بعد توقف استمر 43 عامًا، وإثر معارضة دينية، فقد انتخب العراق ملكة جمال البلاد لعام 2015، وهي فتاة جامعية تركمانية من مدينة كركوك.

&
أسامة مهدي: اختارت لجنة التحكيم في مسابقة ملكة جمال العراق برعاية مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون المتسابقة شيماء قاسم عبد الرحمن ملكة لجمال العراق لعام 2015، بعد احتدام في المنافسة بين تسع متسابقات.&
&
وقد اعتمدت آليات الاختيار لملكة الجمال معايير محددة في اختيار الملكة، لكن شيماء قاسم سحبت الأضواء من جميع المتنافسات الأخريات، ما حدى باللجنة إلى أن تختارها ملكة لجمال العراق لعام 2015. وقامت مديرة مؤسسة المدى الدكتورة غادة العاملي بتقليد المتسابقة شيماء بتاج الملكة للعام الحالي، حيث ستتمتع بالعديد من الجوائز جراء فوزها بالمسابقة، من بينها سفرة إلى ماليزيا لعشرة أيام.
&
وقالت الملكة شيماء قاسم إن "هذا الفوز يمثل تحديًا بالنسبة إلينا لإثبات أن العراق مازال بلدًا للجمال والثقافة في مواجهة الإرهاب والعنف، كما إنه رسالة إنسانية ستنطلق من خلاله لتقديم هذه الرسالة إلى العالم لتمثيل العراق أفضل تمثيل". وشيماء فتاة من مدينة كركوك الشمالية، وهي طالبة في كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة كركوك، حيث كانت انطلقت أمس في فندق كرستال كراند عشتار وسط العاصمة بغداد فعاليات اختيار ملكة جمال العراق بحضور دولي وعربي وشخصيات سياسية وثقافية.
&
يذكر أن إدارة مسابقة ملكة جمال العراق أعلنت في العاشر من أيلول (سبتمبر) الماضي عن تنظيمها أول مسابقة معترف بها دوليًا في بغداد منذ عام 1972، لكن المنظمين واجهوا موجة غضب من رجال دين وزعماء عشائر، يقولون إن مثل هذه المسابقات تهدد الأخلاق العامة، ما أدى إلى انسحاب عدد من الفتيات من المسابقة، بعد تلقي تهديدات بالقتل.
&
كما ألغى المنظمون فقرة عرض ملابس السباحة من المسابقة، وأرجأوا حفل الختام المنقول تلفزيونيًا في محاولة لتخفيف الانتقادات. لكن المنظمين ومعظم المتسابقات أصرّوا على المضي قدمًا في إقامة حدث رأوا أنه خطوة فارقة نحو عودة الحياة إلى طبيعتها في العراق.
&
وقال سنان كامل المتحدث باسم المسابقة وأحد محكميها إن المنظمين حاولوا استبعاد أوجه المسابقة، التي قد لا تتماشى مع محاذير وحساسيات بلد محافظ يستهجن عرض أجساد النساء علنًا. وأشار إلى استبدال ملابس البحر بملابس أكثر احتشامًا، وإن ظل الحظر على الحجاب الإسلامي ساريًا تماشيًا مع البروتوكول المتبع في مسابقات الجمال الغربية.
&
وتأجل انطلاق المسابقة الذي كان مقررًا في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى التاسع عشر من الشهر الحالي بسبب تلك التهديدات، خاصة بعدما نأت الحكومة المركزية في بغداد بنفسها عن الجدل المثار بشأن المسابقة.
&
وكانت أول وآخر مرة تمثل فيها فتاة العراق في مسابقة دولية كبرى للجمال عند مشاركة وجدان برهان الدين بمسابقة ملكة جمال الكون عام 1972. وأقامت نواد اجتماعية منذ ذلك الحين مسابقات متفرقة، لكن مع توسعة نطاق المشاركة تأمل مسابقة ملكة جمال العراق أن تتأهل الفائزة لمسابقات الجمال الدولية هذه المرة.
&