باريس: يزور وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان القاهرة الاثنين لتوقيع عقد اول صفقة لبيع طائرات رافال الفرنسية المقاتلة، مفخرة صناعة الطيران الفرنسية، وتشديد على دعم باريس للرئيس المصري وسط أجواء توتر جيوسياسية.

واعلنت مصر الاثنين انها& قصفت مواقع لتنظيم داعش في ليبيا بعد ساعات على اعلان الفرع الليبي للتنظيم الجهادي في فيديو قطع راس 21 مصريا قبطيا خطفوا مؤخرا في هذا البلد. ويشمل العقد المقدرة قيمته بـ5,2 مليارات يورو بيع 24 طائرة رافال الى مصر من انتاج شركة داسو للطيران، وفرقاطة متعددة المهام تصنعها مجموعة الصناعات البحرية (دي سي ان اس) اضافة الى صواريخ من انتاج شركة ام بي دي ايه.

وعلق لودريان على الصفقة بالقول انه "عقد استثنائي لصناعاتنا الدفاعية يبرز قيمة الرافال، وهي طائرة عالية الاداء". وانجزت الصفقة في وقت قياسي استغرق بالكاد ثلاثة اشهر بطلب من مصر، التي تريد تنويع مصادر اسلحتها والتحرر من الوصاية الاميركية التي اعتمدت عليها الى حد كبير حتى الان.

كما تعكس الصفقة دعم فرنسا المعلن للنظام المصري في منطقة تشهد حالة انعدام استقرار كبير. وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "مع مصر جرت (الصفقة) بسرعة كبيرة"، مضيفا "اولا لان مصر تريد طائرة على درجة عالية من الجودة" و"بسرعة نظرا الى التهديدات القائمة حول هذا البلد".

وفي الواقع يتنامى القلق في باريس وغيرها من العواصم الغربية وبعض دول المنطقة ازاء توسع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر زعزعة الاستقرار الاقليمي.

وصرح لودريان الاثنين ان "الرئيس السيسي لديه حاجة استراتيجية تكمن في ضمان امن قناة السويس الذي يشكل ممرا لجزء كبير من الحركة البحرية العالمية". وتابع "هذا أول سبب للإسراع في اكتساب قدرات بحرية وجوية لتامين سلامة" هذا الممر.

وشدد على مواجهة مصر للتهديد الذي تمثله التنظيمات المتطرفة في شبه جزيرة سيناء وكذلك تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا. وتابع "وسط الفوضى الليبية هناك مخاطر ارتباط داعش (احدى تسميات تنظيم الدولة الاسلامية) في المشرق وداعش في ليبيا".

بالتالي تجاهلت باريس انتقادات المدافعين عن حقوق الانسان الذين أشاروا الى سجل "مخيف" للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ وصوله الى السلطة. فقبيل انجاز الصفقة مباشرة دعت منظمة العفو الدولية-فرنسا، باريس الى "تعليق كل عمليات نقل الاسلحة" الى مصر بسبب "القمع غير المسبوق منذ 30 عاما" في هذا البلد.

وعلق لودريان على هذه النقطة بالقول ان "التنمية والديموقراطية يأتيان بعد الامن. وبحسب معرفتي فان الرئيس السيسي انتخب من قبل الشعب وهو يعد لانتخابات تشريعية. لكن الامن يشكل العنصر الطارئ في البلاد".
&
وتابع "لا نتفق مع كل تحركات مصر لكن الاساسي هو ضمان استقرار بلد كبير كمصر الان للتوصل غدا الى استقرار شامل في المنطقة". واعتبر كامي غران مدير مؤسسة الابحاث الاستراتيجية& ان باريس اختارت "غض النظر عن مواضيع حقوق الانسان الفعلية في مصر السيسي. انه خيار سياسي".

على الصعيد الاقتصادي تعتبر هذه الصفقة مفيدة لباريس وايضا للشركة المصنعة للطائرات اللتين لم تعقدا صفات سابقة لبيع طائرات رافال للتصدير.

فبالنسبة لداسو كانت هذه الصفقة الاولى لبيع رافال مرتقبة جدا لتحريك خطوط انتاج الطائرة. كذلك بالنسبة للدولة الفرنسية فيما ميزانية الدفاع التي تضم قائمة طويلة للمعدات الواجب اقتناؤها لمصلحة الجيش، في وضع حرج وتعتمد على بيع الطائرة للتصدير.

وهذه الصفقة تبعث ايضا الامل في ابرام صفقات اخرى كما راى رئيس مجلس ادارة داسو للطيران اريك ترابيه الذي قال "ان عملية البيع هذه الى بلد عربي كبير سيكون لها وقع كرة الثلج". ومن بين الدول المرشحة قطر ودولة الامارات العربية او ماليزيا على المدى الاطول.

وعبر اريك ترابيه ايضا عن تفاؤله ازاء بيع 126 طائرة رافال الى الهند التي تجري معها داسو مفاوضات حصرية منذ 2012 لكن تعقيدها يؤخر ابرام الصفقة. ولفت ترابيه الى ان الطائرة "استخدمت في العديد من مسارح العمليات وتمكن المراقبون الذين هم كافة دول المنطقة بشكل خاص من رؤية فعاليتها العملانية في ايدي سلاح الجو الفرنسي".

وتشارك فرنسا منذ ايلول (سبتمبر) الماضي في الحرب ضد تنظيم داعش في العراق خصوصا بطائرات رافال. كما هي حاضرة منذ 2013 في مكافحة الحركات الاسلامية في مالي.&