عبر عراقيون عن استغرابهم من مطالبة روسيا مجلس الأمن بمناقشة الانتشار العسكري التركي على الأراضي العراقية ولم يطالب به العراق، مشيرين الى أن هذا يمثل اهانة للعراق وللشعب العراقي.
&
وأكد مواطنون انهم فوجئوا بالخبر وسخروا منه وكأن العراق محافظة تابعة لروسيا وليس دولة مستقلة وقال العديد منهم ان الساسة العراقيون لا يحسنون التعامل مع الامور الصعبة ويتصرفون بشكل غريب في الازمات فيما رأى البعض انهم يتخبطون ما بين اميركا وروسيا فيما طالب البعض وضع العراق تحت وصاية الامم المتحدة ليتخلص من الاشكالات التي يمر بها.
&
&روسيا لا العراق
&
وكان مصدر في الأمم المتحدة، صرح ان روسيا دعت إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بصدد دخول القوات التركية إلى داخل الأراضي العراقية".
&
وتؤكد السلطات العراقية، ان كتيبة دبابات تركية دخلت الخميس الماضي إلى محافظة نينوى العراقية بدعوى تدريب مجموعات من مقاتلي وحدات الشعب الكردي، الذين يقاتلون ضد الجماعات الإرهابية.
&
ووصفت وزارة الخارجية العراقية ووزارة الدفاع، التواجد العسكري التركي "عملاً عدائياً" وهو ما لم يتم الاتفاق عليه مع السلطات.
&
اميركا ام روسيا&
&
ورأى سمير علي -موظف- ان اغلب المسؤولين في العراق لا يفهمون في الدبلوماسية ، وقال : استغربت حين سمعت ان روسيا قدمت طلبا الى مجلس الامن للنظر في دخول قوات تركية الى العراق وكان العراق اولى بذلك ليعبر عن سيادته ويؤكد للعالم انه بلد مسالم ويحترم القوانين الدولية .
&
واضاف: يبدو ان اغلب مسوؤلي الدولة العراقية لا يفهمون شيئا في هذه الامور ، فهم يتخبطون ما بين اميركا وروسيا ، مرة تضحك عليهم اميركا ومرة روسيا ولا اعرف لماذا لا يستقرون على احدهما .
&
وتابع: انا اشعر بالحزن ان العراق العظيم يحدث له كل هذا وتظل الدول تلعب عليه .
&
العراق بلد اضعفه ساسته
&
اما ياسر ابو آية -اعمال حرة- فقد اكد انه لا يعرف لماذا لا ينتبه الساسة الى بلدهم ، وقال : روسيا تطالب مجلس الامن من اجل العراق ولا اعرف ما معنى هذا ؟ هل لا يستطيع الساسة العراقيون ان يفعلوا ذلك ام انهم لا يعرفون الطريقة ، انا اعتقد انهم يخافون من التصرف في امور حرجة مثل التدخل التركي والدليل ان العبادي امهل تركيا 48 ساعة ولكن تركيا ترفض سحب قواتها وصار العبادي في مأزق .
&
واضاف: العراق للاسف اصبح ضعيفا ولا احد يعير له اهمية فالساسة الجدد اضعفوه لانهم اهتموا بالسرقات واهملوا الشعب وكانت هذه النتائج المؤسفة وانا على يقين انهم سيهربون ويتركون الشعب يتقاتل فيما بينه لانهم يمتلكون جنسيات اجنبية.
&
دولة غير راشدة&
&
الى ذلك استغرب المحلل السياسي ابو فراس الحمداني الطلب الروسي ، وقال : لا أعرف لماذا روسيا وليس العراق من يقدم هذا الطلب ؟.
&
واضاف: نتمنى ان يكون ذلك جزء من التنسيق بين الدولة العراقية و أحد اللاعبين الكبار في مجلس الامن ،أما اذا جاء الطلب الروسي بناء على التعامل مع العراق على أنه دولة غير راشدة ولا تستطيع الدفاع عن ارضها، في هذه الحالة الاساءة اكبر من الاحتلال التركي نفسه .
&
وتابع : مصيبتنا كبيرة ومعقدة لأن الخارجية العراقية تعيش حالة سبات كامل وفيلسوفها لايفقه شيئا في العلاقات الخارجية ،،، ومندوبنا في الامم المتحدة مازال في حالة تشاور مع كتلته لكي يلقي بيانه السنوي في احد قاعات مجلس الامن المهجورة. وقال : لقد اهانوا أنفسهم وأساؤا للعراق الدولة المؤسسة في الامم المتحدة.
&
الوضع الداخلي الصعب
&
من جانبه قال عباس عبود ، كاتب سياسي ورئيس قسم الاخبار السابق في قناة العراقية : أولا روسيا عضو دائم العضوية في مجلس الأمن وهذا يجعلها امام مهامها في حفظ الامن والسلم الدوليين وهي الآن تخوض صراعا غير مسبوق مع تركيا بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا لذلك عندما تسمح تركيا لنفسها باختراق الحدود العراقية برا وتقوم بإسقاط طائرة روسيا لانها اخترقت لإجواء التركية فهي بذلك تناقض نفسها أولا وتستخف بروسيا ثانيا.&
&
واضاف: أما عن موقف الخارجية العراقية فإن السياسة الخارجية العراقية تعتمد على الوضع الداخلي العراقي الذي يضعفها بشكل كبير وبغض النظر عن إمكانية العراق القانونية من دعوة مجلس الأمن أو عدمها فأعتقد أن العراق يدرس خيارات أخرى تسبق اللجوء إلى مجلس الأمن.
&
تحت الوصاية الدولية
&
أما سامر المشعل،صحافي في جريدة الصباح فقد دعا الى وضع العراق تحت الوصاية الدولية، وقال : العراق يجب ان يوضع تحت الوصاية الدولية وتكون الامم المتحدة ملزمة بالدفاع عن سيادته وارضه من أي اعتداء أو احتلال خارجي. وعلينا الاعتراف بواقعية ان البلد صار من الضعف والرخاوة، محطة اطماع كل بلدان العالم، وليس غريبا ان نصحى بعد كم يوم ونجد السعودية متمثلة بدرع الجزيرة تدخل الى العراق وتحتل جزء منه، باي ذريعة.
&
واضاف: من غير المنطقي ان نداوي الداء بداء اخر.. اي ندفع الاحتلال التركي بالاحتلال الروسي.. وجيب ليل واخذ احتلالات.. لذلك علينا الاعتراف اننا ليس لدينا الطاقة على محاربة كل هذه الاحتلالات والقوى الطامعة ببلدنا، وان نترك امنه وسيادته مرهونة بالوصاية الدولية، بدل ان ننفق ثرواتنا لشراء الاسلحة لحروب انية واخرى قادمة واولادنا حطب لهذه الحروب، وان نضع هذه الاموال في تنمية اقتصاد العراق ونخلص من هاجس التساؤل اننا حقا دولة ام اننا في اللادولة؟.