أعلنت الخارجية العراقية اليوم عن البدء بإتصالات مع دول مجلس الأمن الدولي حول التوغل العسكري التركي في الأراضي العراقية، ودعت إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، بينما ناقش البرلمان العراقي الأزمة مع السفير التركي، في وقت أعلن أوغلو عن إرسال مبعوثين اليوم إلى بغداد لبحث التطورات.


أسامة مهدي: قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية احمد جمال الخميس إن الوزارة "شرعت بإجراء اتصالاتها مع المجتمع الدولي، حيث اتصلت بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن، اضافة الى عدد من الدول الصديقة، لتدارس اتخاذ موقف دولي تجاه الانتهاك التركي للسيادة العراقية، وحشد الدعم الدولي لإستصدار قرار من مجلس الأمن يدين هذا الانتهاك". واضاف ان الوزارة تقدمت ايضًا بطلب الى الجامعة العربية من أجل عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تداعيات هذا الانتهاك واتخاذ موقف عربي تجاهه.

وشهدت الساعات الاخيرة تصعيدًا في الازمة العراقية التركية، حيث دعت الخارجية التركية مواطنيها في العراق الى مغادرته في اسرع وقت، ووسعت من نطاق تحذيرهم من السفر إلى العراق، ليشمل جميع المحافظات العراقية، عدا محافظات اقليم كردستان الثلاث. وقالت الوزارة في بيان إن "العراق دولة ذات مخاطر عالية، في ما يتعلق بالوضع الأمني، وإن الوضع الأمني فيها يتغيّر بسرعة".

وأضافت أن توسيع التحذير يأتي في إطار التهديد الذي تتعرّض له الشركات التركية العاملة في العراق نتيحة للوضع الأمني الحساس في العراق والتصريحات المتزايدة التي تصدر من أطراف مختلفة ضد المصالح التركية.

ودعت الخارجية التركية المواطنين الأتراك والشركات التركية في المحافظات العراقية خارج إقليم كردستان إلى توخي الحذر وتجنب الأماكن المزدحمة وتشديد إجراءاتهم الأمنية والبقاء على تواصل مع السفارة التركية في بغداد وتجنب السفر داخل العراق، ما لم تكن هناك ضرورة إلى ذلك. ونصحت المواطنين الأتراك غير المضطرين للبقاء في تلك المحافظات لمغادرتها في أسرع وقت ممكن.

من جهته، قال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، خلال اجتماعه الليلة الماضية مع المبعوث الاميركي للتحالف الدولي الى العراق بيرت ماكغورك، إن بلاده قررت اللجوء الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإيقاف خرق القوات التركية لاراضيها. واضاف أن العراق اتخذ كل الخطوات الدبلوماسية مع تركيا على خلفية ما اسماه الانتهاك السافر& للأراضي العراقية. واكد ان بلاده ستلجأ الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإيقاف هذا الخرق.

واشار الجعفري الى أن "المهلة التي منحها العراق للجانب التركي للانسحاب من أراضيه، والتي كان امدها 48 ساعة، قد انتهت، وسيلجأ العراق الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية والمنظمات الأخرى للمطالبة بإيقاف هذا الخرق لسيادته وسلامة أراضيه".

البرلمان يناقش السفير التركي وانقرة ترسل وفدًا لبغداد
واليوم، ناقشت لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب العراقي مع السفير التركي في بغداد فاروق قاوقجي تداعيات توغل قوة عسكرية لبلاده في الاراضي العراقية من دون اذن.
وابلغ رئيس اللجنة حاكم الزاملي السفير انه في حال عدم انسحاب قوات بلاده من الاراضي العراقية، فإن مجلس النواب سيضطر الى اتخاذ قرارات حاسمة على مستقبل علاقات البلدين. وطلب من السفير تفسيرًا لأسباب التوغل التركي في الاراضي العراقية، قائلاً "لأن ما سيصدر من ممثلي الشعب سيكون اكثر تأثيرًا من قرار الحكومة" في تهديد لاجراءات قد تتخذ ضد تركيا، ومنها مقاطعة البضائع التركية وقطع العلاقات التجارية بين البلدين.

وحذر الزاملي بالقول: "ما حدث خلال الايام السابقة يؤلم جميع العراقيين، وسيؤثر على جميع علاقاتنا مع تركيا".. واضاف "إننا كممثلين عن الشعب العراقي قد نتخذ قراراً اكثر تأثيراً من الحكومة بهذا الصدد".

من جهته، اعلن رئيس وزراء تركيا احمد داود أوغلو عن ارسال اثنين من المسؤولين في حكومته الى بغداد لبحث الجدل بين البلدين بشأن تواجد القوة التركية في الموصل. واشار اوغلو خلال اجتماع في انقرة الليلة الماضية مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إلى عزمه إرسال رئيس استخباراته هاكان فيدان ومستشار وزارة الخارجية فريدون سينرلي أوغلو اليوم الخميس إلى بغداد لبحث الجدل بين البلدين بشأن تلك القوة العسكرية.

واكد أن الوجود العسكري لبلاده في محافظة نينوى هدفه ضمان استقرار المنطقة.. وقال "إننا لا نريد أن نصبح جيرانًا لداعش، ونرغب في تحقيق ذلك، سنقدم كل أنواع الدعم للعراق ولإقليم الشمال العراقي".

وخاطب اوغلو بارزاني قائلاً: "عليكم أن تطمئنوا وعلى بغداد أيضًا إلى أننا سنكون إلى جانبكم دائماً وسنقدم إليكم كل أنواع الدعم، لمواجهة الإرهاب"، كما نقلت عنه وكالة الاناضول التركية الرسمية، مضيفًا أن "قدرنا واحد في المنطقة، والحدود التي بيننا ينبغي أن تكون حدود وحدة لا فرقة".
&