطح القمر لنلاحظ اثار مثل هذه النيازك والحفر التي خلفتها وراءها.

ويكفي ايضا ان نعود 66 مليون سنة الى الوراء عندما سقط نيزك ضخم وارتطم بخليج المكسيك ليقضي على العديد من الكائنات الحية في ذلك الوقت ومنها الديناصورات.

واذا ما ارتطم بالارض الان كويكب او مذنب صغير قطره كيلومتر واحد فقط فسيؤدي ذلك الى انفجار ضخم يعادل قوة عشرات القنابل النووية ما يعني ان تأثيراته ستمتد لتشمل الاف الكيلومترات. وفي الطريق سيحرك مثل هذا الارتطام هزات ارضية وتسونامي وحرائق غابات... الخ.

ولكن الاهم من كل هذا هي النتائج بعيدة المدى إذ ستغلف الاتربة المتصاعدة الكرة الارضية وتمنع دخول اشعة الشمس لسنوات عديدة وهو ما يؤدي الى ما يدعوه الخبراء "الشتاء النووي".

وكانت الوكالة الاميركية للفضاء ناسا قد اجرت دراسة توصلت فيها الى ان سقوط نيزك قطره كيلومتر او كيلومتران سيهدد كل انواع الزراعة في مختلف مناطق العالم وسيخلق كارثة بيئية ما يؤدي الى مجاعة واسعة. أما اذا كان قطر الجسيم الفضائي المرتطم بالارض اكثر من خمسة كيلومترات فسيؤدي بالتأكيد الى حصد ملايين الارواح والقضاء على العديد من الاجناس الحية.

عادة ما تتعرض الكرة الارضية الى مثل هذا الخطر مرة كل مليون سنة. وعلى أية حال يؤكد الخبراء الذين يرصدون المنطقة المحيطة بالارض انهم لم يلاحظوا جسيما يشكل خطورة على الحياة على الكرة الارضية… حاليا على الاقل.

انفجار بركاني هائل

الانفجارات البركانية امر اعتيادي في الكرة الارضية وعادة ما تؤثر على المناطق المحيطة بها رغم انها قد تؤثر ايضا على حركة الطائرات احيانا في مناطق ابعد وهذا ما لوحظ عند تفجر بركان ايجافيول في عام 2010.
&
احد الانفجارات البركانية المهمة التي مرت بتاريخ الكرة الارضية كان انفجار بركان كراكاتووا في عام 1883 إذ قتل 36 الف شخص وادى الى انخفاض درجة حرارة الكرة الارضية لسنوات عديدة.

ويكمن الخطر الاكبر في تفجر ما يدعى بالبراكين الضخمة التي تترك أثرها على مناطق بعيدة جدا عن موقعها مثل البركان الموجود في متنزه يلو ستون في الولايات المتحدة.

يزور الملايين هذا المتنزه كل عام رغم معرفتهم بأنهم يسيرون فوق حمم بركانية ضخمة قد تنفجر في اي لحظة.
وكانت هذه الحمم قد غطت في انفجار سابق قبل 640 عاما مساحة 300 كيلومتر مكعب في اميركا الشمالية ودمرت المزروعات بانواعها وادت الى تخلخل في درجات الحرارة لسنوات عديدة.

من الامثلة الاخرى كارثة توبا في اندونيسيا ووقعت قبل 74 الف عام ويعتقد علماء انها تركت أثرها حتى على تطور الجنس البشري لأنها قضت على أجناس بشرية أخرى من نوع هومو كانت موجودة في ذلك الوقت وقللت من عدد سكان الكرة الارضية.

انفجار شمسي ضخم

من المعروف ان الشمس تمثل كتلة من نار وطاقة وعادة ما تحدث داخلها وعلى سطحها انفجارات ضخمة والمخيف في الامر ان آلاشعة الناجمة عن هذه الانفجارات قد تصل الى الارض في مدة لا تزيد على ثمان دقائق ونصف الدقيقة وهي غير كافية لاتخاذ اي نوع من اجراءات الحماية.

وربما تكون اهم مشكلة يواجهها الانسان في هذه الحالة هي احتمال توقف كل اشكال التكنولوجيا لان الاشعة القوية المفاجئة المنطلقة من الشمس من المرجح ان تخرب الاقمار الصناعية وتوقف الاتصالات الهاتفية وتحرق شبكات الكهرباء وكل ما يعتمد على التكنولوجيا في الواقع لتعود الحياة كما كانت في السابق … شبه بدائية، لحين اصلاح الاضرار وهو ما يتطلب اشهرا وربما حتى سنوات.

اشعة كونية

قد يبدو هذا الاحتمال بعيدا ولكنه قائم في الواقع. وتنجم هذه الاشعة من انفجار ما يدعى بسوبرنوفا او هايبرنوفا حيث تنطلق كميات هائلة من اشعة غاما في الفضاء لتصل الى مناطق بعيدة جدا عن نقطة انطلاقها.
ولو صادف أن تكون الارض في طريق مسار هذه الاشعة فقد لا تبقي حياة على الارض ولا تذر.

ويعتقد علماء ان احد الاسباب التي تمنع تكون الحياة في مناطق عديدة من الكون هي هذه الاشعة.

العلماء يعتقدون ايضا ان الارض سبق وان تعرضت الى مثل هذه الكرثة قبل 500 مليون عام وهو ما ادى الى القضاء على اغلب الكائنات الحية التي كانت موجودة في ذلك الوقت.

مع ذلك يقول علماء ان الخطر حاليا ضئيل لبعد منظومتنا الشمسية عن وسط المجرة حيث تحدث مثل هذه الانفجارات الهائلة.