أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن محاربة التطرف تتطلب منهجًا دينيًا وثقافيًا وتربويًا وإعلاميًا وأمنيًا شموليًا. وتزامنًا، أعلن رئيس الحكومة أن المملكة بدأت في تنفيذ خطة إستراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب والتطرف.


نصر المجالي: شدّد الملك عبدالله الثاني، خلال لقائه في قصر الحسينية، يوم الأحد، مع المسؤولين والجهات المعنية، على ضرورة تطبيق محاور الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف.

وأكد على ضرورة تأصيل الاعتدال والوسطية والتسامح، التي يقوم عليها الدين الإسلامي الحنيف، في فكر الأجيال، لتوعيتهم وتنويرهم في مواجهة الفكر الإرهابي المتطرف.
وكان رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور قال، في كلمة ألقاها في إفتتاح مؤتمر "نحو استراتيجية شاملة لمحاربة التطرف، فرص التوافق الوطني وتحدياته"، إن أولى هذه الخطوات هي إعادة النظر في قطاع التربية والتعليم من خلال المناهج الدراسية وتأهيل المعلمين.

وقال إن الاستراتيجية تشمل قطاع الأوقاف وتأهيل الأئمة والوعاظ والإرتقاء بمستوى الخطاب الديني لما له من تأثير على المجتمع، في مواجهة الفكر المتطرف الذي تشكله التنظيمات الإرهابية والمتطرفة من أعمال إجرامية ضد الإسلام الحنيف والبشرية.

الدين والجهل
وأشار النسور إلى أن أسباب إنتشار الفكر المتطرف يكمن في إنتشار الجهل بحقيقة الدين، ومفاهيمه وغياب دور العلماء الوسطيين لحساب الأصوات العالية المتطرفة وضعف دور المؤسسة الدينية الرسمية، وضعف مستوى العاملين في المساجد، وإنتشار بعض المفاهيم المغلوطة للقيم الإسلامية وإخراجها عن سياقها الطبيعي كالخلافة والجهاد والحاكمية.

وأكد رئيس الحكومة أن الأردن "ليس دولة علمانية، ولا دينية، بل مدنية ديمقراطية"، موضحًا أن للدين الإسلامي مكانته المحترمة والفاعلة، كما إن للدين المسيحي مكانته الإيمانية.

وأضاف أن الظروف الإقتصادية الصعبة التي تعيشها معظم المنطقة العربية والإسلامية، وإنتشار الفقر والبطالة، إضافة إلى الظروف السياسية المحيطة والإحباطات المتتالية، والفشل المزمن في حل القضية الفلسطينية، التي تعد جوهر الصراع في العالم، تعد أيضًا من أسباب التطرف والإرهاب في المنطقة.

وتابع: "رغم أن الأردن ينعم بنعمتي الأمن والإستقرار، إلا أن هذه المخاطر لم تعد بعيدة عنا"، مشيرًا إلى أن "المملكة بادرت بالوقوف في وجهها دفاعًا عن الوطن والأمة والإنسانية، ومن هنا كان قرار القيادة للمشاركة مع المجتمع الدولي لمحاربة هذه الظاهرة". وختم النسور كلمته، عن موقف الأردن من المهجرين المسيحيين في العراق، قائلاً: "إن المملكة سمحت للمهجرين المسيحيين من العراق بالدخول إلى أراضيها فكان لهم ما لجميع إخوانهم اللاجئين".

&