وسط معلومات عن انسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية فجر اليوم والإبقاء على المدربين والفنيين فقط في معسكر بعشيقة لتدريب متطوعي تحرير الموصل، يقوم وزير الدفاع التركي بزيارة إلى بغداد في محاولة لترتيب آليات وجود هؤلاء المدربين، بينما دعت حكومة البصرة المحلية الشركات التركية إلى مغادرة المحافظة.
لندن: علمت "إيلاف" أن وزير الدفاع التركي عصمت يلماز سيصل إلى بغداد غدًا الثلاثاء لإجراء مباحثات مع نظيره العراقي خالد العبيدي ورئيس الحكومة حيدر العبادي تتناول الأزمة الحالية بين البلدين حول الاختراق العسكري التركي لأراضي العراق، الذي رفض ذلك بشدة، معتبرًا اياه اختراقًا لسيادة البلاد، ومشددًا على ضرورة سحب القوات مهددًا باللجوء إلى جميع الوسائل لإرغامها على الخروج من الاراضي العراقية حيث سلم رسالة إلى مجلس الأمن الدولي يشكو فيها تركيا وينتظر أن يناقشها المجلس في جلسة مقبلة.
وعلى الصعيد نفسه، تشهد مدينة البصرة العراقية الجنوبية عمليات مغادرة للعاملين الاتراك في الشركات التركية في المحافظة اثر تهديدات تلقوها من محتجين على التوغل التركي. فقد انتشرت يافطات في الشوارع الرئيسة بالمحافظة تطالب الشركات التركية بمغادرة المحافظة فوراً كما ان معظم المراكز التجارية هناك اغلقت ابوابها لكن القنصلية التركية ما زالت تؤدي أعمالها.
وقال رئيس مجلس محافظة البصرة العراقية صباح البزوني إن مجلس المحافظة قرر الامتناع عن التعاقد مع الشركات التركية مستقبلاً لتنفيذ مشاريع في المحافظة خاصةً في قطاع النفط.
وأشار إلى أنّ مجلس محافظة البصرة صوت بالإجماع في جلسته الأسبوعية على رفض أي عقود مستقبلية مع الشركات التركية خاصة في قطاع النفط احتجاجاً على دخول القوات التركية إلى العراق. وأضاف أن هذا القرار يشمل أيضا الشركات الأجنبية العاملة في المحافظة بمطالبتها بإيقاف إبرام العقود الإنتاجية والخدمية مع الشركات التركية مستقبلاً لاسيما في القطاع النفطي، ومخاطبة الدوائر الحكومية للامتناع عن إرسال موظفيها في وفودٍ حكومية إلى تركيا.
وأوضح البزوني أن المجلس قرر أنه إذا استمر تواجد القوات التركية على أرض العراق وعدم انسحابها، فإنه سيتم اتخاذ قرارات أخرى أهمها منع المواطنين الأتراك من الدخول إلى مطار البصرة الدولي ومنع تداول البضائع التركية في المحافظة.
تقارير عن انسحاب القوات التركية فجر اليوم
ومن جهته، أعلن ممثل الشبك في البرلمان العراقي سالم الشبكي اليوم عن انسحاب القوات العسكرية التركية من معسكر زلكان في بعشيقة، مبينًا ان ما تبقى في المعسكر هم فنيون ومستشارون اتراك لكنّ تأكيدًا رسميًا لذلك لم يصدر بعد سواء من بغداد او تركيا.
وقال الشبكي إن "القوات العسكرية التركية بدأت منذ الساعة الخامسة من فجر اليوم بالانسحاب بمدرعاتها ودباباتها من معسكر زلكان للمتطوعين في بعشيقة نحو تركيا".. مبينًا انه "لم يتبقَ في المعسكر غير الفنيين والمستشارين الاتراك"، الذين يتراوح عددهم بين 20 و50 فردًا. واضاف في تصريح لوكالة "السومرية نيوز" إن "الانسحاب تم لاتفاق على انسحاب هذه القوات وبقاء الفنيين والمستشارين فقط".
وكان نحو 220 عسكريًا تركيًا قد دخلوا الاراضي العراقية في الرابع من الشهر الحالي صحبة 25 دبابة قالت حكومتهم انهم مدربون لمتطوعي تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش"، الذي احتلها في حزيران (يونيو) عام 2014& بالاتفاق مع الحكومة العراقية التي نفت ذلك بشدة مطالبة بالاسراع بسحبها.
وأكد العراق أمس رفضه لإقامة أي معسكرات لدول اجنبية على اراضيه، مؤكدًا انه متمسك بالخيار السياسي لحل الازمة مع تركيا موضحًا ادراج الاختراق التركي لاراضيه على جدول اعمال مجلس الامن.
وقال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري خلال مؤتمر صحافي في بغداد عقب استضافته من قبل مجلس النواب لشرح تفاصيل جهود وزارته لانسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية، إن رئيس بعثة العراق في نيويورك سلـَّم طلب العراق رسميًا لمجلس الأمن بشأن انتهاك القوات التركية موضحًا أن وزارة الخارجية اتخذت قراراً بإرسال ثلاثة وفود إلى مجلس الأمن وحلف شمال الأطلسيّ (الناتو)& والاتحاد الأوروبيّ وهذه الوفود مهمتها توضيح تطورات الأحداث على الأرض.&
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد حذر تركيا الجمعة الماضي باللجوء لكل الوسائل من اجل طرد قواتها التي انتهكت بشكل فاضح حرمة الاراضي العراقية، وقال ان وجودها لم يتم بطلب رسمي لا شفوي ولاتحريري، مؤكدًا ان ارسال قوات مدرعة تركية من دون موافقة حكومته لا يعتبر مساعدة ضد الارهاب بل هو انتهاك صارخ للسيادة العراقية.
وفي اليوم نفسه، اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أنه من غير الوارد سحب بلاده لقواتها من العراق.. وأشار إلى أن القوات التركية موجودة في العراق لتدريب مقاتلي البيشمركة الكردية وليس لأغراض قتالية. وشدد على أن بلاده لا تنوي سحب قواتها التي تتمركز في العراق كجزء من مهمة تدريبية للمساعدة في محاربة تنظيم "داعش".
وقال أردوغان للصحافيين إن القوات التركية التي تم نشرها في عام 2014 كانت استجابة لطلب من الحكومة العراقية وقتها مؤكدًا أن تلك القوات غير قتالية.. وشدد بالقول "ان الانسحاب غير وارد في الوقت الراهن".
التعليقات