أعلن سناتور أميركي أن سيد فاروق، الذي نفذ مع زوجته الاعتداء الأخير في كاليفورنيا، كان يخطط مع شريك له لشنّ هجوم اعتبارًا من العام 2012، ولكن المشروع فشل، بسبب اعتقالات قامت بها شرطة مكافحة الإرهاب. جاء هذا التصريح في إطار تفتيش الشرطة السبت لمنزل أنريكي ماركيز، وهو صديق الطفولة لفاروق.


واشنطن: قال جيمس كومي في جلسة استماع في الكونغرس ان سيد فاروق الاميركي من اصل باكستاني وزوجته الباكستانية تافشين مالك، وهما مسلمان متشددان، استوحيا من "مجموعات ارهابية اجنبية"، وناقشا على الانترنت مسألة "الجهاد والشهادة" منذ 2013. واكد ان "التحقيقات تشير الى انهما تطرفا قبل ان يلتقيا عبر شبكة الانترنت".

واوضح كومي "منذ 2013 كانا يناقشان على الانترنت الجهاد والشهادة، قبل خطوبتهما وزواجهما، وقبل ان يعيشا معًا في الولايات المتحدة". وبقيت معرفة ما اذا كان زواجهما تم ترتيبه من قبل جهاديين، استغلوا جنسية الرجل، كما تساءل السناتور ليندسي غراهام، احد المرشحين لانتخابات الحزب الجمهوري للرئاسة الاميركية. ورد كومي ان "معرفة ذلك امر مهم للغاية".

في الواقع عندما وصل الزوجان الى الولايات المتحدة في تموز/يوليو 2014، كانت تافشين مالك تحمل تأشيرة من فئة "كي-1" او ما يسمى "بتأشيرة الخطوبة" التي تسمح لحاملها بالتوجه الى الولايات المتحدة، ليتزوج هناك خلال تسعين يومًا. وبعدما عهدا بابنتهما الى جدتها، اقتحم الزوجان في الثاني من كانون الاول/ديسمبر تجمعًا لموظفي هيئة يعمل فيها فاروق بمناسبة عيد الميلاد. وقتل الزوجان بعد ساعات في تبادل كثيف لإطلاق النار.

البحث عن شركاء
ويحاول مكتب التحقيقات الفدرالي تحديد ما اذا كان القاتلان لديهم شريك او اكثر، وما اذا كانا ينويان شن هجمات اخرى، نظرا إلى ترسانة الاسلحة التي جمعاها، وبينها رشاشات هجومية واسلحة يدوية وآلاف الرصاصات وقنابل يدوية. كما تسعى الشرطة الى معرفة اي منهما، المرأة او الرجل، اثر على الآخر، بعد تبادلهما الحديث على الانترنت في البداية.

وذكرت وسائل اعلام اميركية عدة ان الزوجة اعلنت مبايعتها لزعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي باسم مستعار على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك. ولم يتبن التنظيم الجهادي الهجمات بشكل واضح، لكنه اشاد بها، ووصف منفذيه "بجنود" الدولة الاسلامية. واعترف بان التهديد كبير بوجود قاتلين كانا يعيشان في الولايات المتحدة، ولم تكن لديهما على ما يبدو صلات عقائدية مع تنظيم الدولة الاسلامية.

تحدّ مرهق
وبينما وصف الزوجان من قبل العائلة والمقربين بأنهما بلا مشاكل، اعترف كومي بانه "من الصعب جدًا جدًا رصد الذين تشددوا، ويستوحون افكارهم من هذه المجموعات الارهابية". واضاف ان "هذا العجز في كشفهما هو همي الاكبر"، مشيرا الى "تحدي الذين يتشددون عبر الانترنت ويتقبلون الدعاية الاعلامية ويبقون تحت مراقبتنا".

وتابع كومي "رأينا الكثير من الحالات التي يتصل فيها المشتبه فيهم عبر الالعاب" الالكترونية، وبعضها "مشفر". واعترف رئيس الاف بي آي بان مكتب التحقيقات الفدرالي لم يتمكن من قراءة اكثر من 109 رسائل مشفرة متبادلة بين احد منفذي هجوم غارلاند في تكساس، الذين استهدفوا مسابقة لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد، ومتطرف معروف في الخارج.

وعبّر رئيس اف بي آي عن اسفه لعدم وجود عدد كاف من العناصر لمراقبة "ملايين" الحوارات على الانترنت. ولمنع تطرف الاكثر ضعفا تحدث كومي عن "رسالة مضمونها يشبه القول له +لا تكن دمية بيد احد+". اضاف انه اذا خصصت ميزانية غير محدودة لمطاردة المتطرفين على الانترنت "فهل سنكون قادرين على ملاحقتهم بشكل اعمق؟". وتابع "جوابي هو +ربما+".

هذا ويشتبه في أن انريكي ماركيز صديق طفولة سيد فاروق&هو الذي اشترى البنادق الهجومية، التي استعملها فاروق وزوجته الباكستانية تاشفين مالك، اللذان قتلا 14 شخصًا، وجرحا 21 آخرين، خلال غداء ميلادي في مدينة سان برناردينو قبل أن تقتلهما الشرطة.

وقال السناتور الجمهوري الأميركي جيمس ريش، وهو عضو لجنة المخابرات، إن نية القتل لدى فاروق إلى جانب ماركيز قديمة جدًا. أضاف "يبدو أن ماركيز أقرّ بوجود هذا المشروع، الذي كانا يريدان تنفيذه، ولكنهما تراجعا، بسبب الاعتقالات التي حصلت في المنطقة". ويدرس المحققون العلاقة، التي نسجت بين فاروق وماركيز، الذي اعتنق الإسلام قبل أعوام.

وقد نقل ماركيز، الذي يعمل في شركة توزيع كبرى، إلى معهد طب نفسي، ولم توجّه إليه بعد أية تهمة رسميًا. وقد يتم التعاطي معه بليونة في حال تعاون مع المحققين. وحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الرجلين كانا لمدة عشر سنوات جارين في مدينة ريفرسايد في كاليفورنيا. وأوضحت الصحيفة أن ماركيز تزوج في تشرين الثاني/نوفمبر 2014 بشقيقة زوجة شقيق سيد فاروق.
&