أكد العراق رفضه لإقامة أي معسكرات لدول اجنبية على أراضيه، مؤكدًا انه متمسك بالخيار السياسي لحل الازمة مع تركيا، موضحًا ادراج الاختراق التركي لأراضيه على جدول اعمال مجلس الأمن.. فيما دعا علاوي إلى ضبط النفس وعدم الاعتداء على الاتراك العاملين في العراق، مطالبًا الحكومة بالعمل ضمن قنوات متعددة لانهاء التوتر مع تركيا.

لندن: قال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري& خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم تابعته "إيلاف"، عقب استضافته من قبل مجلس النواب لشرح تفاصيل جهود وزارته لانسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية، إن جميع الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن قد اتفقت خلال اتصالات العراق معها على رفض التوغل التركي في الاراضي العراقية ودعم مطالب العراق بانسحاب القوات التركية.

وأشار إلى عدم الحاجة حاليا إلى وساطة بين تركيا والعراق، الذي يقوم بواجباته في الدفع باتجاه خروج القوات التركية من اراضيه مع التمسك بعلاقاته مع تركيا وعدم انتهاك سيادته.. لكنه استدرك بالقول إن بلاده تحتاج بدلاً من الوساطة إلى جهود من الولايات المتحدة أو غيرها لدفع تركيا على سحب قواتها.

وأكد أن مجلس الأمن الدولي قد أدرج شكوى العراق بشأن التدخل التركي على جدول أعمال اجتماعاته& من اجل مناقشته في وقت قريب، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية متمسكة بالخيار السياسي تجاه تركيا فيما أكد على عدم السماح بالتجاوز على سيادة العراق.

وحول وجود اتفاق عراقي تركي موقع عام 1983 في زمن النظام السابق يسمح لتركيا بالتوغل في الاراضي العراقية لمسافة 5 كيلومترات لتعقب مقاتلي حزب العمال التركي الانفصالي، اوضح الجعفري ان مجلس النواب العراقي قد الغى هذا الاتفاق عام 2009 ولم يعد ملزمًا للعراق. وشدد على ان العراق سيستمر بتعبئة دول العالم وأصحاب القرار فيها لمنع الاستمرار بانتهاك سيادة العراق.

وأكد وزير الخارجية العراقي رفض بلاده لاقامة أي معسكرات لدول اجنبية على اراضيه، سواء من تركيا او غيرها، موضحًا أن وجود قواعد لحزب العمال التركي الكردستاني في شمال العراق ليس بموافقة الحكومة العراقية، وانما بسبب تخلخل الوضع الأمني في المنطقة بشكل عام، لكن العراق لايسمح للحزب بتهديد أو ايذاء تركيا.

وقال "اننا عندما نسمح لهذه الدولة أن تتدخل فهذا يعني أننا غداً أو بعد غد سنسمح لدول أخرى ومن ثم يكون العراق محطة انعكاسات لإرادات إقليمية ونحن لن نسمح بذلك ونطالِب بقوة بسحب القوات من الأراضي العراقيّة مع حرصنا الشديد على علاقاتنا مع تركيا".

وأوضح أن الوفد التركي الذي أجرى مباحثات في بغداد نهاية الاسبوع الماضي وضم رئيس الاستخباررات التركية ووكيل وزارة الخارجية التركية، قد أشار إلى أنّ وجود قوات بلاده في منطقة الموصل هو لدعم العراق ضد داعش الذي تمدد إلى المنطقة.. وقال إن المسؤولين العراقيين ردوا عليه بأن اختراق الاراضي العراقية خط احمر وغير مقبول ومرفوض مهما كانت الذرائع.

وشدد بالقول انه عندما تقتضي الحاجة، فإن جميع الخيارات مفتوحة لمواجهة الاختراق التركي لكن الجهود مازالت تبذل ولم تستنفذ لمواجهة هذا الامر. واكد رفض العراق الحاسم لاقامة معسكرات لأي دولة اجنبية على اراضيه، معتبرًا أن اقامتها انتهاك لسيادة العراق وأمنه.

ثلاثة وفود إلى مجلس الأمن والناتو والاتحاد الاوروبي

وأشار الجعفري إلى أنّ رئيس بعثة العراق في نيويورك سلـَّم طلب العراق رسميًا لمجلس الأمن بشأن انتهاك القوات التركية موضحًا أن وزارة الخارجية اتخذت قراراً بإرسال ثلاثة وفود إلى مجلس الأمن وحلف شمال الأطلسيّ (الناتو)& والاتحاد الأوروبيّ وهذه الوفود مهمتها توضيح تطورات الأحداث على الأرض.

وقال "استدعينا السفير التركي وسلمناه مذكرة احتجاج، وكان لنا معه حديث مفصل وتحدثنا مباشرة مع وزير الخارجيّة التركيّ الذي بادر واتصل بي لمدة 40 دقيقة.. مؤكداً ان الرأي التركي كان مستجيباً بشكل محدود، وأن الوزير التركي وعد بأن بلاده لن تـُرسِل قوات جديدة وأبلغته بأننا لا نتحدث عن إرسال قوات جديدة بل نتحدث عن المعسكر التركي في منطقة بعشيقة قرب الموصل الذي يجب أن يغلق& وتنسحب القوات المسلحة التركية منه".

واوضح الجعفري ان وزير الخارجية التركي "ابلغنا بأنه سينقل إلى القيادة التركيّة ذلك، وبعد ذلك اتصلوا معلنين عن ارسال وفد من وزارة الخارجيّة والمخابَرات التركيّة واستقبلناهم في بغداد وجرى معهم حوار مباشِر على مدى أكثر من ساعتين، ثم زاروا رئيس الوزراء وبعد حوار طويل قالوا نحن نوافق مبدئيًا ونعود لقادتنا، ونعطي الموقف وبعد عودتهم إلى تركيا جاء تصريح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على خلاف ما وعد به الوفد".

وأضاف ان العراق تحرك ايضا على جامعة الدول العربيّة "واتصلنا بنبيل العربيّ الأمين العامِّ لجامعة الدول العربيّة وطلبنا عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجيّة العرب، كما اتصلنا بوزراء خارجيّة الدول العربية وايدوا ذلك ومنهم مَن اتصل بالأمين العام وأبلغه بالموافقة، واثنوا على طلب العراق، وسيحدد موعد لعقد الاجتماع الطارئ.

واوضح الجعفري قائلا "اتصلنا بالجزائر والأردن والكويت وسلطنة عُمان ولبنان وكانوا على استعداد كامل للتجاوب مع طلب العراق كما تحدثنا مع جون كيري وزير الخارجية الاميركي وسيرغي لافروف وزير الخارجيّة الروسي، وأكدنا على تمسكنا بعلاقاتنا مع تركيا لكننا لن نقبل بما حصل وإذا تعذر علينا التوصل إلى حل سنـُطالِب بموقف من مجلس الأمن وكانت الاستجابة جيدة".

علاوي يدعو لمنع الاعتداء على الاتراك العاملين في العراق

ومن جهته، دعا زعيم القائمة الوطنية نائب رئيس الجمهورية السابق اياد علاوي إلى ضبط النفس وعدم الاعتداء على الاتراك العاملين في العراق، مطالبًا الحكومة بالعمل ضمن قنوات متعددة لإنهاء التوتر مع الجارة تركيا.

وقال علاوي في تصريح صحافي مكتوب تسلمته "إيلاف" اليوم"، إنه ينبغي على الحكومة في بغداد أن تستمر بعملها ضمن قنوات متعددة لإنهاء التوتر مع الجارة تركيا، ومنها اللقاءات المباشرة مع تركيا، وكذلك الشكوى لدى مجلس الأمن في الامم المتحدة فضلاً عن منظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية، كما يتعين عليها مصارحة الشعب حول حجم التدخل العسكري التركي وتاريخه على أن تعطي اولوية لهذا الامر.

ودعا إلى ضبط النفس ومنع التجاوز على المواطنين الاتراك العاملين في العراق، "فالعراق وشعبه هم اهل الضيافة والكرم والشهامة"، كما قال.

وأضاف "علينا كعراقيين ان نبني علاقات ممتازة مع شعوب وحكومات كل الجوار العراقي واعتماد الحوار والعمل على ضمان السيادة العراقية التي هي الاخرى مهددة من كل حدب وصوب، وما ملايين النازحين والمهاجرين وسيطرة داعش على بعض المناطق إلا دليل على ثلم السيادة مما يضع مسؤولية على الحكومة نفسها لتطهير العراق من الارهابيين، وان لم تستطع فتستعين بالجهد الدولي، ولكن هذا ليس بديلاً عن بناء جيش وطني وقدرات دفاعية فاعلة من جهة وتحقيق المصالحة الوطنية وتعميق المصالح المشتركة مع الجوار وتبادلها من جهة اخرى".

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد حذر تركيا الجمعة الماضي باللجوء لكل الوسائل من اجل طرد قواتها التي انتهكت بشكل فاضح حرمة الاراضي العراقية، وقال ان وجودها لم يتم بطلب رسمي لا شفوي ولا تحريري، مؤكدًا أن ارسال قوات مدرعة تركية من دون موافقة حكومته لا يعتبر مساعدة ضد الارهاب بل هو انتهاك صارخ للسيادة العراقية.

والجمعة الماضي، اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أنه من غير الوارد سحب بلاده لقواتها من العراق.. وأشار إلى أن القوات التركية موجودة في العراق لتدريب مقاتلي البيشمركة الكردية وليس لأغراض قتالية. وشدد على أن بلاده لا تنوي سحب قواتها التي تتمركز في العراق كجزء من مهمة تدريبية للمساعدة في محاربة تنظيم "داعش".

وقال أردوغان للصحافيين إن القوات التركية التي تم نشرها في عام 2014 كانت استجابة لطلب من الحكومة العراقية وقتها، مؤكدًا أن تلك القوات غير قتالية.. وشدد بالقول "ان الانسحاب غير وارد في الوقت الراهن".