يجري وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، الذي وصل إلى بغداد اليوم في زيارة مفاجئة على رأس وفد عسكري، يجري مباحثات مع العبادي ووزير دفاعه حول الأزمة العراقية التركية، والحرب ضد تنظيم "داعش"، والتعاون العسكري بين البلدين في هذا المجال.


أسامة مهدي: من المنتظر أن تتناول مباحثات الوزير الاميركي في العاصمة العراقية مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي العمليات العسكرية الجارية الآن لإنهاء سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية وتطورات المعارك فيها، حيث تشارك القوات الاميركية بتأمين غطاء جوي للقوات العراقية على الارض.&

وتتسم معركة تحرير الرمادي الحالية بأهمية للقوات العراقية والاميركية، والتي لا تشارك تشكيلات الحشد الشعبي فيها، حيث وجّه سقوط المدينة قبل سبعة اشهر ضربة موجعة الى سمعة القوات الأمنية العراقية، وكشف عن مواطن الخلل والضعف في الدعم الاميركي المقدم إليها.&

واستطاعت قوات الفرقة الذهبية التي تتمركز في جنوب غرب الرمادي، خوض اشتباكات عنيفة مع مسلحي داعش حين سيطرت على حي التأميم في الاسبوع الماضي. وتشير معلومات إلى وجود حوالي 1000 مسلح من داعش في مدينة الرمادي، فيما قال مسؤولون اميركيون إن حوالى 350 منهم قُتلوا في المعارك الحالية.&

وكانت جسور الرمادي الثمانية دُمرت جميعها، واصبح مسلحو داعش محاصرين بنهر الفرات من ثلاث جهات، ومن الجهة الرابعة شرق المدينة تتقدم القوات العراقية، لكنّ اسبوعًا سيمر قبل ان تبدأ هجومها الأخير على المدينة، بحسب قادة عسكريين عراقيين.&&&&

الازمة العراقية التركية
كما ينتظر ان تتناول مباحثات وزير الدفاع الاميركي في بغداد ايضًا الازمة الحالية بين بغداد وانقرة على ضوء الاختراق العسكري التركي للاراضي العراقية، الذي يرفضه العراق بشدة، ويؤكد على ضرورة الاسراع في سحب كامل للقوات التركية، معبّرًا عن عدم رضاه عن الانسحاب الجزئي الذي نفذته تلك القوات الاثنين الماضي.

ومن المنتظر أن تتناول المباحثات كذلك امكانية التوصل الى حل نهائي لمشكلة الوجود العسكري التركي المرفوض في العراق، خاصة وان الوزير الاميركي كان اجرى نقاشات حول الموضوع مع القادة الاتراك خلال الساعات الاخيرة قبل ان ينتقل الى بغداد.

وامس رحّب جو بايدن نائب الرئيس الأميركي بانسحاب القوات التركية من قاعدة بعشيقة في شمال العراق، مؤكدًا أن "الإنسحاب التركي من قاعدة بعشيقة العراقية يخفف التوتر". وقال البيت الأبيض "إن محادثات هاتفية اجراها بايدن مع رئيس الوزراء التركي داود أوغلو تطرقت إلى مسألة تواجد القوة التركية في العراق".

من جهته، رحب وزير الخارجية العراقي الاثنين الماضي بأي وساطة اميركية بين العراق وتركيا، لكنه اكد اصرار العراق على المضي بجهوده الدبلوماسية لارغام الاتراك على سحب قواتهم، مشيرًا الى ان شكوى بلاده الى مجلس الامن الدولي، وطلبها من الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية دولها، مازالتا قائمتين.&

وكانت العلاقات التركية العراقية شهدت أخيرًا توترًا بسبب دخول قوات تركية إلى شمال العراق في الرابع من الشهر الحالي لتدريب متطوعين للمشاركة في تحرير مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية من سيطرة تنظيم داعش عليها في حزيران (يونيو) عام 2014، وكذلك تدريب عناصر قوات البيشمركة التابعة لحكومة اقليم كردستان العراق الشمالي.

&