قرر العراق تقديم شكوى رسمية الى مجلس الامن الدولي ضد اختراق قوات تركية أراضيه داعيا الى إرغامها على سحبها فورا، فيما تتابع السلطات العراقية مع نظيرتها الفنلندية اعتقالها اثنين من العراقيين الضالعين في جريمة سبايكر.


أسامة مهدي: وجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وزارة الخارجية العراقية الجمعة بتقديم شكوى رسمية من قبل الحكومة العراقية الى مجلس الامن الدولي حول التوغل التركي واعتباره انتهاكاً صارخاً لاحكام ومبادئ ميثاق الامم المتحدة وخرقاً لحرمة الاراضي العراقية وسيادة الدولة العراقية وان ذلك تم من دون علم السلطات العراقية وموافقتها.

وقال مكتب العبادي انه اكد على الخارجية الطلب من مجلس الامن الدولي تحمل مسؤولياته وفقاً لاحكام ميثاق الامم المتحدة والعمل على حماية العراق وأمنه وسيادته وسلامة ووحدة أراضيه التي انتهكتها القوات التركية وان يأمر تركيا بسحب قواتها فوراً وان يضمن بجميع الوسائل المتاحة الانسحاب الفوري غير المشروط الى الحدود الدولية المعترف بها بين البلدين وعدم تكرار تلك التصرفات الاحادية التي تضر بالعلاقات الدولية والتي تعرض الامن الاقليمي الى مخاطر كبيرة.

ودعا العبادي الخارجية الى مطالبة مجلس الامن بمناقشة الموضوع في جلسة خاصة لمجلس الامن وتوزيع الشكوى كوثيقة رسمية.

وجاء تقديم العراق شكواه لمجلس الامن اثر تأكيد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم أن من غير الوارد سحب بلاده قواتها من العراق بعدما اتهمتها بغداد بنشر جنود دون موافقتها.

واشار إلى أن القوات التركية موجودة في العراق لتدريب مقاتلي البيشمركة الكردية وليس لأغراض قتالية.

وشدد على أن بلاده لا تنوي سحب قواتها التي تتمركز في العراق كجزء من مهمة تدريبية للمساعدة في محاربة تنظيم "داعش".

وقال إردوغان للصحافيين امس إن القوات التركية التي تم نشرها في عام 2014 كانت استجابة لطلب من الحكومة العراقية وقتها مؤكدا أن تلك القوات غير قتالية. وشدد بالقول "ان الانسحاب غير وارد في الوقت الراهن".

الصدر يصف تركيا بالمحتلة

وعلى الصعيد نفسه اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التواجد العسكري التركي في شمال العراق احتلالا داعيا الى من يراهن على الخيار العسكري الى التصرف الصحيح مهددا بالتصرف ازاء ذلك.
&
وقال الصدرفي خطبة الجمعة في مسجد الكوفة جنوب بغداد "هنالك سياسيون عارضونا عندما قاومنا الاحتلال الاميركي وقالوا نواجهه بالطرق السلمية واليوم نراهم يتوجهون الى الخيار العسكري ضد الاحتلال التركي القريب على الابواب.

واضاف قائلا "الكل يعلم بأننا قاتلنا الاحتلال الاميركي وحلفاءه ولا زلنا نقاتل والكثير كان يقف مشاهدا لما يحدث واليوم الاحتلال التركي على الأبواب وهناك اناس تحاربهم بالطرق العسكرية وغيرها ونحن نراقب ما تفعل وان لم تقم بواجبها سنتصرف بعد حين".

وخاطب الصدر الازهر قائلا "أوجه رسالتي الى شيخ الأزهر وأقول له ان ظهورك على الشاشات للرد على معتقدات الشيعة الأمامية امر مرفوض لانه ضوء اخضر للدواعش بقتل الشيعة من حيث تعلم او او لا تعلم وانصحك بالانشغال بما يحدث في بورما وغيرها من مذابح للمسلمين فهذا اولى من الرد على محبي اهل رسول الله".

وفي وقت سابق اليوم دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيد علي السيستاني الحكومة الى مواجهة اي اختراق لاراضي البلاد مهما كان مصدره ملمحا الى ضرورة التصدي لاختراق القوات التركية الاراضي العراقية.

وشدد السيد احمد الصافي معتمد السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء جنوب بغداد على ضرورة احترام دول الجوار وبقية دول العالم لسيادة العراق واحترام وحدة اراضيه والامتناع عن ارسال اي قوات الى اراضيه بدون موافقة الحكومة العراقية التي اكد انها مسؤولة عن عدم التسامح مع اي بلد يتجاوز على سيادة البلاد واختراق حدودها مهما كانت المبررات في اشارة الى ارسال تركيا حوالى 200 عسكري الى المناطق القريبة من مدينة الموصل العراقية الشمالية لتدريب المتطوعين لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الذي احتلها في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014.

بغداد تتابع مع هلسنكي اعتقال عراقيين

وجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الجهات المختصة بمتابعة اعتقال السلطات الفنلندية شخصين متهمين بالمشاركة في جريمة سبايكر التي تم خلالها قتل حوالى 1700 من طلبة الكلية الجوية في محافظة صلاح الدين الغربية من قبل عناصر تنظيم "داعش" ومتعاونين عراقيين معه.

فقد وجه العبادي "الاجهزة الامنية والقضائية بمتابعة اعتقال السلطات في فنلندا متهمين شاركا في جريمة داعش الارهابية بالقتل الجماعي لشهداء سبايكر " كما قال مكتبه في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".

وكانت السلطات الفنلندية قد اعتقلت امس شقيقين عراقيين يشتبه بقيامهما بقتل 11 عراقيا عندما كانا يعملان مع تنظيم "داعش" في العراق قبل ان ينتقلا الى فنلندا في شهر ايلول (سبتمبر) الماضي لطلب اللجوء الى هذا البلد.

وذكرت هيئة الاذاعة الوطنية الفنلندية ان كلا المشتبه بهما اعتقلهما مكتب التحقيقات المركزي يوم الثلاثاء الماضي وسيمثلان امام المحكمة الجزائية في تامبيري اليوم.

ويشتبه قيام المتهمين بقتل 11 شخصا اعزل في حزيران (يونيو) عام 2014 في منشأة سبايكر العسكرية في مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد حيث كان المشتبه بهما&عضوين في تنظيم داعش الارهابي.

ويعتقد انهما يظهران في شريط فيديو بثه التنظيم على شبكة الانترنت. واوضح الامن الفنلندي ان هذه القضية لن ترفع مستوى الخطر في البلاد.

وكان الدكتور محمد الشيخلي مدير المركز الوطني للعدالة وهي منظمة حقوقية عراقية تتخذ من لندن مقرا لها قد ابلغ "إيلاف" مطلع الشهر الحالي تزويد المركز دولا اوروبية مؤخرا بأسماء 1700 طالب لجوء عراقي وسوري هم اعضاء في ميليشيات مسلحة تتوفر ضدهم أدلة عن مشاركاتهم في جرائم حرب وضد الإنسانية وقد اندسوا بين اللاجئين الى تلك الدول ليكونوا خلايا نائمة يمكن استخدامها عند الطلب.

واضاف ان المركز قد أطلق الحملة الدولية لملاحقة الميليشيات في أوروبا ويعمل حاليا على مطاردة ومحاسبة هذه العناصر الارهابية كما يسعى الى إصدار قرار دولي لادراج هذه المجاميع المسلحة والميليشيات الطائفية في قوائم الارهاب الاممية.