&إنها ماريون مارشال لوبن التي تجتاح الجنوب الفرنسي بيمنيتها المتشددة، وكاثوليكيتها الهادئة، والتي تعيد لليمين المتطرف أمجاده على أنقاض اليسار.

مروان شلالا: يقول قائل إن لبريطانيا ثاتشرها، ولألمانيا ميركلها... واليوم بات لفرنسا لوبِّنها، نسبة إلى ماريون مارشال لوبن، التي تكاد تكون منذ اليوم، الآمرة الناهية على عرش ديمقراطية فرنسية، تكاد هي الأخرى تلفظ أنفاسها الأخيرة.&
&
هي النائبة الفرنسية الاصغر، وحفيدة اليميني جان ماري لوبن، الذي فاقته تطرفًا، حتى يبدو إلى جانبها ذاك الحمل الوديع، وهي اليوم من ترجح الاستطلاعات فوزها في الدورة الاولى من الانتخابات المحلية في منطقة كوت دازور، جنوب فرنسا، بعدما اختارها حزبها "الجبهة الوطنية" لتحل محل جدها، الذي فصلته ابنته مارين من الحزب كي تتخلص من اتهامات بالعنصرية ومعاداة السامية، لكنّها خير خلف لذلك السلف المعزول، كما يصفها المتابعون.
&
الخارقة الحسناء
&
تخوص مارين لوبان، ابنة جان ماري وخالة ماريون، معركة قاسية في الشمال، بينما يحمل فلوريان فيليبو لواء الحزب اليميني في الشرق، وماريون تجتاح الجنوب. وبحسب استطلاعات الرأي، الثلاثة فائزون، ما سيتيح للجبهة الوطنية إعلان زعامتها على معظم فرنسا في انتخابات بالغة الحساسية، هي الاخيرة قبل انتخابات 2017 الرئاسية، وهي المباشرة بعد اسبوعين من هجمات إرهابية هزت باريس وأوقعت 130 قتيلًا.
&
اعتادت الصحافة البريطانية تعبير "المرأة الخارقة" منذ أيام مارغريت ثاتشر وحرب فوكلاند، لذا نعتت صحيفة "تلغراف" البريطانية ماريون تلقائيًا بأنها "مرأة اليمين الفرنسي المتطرف الخارقة"، فهي تمكنت أن تتحول رقمًا صعبًا أكبر بكثير من الرقم 25، عدد سنيّ عمرها.&
&
قبل ثلاثة أعوام، انتخب أصغر نائبة في تاريخ البرلمان الفرنسي، وهي بعد طالبة حقوق في سنتها الثانية بجامعة السوربون.
&
إنها السياسية الجميلة والأنيقة التي يبدو أن ضربها السياسي لن يكون فوق الحزام كثيرًا، إذ أطاحت السياسي المخضرم آلان جوبيه، المرشح المفترض للانتخابات الرئاسية، في مناظرة انتخابية عبر التلفزيون الفرنسي.
&
الكاثوليكية الهادئة
&
ماريون هادئة، لا تهزها المفاجآت، ولا تحرجها الأسئلة، ولا تخونها ثقافتها التي تجعلها تبدو سابقة عصرها، لا تتخلى عن رباطة جأشها، وهذا ما لم ترثه طبعًا لا من جدها ولا من خالتها. &
&
لا تحب الخطابة بقدر ما تحب التأني للاقناع، في اسلوب يبدو تلفزيونيًا أكثر منه عالي النبرة، تعرض آرائها بتؤدة، وتستعين باستشهادات تستنبطها من صميم الحياة الفرنسية، قديمها وحديثها، خصوصًا متى مسّ الحديث جوانب حساسة اليوم، كالهجرة والهوية الفرنسية والاسلاموفوبيا، فأمثلتها ملوك من العصور الوسطى ورجال من زمن الكنيسة.
&
تحاول ماريون ألا تقع في أخطاء خالتها التي تساكن رجلًا بلا زواج، لذا تزوجت كنسيًا على الطريقة الكاثوليكية من رجل أعمال لم يحالفه الحظ في ميدان السياسة، ولها منه طفلة. كما وعدت بخفض الدعم لمكاتب تنظيم الاسرة في كوت دازور اذا فازت، ودعمت الحركة ضد زواج المثليين التي حشدت الملايين في الشارع في عام 2012.
&
وتحمل ماريون آراء متطرفة في الهجرة والمسلمين، وتجاهر بها. فهي القائلة إن المسلمين لا يمكنهم أن يكونوا فرنسيين إلا إذا خضعوا للعادات وطريقة الحياة الموروثة من التاريخ المسيحي للبلاد. وهي القائلة أيضًا: "لسنا أرضًا للإسلام، وإذا كان الفرنسيون قادرين على اعتناق الاسلام، فهذا شرط الخضوع للعادات وطريقة الحياة التي شكلها التأثير اليوناني والروماني وستة عشر قرنًا من المسيحية، ففي بلادنا لا نعيش بالجلباب، لا نعيش بالنقاب".
&