كتب الجيش الأردني اسم الطيار معاذ الكساسبة على صواريخ مقاتلاته، التي شنت غارات انتقامية كثيفة يوم الخميس على مواقع (داعش)، وأطلق عليها اسم الطيار.

نصر المجالي: قال الأردن على لسان وزير خارجيته ناصر جودة إن الضربات الجوية التي شنتها مقاتلاته ليست سوى بداية الانتقام من حرق التنظيم الإرهابي للطيار الكساسبة حياً.

ونشر الجيش الأردني صوراً للطائرات وهي تحمل صواريخ كُتب على بعضها آيات قرآنية وعلى البعض اسم الطيار القتيل معاذ الكساسبة وعبارات تهديدية لقيادات التنظيم. وتنشر "إيلاف" بعض صور المقاتلات الأردنية.

وقال مسؤولون أردنيون إن الضربات استهدفت مستودعات ذخيرة ومعسكرات تدريب ومخابىء لـ(داعش)، وقال بيان عسكري إن الضربات تأتي "وفاءً لشهيدنا البطل معاذ الكساسبة وفي عملية اطلق عليها اسم الشهيد معاذ، وردًا على العمل الاجرامي الجبان الذي نفذته عصابة الغدر والطغيان ونال من جسد الشهيد الطهور".

أهداف الغارات

واوضح البيان أنه "وفي تمام الساعة 11 يوم الخميس، قامت عشرات الطائرات من مقاتلات سلاح الجو الملكي الاردني، بتوجيه ضربات جوية متتالية، ودك معاقل وحجور تنظيم داعش الارهابي، حيث هاجمت مواقع تشتمل على مراكز تدريب للتنظيم الارهابي ومستودعات للأسلحة والذخائر، وقد تم تدمير جميع الاهداف التي هوجمت وعادت الطائرات الى قواعدها سالمة بحمد الله".

وعرض التلفزيون الاردني صوراً وشريط فيديو للطائرات الاردنية المقاتلة التي غادرت المملكة وضربت اوكار الارهابيين قبل عودتها سالمة الى قواعدها، قبل أن تحلق في سماء لواء "عي" بمحافظة الكرك الجنوبية مسقط رأس الطيار الكساسبة لتحية ذكراه.

وكان شريط فيديو قد بُث منذ أيام يصوّر حرق الطيار الذي كان مسلحو التنظيم قد احتجزوه العام الماضي بعدما سقطت طائرته في منطقة يسيطر عليها التنظيم في سوريا. وأثار الشريط ردود فعل غاضبة خاصة في الأردن حيث طالبت مظاهرات شعبية حاشدة بالانتقام من تنظيم "الدولة الإسلامية".

وخلال زيارة العزاء التي قام بها العاهل الأردني عبد الله الثاني، ابلغ والد الطيار الكساسبة أن العمليات العسكرية ضد التنظيم الإرهابي بدأت، وأن مقاتلات سلاح الجو نفذت 30 غارة.

بداية الانتقام

قال وزير الخارجية الأردني لشبكة (سي إن إن) إن الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأردنية على مواقع تابعة لتنظيم "داعش" ليست سوى بداية الانتقام لقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ولكنها ليست بداية الحرب الأردنية على الإرهاب، وأكد أن الأردن سيلاحق التنظيم أينما كان وبكل ما أوتي من قوة.

وفيما إذا كانت هناك شخصيات محددة من التنظيم مستهدفة من الجانب الأردني، كالجهادي جون الذي عادة ما يظهر في مقاطع فيديو داعش، قال جودة: "كل عنصر من عناصر داعش هو هدف بالنسبة لنا، ولكنهم كما نعلم جميعًا، يخفون هوياتهم بشكل متقن، فهم ليسوا سوى ثلة من الجبناء".

وقال الوزير الأردني إن انتشار داعش لا يقتصر على سوريا والعراق حاليًا، فقد شهدنا خلال الأشهر الأخيرة هجمات فردية في كندا، وأستراليا، وفرنسا، لذا فإن الحرب هي حرب عالمية على الإرهاب من جانب المجتمع الدولي.

أمن المنطقة

وفي سؤال حول استعداد الأردن لخوض حرب برية ضد تنظيم داعش، قال جودة: "هناك الكثير من العوامل التي يجب التفكير فيها، فهناك المسار العسكري الحالي، كما أن لدينا مهمة، وهي ضمان أمن المنطقة، إضافة إلى أهداف على المدى الطويل، والتي تتضمن محاربة إيديولوجيا هذا التنظيم".

وأكد جودة أن على العالم ألا يستهين بقدرات التنظيم، فهو موجود على الأرض، ويسيطر على مساحة كبيرة منها، ولديه مصدر تمويل كبير، ويحصل على الأسلحة التي يريدها، ولكن الإرادة الدولية بالقضاء على هذا التنظيم لن تتهاون أبدًا في تحقيق ما تطمح إليه.

وذكر جودة أن محاولة لإنقاذ الطيار الأردني معاذ الكساسبة كانت قد تمت بعد احتجازه من قبل داعش، ولكنه لم يفصح عن المزيد من التفاصيل.

وأكد جودة أن الأردن يرتبط بعلاقة جيدة مع الولايات المتحدة، فالطرفان شريكان في الحرب على الإرهاب، وخلال تواجدنا مؤخرًا في واشنطن، قمنا بالتوقيع على اتفاق لرفع سقف المساعدات المالية للأردن من 660 مليون دولار إلى مليار دولار.

وقال وزير الخارجية الأردني إن بلاده "رفعت درجة الاستعداد"، مؤكدًا أن الأردن يلاحق المسلحين "بكل ما يملك". وشدد جودة أيضًا على استهداف التنظيم المتشدد أينما تستطيع أن تصل إليه. ويشارك الأردن في التحالف الذي يضم أكثر من 60 دولة بقيادة الولايات المتحدة. وأسهم الطيران الحربي بغارات ضمن حملة التحالف على مواقع التنظيم في سوريا.