وصفت الحكومة العراقية دعوة دونالد ترامب، الساعي إلى الفوز بالترشيح لانتخابات الرئاسة الأميركية،& إلى منع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة بأنها متطرفة وغير مسؤولة وترقى إلى مستوى "الإرهاب".. فيما دعت حكومة إقليم كردستان روسيا إلى البحث عن سبل بديلة أخرى لمرور صواريخها الموجّهة إلى سوريا بدلًا من إنتهاك أجواء الإقليم.

أسامة مهدي: قال مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه في الوقت الذي أدركت فيه جميع دول العالم خطر الفكر المتطرف، وما يوفره من حواضن للإرهاب، الذي يهدد الجميع من دون استثناء، وضرورة محاربته واستئصال جذوره، تصدر تصريحات غير مسؤولة ومواقف أشد تطرفًا، كالتي صدرت أخيرًا من دونالد ترامب، الذي يسعى إلى الفوز بالترشيح لانتخابات الرئاسة الأميركية.

أضاف إن وضع المسلمين والمتطرفين في خانة واحدة هو إساءة إلى الإسلام وإلى جميع المسلمين، وهو ما يسعى إليه أصحاب الأفكار المتطرفة من "إرهابيي" داعش والقاعدة وأمثالهم من أصحاب الفكر التكفيري المتطرف، الذين لا يمثلون العقيدة الإسلامية السمحاء، التي تؤمن بالتعايش وتحترم جميع الأديان.

وأشار المكتب، في بيان صحافي إطلعت على نصه "إيلاف" الخميس، إلى أن جهود المجتمع الدولي يجب أن تتوحد اليوم أكثر من أي وقت مضى من أجل إشاعة روح التعايش السلمي، وعزل الإرهاب، والحفاظ على الحريات الدينية ونبذ التطرف بجميع أشكاله وصوره.

وكان ترامب قد طالب في تصريحات له خلال حملته الحالية لكسب التأييد للترشح إلى انتخابات الرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة بصورة كاملة، حيث أثارت دعوته انتقادات شديدة من البيت الأبيض والأمم المتحدة ومن داخل حزبه، كما اعتبرت شخصيات في مواقع أممية مسؤولة التصريحات غير مسؤولة، وحذرت من الخطاب التحريضي، كما جوبهت بحملة انتقادات عنيفة في الأوساط الأميركية.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد إن دعوات ترامب هذه أمر غير مسؤول بشكل تام، مضيفًا إن إشعال نيران الكراهية والإسلاموفوبيا هو ما يريده بالضبط تنظيم داعش ويتغذى عليه.

من جهتها، حذّرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة من "الخطاب المناهض للمسلمين في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، والخطر الذي يمثله على عملية إعادة توطين اللاجئين". وفي واشنطن قالت وزارة الدفاع الأميركية إن خطاب ترامب المعادي للإسلام يقوّض الأمن القومي الأميركي، ويعزز من قدرات التنظيم، الذي يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية داعش.

في بريطانيا وقع حوالى 200 ألف شخص التماسًا يطالب بحظر دخول ترامب إلى البلاد، التي يعيش فيها أكثر من 2.7 مليون مسلم، بسبب "سلوكه غير المقبول"، وتصريحاته العنصرية تجاه المسلمين. ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع دونالد ترامب خلال زيارته إلى إسرائيل في الثامن والعشرين من الشهر الحالي.
&
اقليم كردستان يدعو موسكو إلى بديل من أجوائه لمرور صواريخها لسوريا
دعت حكومة إقليم كردستان العراق روسيا إلى البحث عن سبل بديلة أخرى لمرور صواريخها الموجّهة إلى سوريا بدلًا من إنتهاك أجواء الإقليم. وقالت رئاسة حكومة الإقليم إن سلطات الطيران المدني العراقي قد أعلنت عن توقيف الرحلات الجوية في مطاري أربيل والسليمانية منذ 23 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ولحد الآن مرات عدة، وذلك بحجة قصف الصواريخ الروسية مواقع "إرهابيي" داعش في سوريا. وأضافت في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه اليوم: "نحن ندعم جميع العمليات التي تنفذ ضد "إرهابيي" داعش، ولكن يجب ألا يكون ذلك سببًا لإلغاء الرحلات الجوية في مطاري أربيل والسليمانية".

وأشارت إلى أن إلغاء الرحلات الجوية من دون الاستشارة بين حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق الإتحادية، فضلًا عن إحداث مشاكل عديدة لمواطني الإقليم والمسافرين سيعرّض مطاري أربيل والسليمانية والقطاع الإقتصادي والتجاري في الإقليم إلى مشاكل مادية كبيرة بشكل عام.

وأعربت رئاسة مجلس وزراء إقليم كردستان عن قلقها إزاء مثل هذه الأحداث، وطالبت حكومة روسيا الإتحادية رسميًا بالتنسيق أكثر مع حكومتي العراق الإتحادية وإقليم كردستان، ومن أجل توجيه صواريخها تدعوها إلى البحث عن سبل بديلة أخرى بدلًا من إنتهاك أجواء الإقليم.

وأوضحت حكومة الإقليم أنه في الوقت الذي يتعرّض فيه إقليم كردستان إلى أزمة مالية، بسبب الحرب ضد "إرهابيي" داعش وقطع حصة الإقليم من الموازنة العامة من قبل بغداد وهبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية، فإن إلغاء الرحلات الجوية سيعرّض الإقليم إلى أزمات أخرى، كما إن تعويض الخسائر من قبل حكومة العراق الإتحادية صعب.

وكانت سلطات الطيران المدني العراقي قد أغلقت الثلاثاء الماضي مطارات إقليم كردستان للمرة الثانية خلال أسبوعين، وذلك بسبب الصواريخ الروسية العابرة لأجواء شمال العراق، والمتجهة نحو أهداف للتنظيمات المسلحة المعارضة في سوريا، وذلك لمدة ثمانٍ وأربعين ساعة.

وقال مصدر في السلطة إن سبب الإغلاق هو المحاذير الأمنية من عبور الصواريخ الروسية من بحر قزوين نحو أهداف في سوريا، موضحًا أن خسائر بالملايين يتكبدها العراق فضلًا عن الشركات الناقلة بسبب الإغلاق.


&


&