يؤكد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي دوري غولد أن مصلحة تل أبيب أصبحت تقتضي إقامة علاقات أو إتفاقات مع الدول العربية، مؤكدًا أن داعش خطر على الدولة العبرية كما هي خطر على العرب.

تل أبيب: "التاريخ يقول إنه اذا قمنا نحن في دولة إسرائيل بعقد اتفاق أو معاهدة مع العرب، نحافظ على عهدنا الى الابد"... هذا ما قاله لـ "إيلاف" مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي دوري غولد، في لقاء خاص معه بمكتبه في القدس.

غولد هو مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وتعيينه لمنصب مدير عام الوزارة يؤكد أنه هو الذي يدير الوزارة نيابة عن نتانياهو الذي يثق فيه ويمنحه هامشًا كبيرًا للعمل والاتصالات مع الدول، وهو الذي يحل محله في لقاءات العمل واللقاءات الكثيرة لوزارة الخارجية.

إتفاق مع العرب
&
لقاء "إيلاف" مع غولد كان مهمًا للاخير لكي يقول إن إسرائيل تولي أهمية كبيرة للدول العربية، كما أنّه أوضح أن مصلحة تل أبيب أصبحت تقتضي إقامة علاقات أو إتفاقات مع الدول العربية، وإن لم يكن على كل النقاط، فخطر إيران وداعش جانب مشترك للجانبين.

إلتقاء المصالح

عن الدول العربية، يقول غولد: "هناك مصالح مشتركة بما يتعلق بالخطر الإيراني الذي لا يتمثل فقط ببرنامجها النووي والاتفاق معها من قبل الدول العظمى بل بممارسات إيران على الارض ومحاولاتها المتكررة استغلال أبناء الطائفة الشيعية في العالم العربي، لكي يكونوا طابورًا خامسًا لدى تلك الدول، وايضًا تحاول إيران السيطرة والاملاء في بعض الدول مثل اليمن ولبنان وسوريا وايضا لنا مصالح مشتركة مع الدول العربية في مواجهة داعش".

وعند سؤاله عن تهديدات ابو بكر البغدادي لإسرائيل قال إن "إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها. وتحدث عن أهمية تحويل الطاقات التكنولوجية والثروات الطبيعية لخلق شرق اوسط مستقبلي جيد ومغاير عمّا هو عليه الآن".

وعن الدعم الذي تقدمه روسيا حليفة إسرائيل للرئيس السوري بشار الاسد، بما يتعارض مع مواقف الدول الخليجية وتركيا، أوضح غولد: "نحن في إسرائيل لم نتخذ موقفًا ولم نتدخل في الحرب السورية لنا مصالح نحافظ عليها وخطوط حمراء، فلما رأينا أن هناك من يريد نقل صواريخ روسية من مخازن سورية الى حزب الله قمنا بعرقلة الامر، ولن نسمح بذلك".

وردًا على سؤال عما اذا كان الجيش الإسرائيلي قصف مستودعات للجيش السوري، رفض الحديث في الموضوع، لكنه حسم بأن "إسرائيل لم ولن تسمح بالمس بسيادتها، ولا نقل أسلحة تخل بالتفوق الجوي الإسرائيلي"، لافتًا الى أن إسرائيل نجحت في احباط محاولة لنقل صواريخ SA22 المضادة للطائرات من الصناعات الروسية المتطورة، وذلك قبل نقلها الى لبنان.

إيران أم المشاكل

واتهم غولد إيران بالسعي إلى "خلق واقع يكون لها موطئ قدم في لبنان وفي سوريا وايضا في غزة لمحاولة إرهاق إسرائيل وتهديدها من الجنوب ومن الشمال ومن الشرق لافتًا الى أن إيران لا تتردد في لعب الدور نفسه في الخليج حيث تشارك الحوثيين في اليمن واحتلت العراق بمليشيات شيعية وتحاول زعزعة الاستقرار في الكويت والبحرين هذا من الخارج، وتحاول خلق مليشيات من شيعة تلك الدول من الداخل لكي تكون صاحبة القرار في المنطقة، وهذا مقلق جدًا للدول المعتدلة وايضا للإسرائيليين".

وأضاف غولد أن إيران "تعمد باستمرار الى خلق الفوضى والخراب لتطرح نفسها بعد ذلك كحل للازمة. وللاسف هناك من يعتقد أن إيران هي مفتاح الحل لذلك ابرموا معها اتفاق البرنامج النووي وهذا خطأ كبير برأينا".

وتابع: "مثلا قامت إيران في حينه بايواء ابو مصعب الزرقاوي الذي أسس القاعدة في العراق، فهو عندما هرب من أفغانستان احتضنته إيران واصبح لها دور في محاربة القاعدة وتقربت من الولايات المتحدة". وللتذكير فقط يضيف غولد أن "جماعات ابو مصعب الزرقاوي هي التي أسست واصبحت الدولة الاسلامية في العراق والشام في ما بعد، ثم لا يخفى على احد علاقات إيران والنظام السوري بداعش في سوريا والشواهد لذلك كثيرة".

مصر

وعن الشأن المصري، قال غولد إن العلاقات الإسرائيلية المصرية قوية ومتينة، وأن المصالح المشتركة أقوى من نقاط الخلاف". وأضاف: "نحن نرى مصر السيسي تحاول أن تحافظ وتكرس الإستقرار الداخلي أولاً، وأن تكون جزءًا من الاستقرار في المنطقة".

تركيا

أما عن تركيا والإتفاق الوشيك، قال غولد إن هناك اتصالات حثيثة، كما أن هناك نقاطًا تم الاتفاق عليها ونقاطًا اخرى لا تزال خلافية، وأن الامور تسير بالاتجاه الصحيح، فإن المصالح التركية والإسرائيلية تلاقت بسبب ما يحدث في المنطقة إقتصاديًا وأمنيًا وإقليميًا، لذلك لا ارى أن الامور ستطول، ولكن لم نحدد موعدًا زمنيًا للاتفاق النهائي الا أن الامور تسير بشكل جيد، ونحو حل يرضي الطرفين، وإن لم نتفق على كل النقاط، ولكن الأوضاع الاقليمية تحتم علينا الاتفاق على النقاط الاهم وطواقمنا تعمل على هذا الاساس.