باريس: بعد اربعة اسابيع على دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى اقامة ائتلاف موسع من اجل القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية، يبقى التجاوب الدولي خجولا، والعمليات على الارض تفتقر الى التنسيق.

أي جواب على طلب الدعم الفرنسي بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية؟

- بدأت بريطانيا بقصف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا في الثالث من كانون الاول/ديسمبر. وكانت الحكومة برئاسة ديفيد كاميرون تدعو منذ اشهر الى توسيع العمليات التي تقوم بها في اطار التحالف الدولي بقيادة اميركية في العراق، الى سوريا. وساهمت اعتداءات باريس في تسريع آلية اقرار هذه المسألة في مجلس العموم.

- في المانيا، أعطى النواب الضوء الاخضر من اجل نشر 1200 جندي، وست طائرات استطلاع، للقيام بعمليات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، الا ان المانيا لن تنفذ عمليات قصف جوي بنفسها. كما اعلنت برلين ارسال 650 جنديا الى مالي لدعم الجنود الفرنسيين المنتشرين في البلاد في مواجهة الجهاديين.

ماذا عن الولايات المتحدة التي شهدت بدورها اعتداء بوحي على الارجح من تنظيم الدولة الاسلامية؟

- اعلن الاميركيون الذين يواصلون الضربات الجوية في سوريا والعراق في اطار تحالف دولي، ارسال مئتي عنصر من القوات الخاصة الى العراق، وعرضوا ارسال طائرات مروحية هجومية لدعم العمليات البرية ضد التنظيم الجهادي. وكانوا ارسلوا عددا محدودا من القوات الخاصة الى سوريا لتنفيذ عمليات محددة ضد الجهاديين. ومنذ اعتداءات باريس، تحسن التنسيق بين واشنطن وباريس في مجال المعلومات الاستخباراتية. وكثفت الولايات المتحدة قصف المنشأت النفطية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية.

ما هو رد فعل روسيا التي تعرّضت لاعتداء تبناه تنظيم الدولة الاسلامية واستهدف طائرة روسية في سيناء؟

- وافقت روسيا التي كانت سباقة في طرح اقامة "تحالف واسع" ضد تنظيم الدولة الاسلامية، على تنسيق ضرباتها الجوية في سوريا مع الائتلاف الدولي، الا ان اي خطة مشتركة لم تر النور بعد. ويتهم الغرب موسكو بتركيز ضرباتها على الفصائل المقاتلة المصنفة "معتدلة" والتي تقاتل ضد النظام السوري. الا ان الروس كثفوا اخيرا غاراتهم على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة في شمال سوريا.

ما هو موقف الدول العربية؟

- كانت الدول الخليجية في طليعة الدول التي انضمت الى الائتلاف المناهض لتنظيم الدولة الاسلامية بقيادة واشنطن في 2014. الا ان هذه الدول انضمت في آذار/مارس 2015 الى تحالف بقيادة الرياض قرر التدخل في اليمن، حيث يخشى نفوذا ايرانيا متزايدا عبر التمرد الحوثي. ونتيجة ذلك، انخفضت مساهمتهم في الائتلاف الدولي. في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، اعلنت الامارات العربية المتحدة استعدادها للمشاركة في اي جهد دولي يتطلب تدخلا بريا لمحاربة "الارهاب". وتدعو كل من واشنطن وباريس الى تشكيل قوة اقليمية للتدخل بريا ضد الجهاديين، لكنهما ترفضان المشاركة بقواتهما فيها.

ما هو موقف ايران؟

- تخوض ايران، القوة الاسلامية الاقليمية النافذة، من دون تنسيق مع باريس، معركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق عبر الدعم الذي تقدمه الى الحكومة العراقية ودعمها للميليشيات الشيعية. في سوريا، أرسلت طهران مستشارين عسكريين ومتطوعين لدعم الجيش السوري المنهك نتيجة خمس سنوات من القتال. في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، شدد هولاند ونظيره الايراني حسن روحاني على "الاهمية الحيوية لبذل اقصى ما يمكن من اجل محاربة داعش والارهاب"، من دون ان يترجم هذا الاعلان عمليا على الارض.

&