بيروت: تضاعف عدد المقاتلين الاجانب في العراق وسوريا اكثر من النصف خلال عام ونصف ليبلغ 27 الفاعلى الاقل على رغم الجهود الدولية المبذولة للقضاء على التنظيمات الجهادية، وفق ما اعلنت مؤسسة صوفان للاستشارات الامنية في تقرير الثلاثاء.

وافادت مؤسسة الاستشارات الامنية ومقرها نيويورك أن عددا يتراوح بين 27 الفا و31 الفا من المقاتلين الاجانب الذين يتحدرون من 86 دولة، سافروا الى العراق وسوريا، مقارنة مع نحو 12 الف مقاتل اجنبي في سوريا احصتهم في تقرير مماثل نشرته في حزيران/يونيو 2014.

ويتحدر العدد الاكبر من المقاتلين الوافدين الى البلدين، حيث بات تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر على مساحات واسعة، من الشرق الاوسط والمغرب العربي، مع ثمانية الاف مقاتل من كل منهما، وفق التقرير.& وجاء نحو سبعة الاف مقاتل من اوروبا بالاضافة الى اكثر من 4700 مقاتل من جهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا.

واعتبرت المؤسسة الاستشارية في تقريرها ان "ظاهرة المقاتلين الاجانب في العراق وسوريا باتت عالمية فعلا".

واضافت "حقق تنظيم الدولة الاسلامية نجاحات تخطت احلام المجموعات الارهابية الاخرى والتي تبدو اليوم من الطراز القديم على غرار تنظيم القاعدة".

وقالت ان التنظيم "اقنع عشرات الالاف من الاشخاص بالانضمام اليه وألهم كثيرين سواهم لدعمه".

تبنى تنظيم الدولة الاسلامية في الاونة الاخيرة العديد من الاعتداءات الدموية حول العالم، ابرزها اعتداءات باريس واسقاط الطائرة الروسية في سيناء (مصر). كما اعلن نهاية الاسبوع ان اثنين من "انصاره" نفذا هجوما في مدينة سان برناردينيو الاميركية الاسبوع الماضي.

وعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة للقضاء على التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق، لكنها لا تزال تحتفظ بقدرتها على استقطاب عناصر جديدة.

ورات مؤسسة صوفان في تقريرها ان الاحصاءات الاخيرة تشكل "دليلا على ان الجهود المبذولة لاحتواء تدفق الاجانب الى المنظمات المتطرفة في سوريا والعراق كانت ذات تأثير محدود".

واضافت "انطلاقا من ان تنظيم الدولة الاسلامية نقل تركيزه من تعزيز سيطرته ميدانيا (في العراق وسوريا) الى شن هجمات ضد اعدائه الاجانب في اوطانهم او ضد مصالحهم في اي مكان اخر، فإن مواصفات المجندين الاجانب لديه ستتغير ايضا".

ويتطرق التقرير الى توظيف تنظيم الدولة الاسلامية مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة اهدافه. ويذكر في هذا الصدد "في حين انه لا يمكن انكار قدرة التنظيم على الانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه يبدو انه في كثير من الاحيان يستخدمها بهدف التمهيد للاقناع اكثر من املاء القرار".

ويضيف "مع توسع اماكن انتشاره، فإن التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي يصبح اقل اهمية من الاتصال البشري المباشر، على غرار اقناع الجيران والاصدقاء بالسفر بشكل منفصل او معا للانضمام الى صفوف تنظيم الدولة الاسلامية".

ويخلص التقرير الى انه "حتى لو ان تنظيم الدولة الاسلامية هو مؤسسة فاشلة وفي تراجع مستمر، الا انه سيظل قادرا على التأثير على افعال مناصريه وربما يصبح اكثر خطورة خلال مرحلة تلاشيه".

&