قال رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إن الكويتيين عرفوا التواصل الاجتماعي منذ أكثر من 300 سنة من خلال الدواوين كما عرفوا العولمة بمفهومها الحالي.
مصطفى سعيد من الكويت: اعتبر الشيخ صباح الخالد في كلمته في الجلسة الحوارية التي أقيمت على هامش افتتاح مؤتمر وسائل التواصل الاجتماعي الأول (هاشتاق-الكويت) مساء اليوم الاحد، والذي تقيمه وزارة الاعلام بشراكة استراتيجية مع وزارة الدولة لشؤون الشباب يومي 6 و7 ديسمبر (كانون الاول) الحالي، "اننا ككويتيين تواصلنا مع الثقافات الأخرى، ولبسنا لباسهم، وغنينا اغانيهم، فلا اتفاجأ حين اعلم ان ابناءنا وبناتنا بافكارهم وابتكاراتهم الخلاقة يواكبون العالم بهذه التقنية الحديثة".
وبيّن أن "الاعلام الجديد وما يدور حوله يتطلب منا التوظيف الصحيح لهذه الطاقات والاستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيا، ويسند هذه المعطيات المرجعيات التي يملكها شبابنا وشاباتنا وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم وجذورهم".
أذرع للإعلام
وأكد أنه اصبح اليوم "كل فرد منا وزارة إعلام"، بما يملكه من جهاز بيده يستطيع ان يتواصل مع العالم يبث ويستقبل، موضحًا أن مفهوم الإعلام انتقل إلى مراحل بغاية الأهمية.
واضاف "انتم عايشتم وعرفتم في السنوات الخمس التي مضت علينا في منطقتنا بهذا الخضم العسير ونتائجه على دولنا وشعوبنا الذي لم يكن بالشيء القليل"، لافتا الى انه "بما نملكه من هذه النسبة العالية من الشباب في مجتمعاتنا العربية، فنحن بخير وبمنأى، لأنهم هم من نعوّل عليهم في اجتياز هذا المخاض العسير وبناء مستقبل افضل".
وقال "اننا منذ ثلاثة أشهر كنا في نيويورك لحضور قمة دعانا اليها الأمين العام لمنظمة الامم المتحدة بان كي مون كان، وكان على رأس وفد الكويت الأمير (الشيخ صباح الأحمد الصباح)، حيث كان عنوان القمة (التنمية المستدامة 2015-2030) بـ17 هدفًا و69 غاية"، مشيرا الى ان جزءًا كبيرًا من الاهداف موجه إلى الشباب.
إقرأ في إيلاف أيضًا |
&الكويت الأولى عربيًا في عدد مستخدمي وسائل التواصل |
واضاف "نحن سائرون بهذا الاتجاه، وقد شجعنا على تبني هذه الوثيقة التي تلزم الدول بأن تضعها في خططها وبرامجها المستقبلية"، مبينًا انه كل ما تعلق بالشباب "نجد انفسنا باندفاع لتأكيد ما هو لصالحهم".
وذكر الشيخ صباح الخالد انه بعد يومين ستكون قمة دول مجلس التعاون، مؤكدًا انه في جدول الاعمال المقبل لدول مجلس التعاون هناك بنود تحظى بأولوية خاصة بالشباب، وقد تعدت كونها محصورة في إقامة ندوات وورش عمل، بل وصلت إلى كيفية مساعدة الشباب بأن يكون عونًا لبلده ومنطقته، وكيف يكون مبتكرًا بمشاريعه الصغيرة والمتوسطة، وكيف نستطيع ان نوفر له البيئة الصالحة والمناخ الملائم للقيام بهذا العمل، وهو ما ستتم مناقشته في القمة الخليجية".
قاعدة للمستقبل
أضاف "اننا سعداء على مستوى الكويت والخليج العربي برؤية اصدقائنا وأشقائنا معنا بهذا الأمر، وصولاً الى العمل الجماعي تحت مظلة الامم المتحدة بـ193 دولة ضمن وثيقة فيها نصيب كبير للشباب، وهذا ما نسعى اليه، ونحرص عليه ونؤكد على تطبيقه وتنفيذه".
وأكد الشيخ صباح الخالد أن "لدينا قاعدة صلبة نستطيع ان ننطلق منها لمواجهة المستقبل، حيث رأيت في المعرض المصاحب للمؤتمر كيف ان الشباب والشابات الكويتيين في ابتكاراتهم وافكارهم الخلاقة يحاولون اطلاق العنان لأفكارهم الجامحة بكل ما&يتعلق بالاستفادة من استخدام هذه الوسائل الحديثة لخدمة اهدافهم وبلدهم".
وأعرب عن الشكر لوزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، وكذلك اللجنة المنظمة "التي لها فضل كبير في تسهيل وتيسير هذا اللقاء".
وأكد أن "ما ذكره الشيخ سلمان في كلمته بأنكم انتم من تحددون موعد المؤتمر الثاني وايجاد أمانة تتابع ما يتم تبنيه من توصيات لهذا العمل والجهد الكبير الذي نريد أن نستثمره الاستثمار الصحيح عن طريق المتابعة بوجود آلية لها كفكرة تؤدي الغرض لمتابعة هذه التوصيات حتى نستمر بهذا العمل بما يعود بالنفع على الكويت وامتنا العربية والإنسانية".
تحقق وتدقيق
من جانبه، قال وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح في مشاركة مماثلة "اننا تجمعنا المسؤولية الوطنية سواء كنا بالحكومة كوزارة الاعلام ام في القطاع الخاص او الفاعلين في وسائل التواصل الاجتماعي لأنكم الرديف والسند الأساسي بالمسؤولية الجماعية لكل انسان موجود على أرض الكويت في التفاعل مع اي حدث".
وبيّن الشيخ سلمان ان الاعلام الرسمي عليه ان يكون متيقنًا ويدقق بالمعلومة قبل ان ينشرها، وبالتالي فإن عملية التحقق من الخبر قد تكون صعبة نوعًا ما، ولكن وزارة الاعلام اخذت حزمة اجراءات لتفعيل تسريع الأخبار في قطاع الاخبار والبرامج السياسية المناط بهم هذه المسؤولية و"بدأوا يقدمون نموذجًا افضل بتقديم الخبر الرسمي للجمهور".
واعرب وزير الاعلام الكويتي عن التطلع اليوم الى الدور الشبابي وخاصة الفاعلين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين عليهم مسؤولية مهمة بتحصين الشباب ورفع معنوياتهم وبناء الوطن من خلال المسؤولية المشتركة لوزارة الاعلام ووزارة الدولة لشؤون الشباب بتقديم كل المساندات والمنصات المناسبة لتفعيل هذه الشراكة بين المجتمع وبين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وجمعيات النفع العام.
الهاشتاق الأكثر انتشارًا
وذكر الشيخ سلمان أن هذه الشراكة تشكل تحديًا اليوم للدولة لصياغة سياسة وطنية قادرة لتكون اطارًا صحيًا داعمًا للشباب، متمنيًا من المؤتمر بأن يكون انطلاقة للمستقبل، و"تكونون انتم الشركاء واصحاب التوصيات الاساسية والمقترحات التي سنأخذها ونمضي بها".
من جهته، قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الكهرباء والماء بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح ان "هاشتاق الكويت وصل اليوم الى كونه اكثر هاشتاق متداول اليوم وصل الى ما يقارب 54 مليون تغريدة. واشار الى ان ذلك "يبيّن أن المجتمعين في هذه القاعة يعتبرون قادة للفكر ما يضاعف المسؤولية عليكم في ايصال رسالة مناسبة للأطفال، الذين لكم تأثير كبير عليهم، باعطائهم قيمًا جيدة، وهي الرسالة الرئيسة لكم".
وثمن للشيخ سلمان استشرافه للمستقبل بانشاء قطاع للاعلام الحديث في وزارة الاعلام، مبينا ان الحكومة مهما قامت به من اعمال لن تصل الى سرعة التغيير المطلوب من قبلكم ما يحتم عليكم المشاركة في الاعداد للمؤتمر المقبل. وذكر الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح أن فكرة المؤتمر رائدة، داعيًا الى تحسين النواقص في المؤتمرات المقبلة من خلال تواصل وتكاتف الجميع في ابداء آرائهم وافكارهم لإثرائه مستقبلاً "حيث ستكونون انتم من يقود المؤسسات الحكومية في المستقبل، فلا توجد أية حواجز للتواصل بين الحكومة وبينكم، وننشد جميعًا مصلحة ورفعة هذا الوطن".
ردع للإرهاب
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة احمد هنداوي ان الشباب ووسائل التواصل الاجتماعي اصبحا رديفين لبعضهما البعض، مشيرا الى أن الأحداث في السنوات الأخيرة تنفي ما كان يردد بأن الشباب العربي غير مبال.
وبيّن انه للحفاظ على الديمقراطيات يجب أن تواكب الثورة الرقمية وكذلك تطوير أطر سياسات الحكومات وهياكلها ووضعها باطار رقمي لأنه هو واقع المستقبل. وقال ان تجربته في العمل في الأمم المتحدة علمته أنه لا يمكن وضع سياسات لـ15 سنة من دون استشارة الشباب في أي منظمة كانت ومهما كبرت. مبينًا أن ذلك يحارب الجماعات الارهابية، التي باتت تمتلك حسابات كثيرة جدًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يدعو الى تضافر الجهود لمواجهة استهداف الشباب من قبل هذه الجماعات.
وكان وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي& الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح قد قال خلال لقائه المشاركين في مؤتمر "هاشتاق-الكويت" الاول اليوم الاحد إن المجتمعات التي تخلت عن الحرية المسؤولة تعرضت لمشكلات، مشددًا على ضرورة وعي المجتمعات بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن الرأي بعيدًا عن المساس بالآخرين.
استثمار طويل الأمد
وشدد الشيخ سلمان على ضرورة الاستثمار في الثقافة "بما نملكه من موروث ثقافي بكل مكوناته بمفهومها الشامل حتى لا تتأثر الأجيال المقبلة بفقد العديد من العادات والتقاليد الطيبة"، لافتًا الى أن الاستثمار في الجانب الثقافي يعتبر طويل الأمد للحصول على نتائجه. واضاف المسؤول الكويتي قائلاً: "اننا اليوم امام اعلام الفرد ووسائل التواصل حيث الانتشار السهل والسريع للأفكار حتى لمن لديه أهداف سيئة"، مشيرًا الى ان "الدول العربية تعمل على مشاريع التنمية والنهضة بالشفافية مع شعوبها".
واشار الشيخ سلمان الصباح الى ان المواجهة باتت مع أجهزة مختصة تعمل بحرفية في وسائل التواصل، موضحًا أن "خطر الارهاب والتطرف أصبح عالميًا يستوجب معه وضع معايير وأسس لاستخدام هذه الوسائل". وقال الوزير الكويتي إن الشباب هم الاساس في تنمية المجتمعات في ظل الاوضاع والظروف الحالية. وأعرب عن اسفه لخروج شريحة من الشباب عن السيطرة، وأصبحوا يشكلون خطرًا على أنفسهم ومجتمعاتهم، متمنيًا لهم "الهداية والعودة الى الطريق الصواب".
ودعا الشيخ سلمان الحمود الى العمل الجاد من اجل الوصول الى طلبة المدارس، لاسيما أن اعمار مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي باتت صغيرة، وأقل مما كانت عليه في السابق، بيد انه شدد على ضرورة السعي إلى تحصين هؤلاء من الافكار الهدامة، وذلك من خلال التوعية وخلق القدوات الصالحة كخطوة أساسية تعمل من اجلها الدول عبر المؤتمرات والندوات والدراسات.
تصويب صورة
واوضح وزير الاعلام الكويتي ان صورة العرب خاصة، والمسلمين بشكل عام، تشوهت لدى الدول والأمم الأخرى "ما يفرض علينا العمل اعلاميًا وتوجيهه للخارج، فضلاً عن استثمار الثقافة وتقديمها بشكل مناسب بما يساهم في جذب الناس اليها وكذلك الرياضة".
ورأى الشيخ سلمان أن توضيح الصورة الايجابية عن الشعوب العربية والاسلامية هي مسؤولية كل الدول، وذلك من خلال ايصال رسالة الى الرأي العام العالمي، مفادها بأن "الارهاب لا دين له ولا جنسية"، بل هو شذوذ فكري يضر بالانسان وبمن حوله "فمن يفجر نفسه شخص لا يعرف قيمة الحياة".
واكد الشيخ سلمان على ضرورة أن يكون المؤتمر الاول لـ"هشتاق - الكويت "انطلاقة لمؤتمرات مقبلة تتم الاستفادة من جميع الخبرات المشاركة فيها، لافتا الى ان حضور رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الكهرباء والماء بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح يؤكد مدى الاهتمام بمثل هذه المؤتمرات التي "نأمل أن تنتهي بتوصيات مفيدة لنصل الى حل لجزء من التحديات التي نواجهها".
ترسيخ شراكة
في سياق ذلك، اشار الشيخ سلمان الى ضرورة التنسيق الخليجي والعربي، بحيث لا يخلو اجتماع لوزراء الشباب أو الاعلام من مناقشة قضية تحصين الشباب، "حتى إن هذه القضية امتدت، فأصبحت في اجتماعات وزراء التعليم والسياحة والثقافة، لضمان استغلال مفيد للشباب فنيًا ورياضيًا وعلميًا وثقافيًا بأساليب جاذبة وبشكل غير تقليدي مع وجود وسائل التواصل الحديثة التي تملك عوامل جذب تنافس أكبر المحطات التلفزيونية".
وبيّن الشيخ سلمان انه أن الأوان المناسب لزيادة الاستثمار في التعليم خاصة مرحلة التنشئة للأطفال لتكون بيئة تثقيفية من دون أي تأثيرات أخرى"، مشيرا الى اهتمام مجلس التعاون الخليجي بأن تكون مؤسساته جزءًا من النجاح بتكثيف الاستثمار في مجال التعليم. واوضح وزير الاعلام الكويتي أن الشراكة الحقيقية اليوم هي الأساس بدءًا من الفرد الى الدولة حتى المنظمات الدولية كثقافة يجب ترسيخها.
&
التعليقات