كيف يمكن للبنان أن ينأى بنفسه عن تداعيات الأحداث السوريّة المشتعلة عسكريًا، بعدما باتت جرود بلدتي عرسال ورأس بعلبك جبهة يوميّة مفتوحة بوجه "الإرهاب"؟.


ريما زهار من بيروت: منذ بدء الأحداث في سوريا والخوف من تسلّلها إلى لبنان بات يقلق الجميع، وتبقى الأنظار مشدودة إلى الجيش اللبناني، الذي استطاع منذ فترة أن ينجح& بعمليّة استباقيّة في جرود رأس بعلبك، لكن هل هذا يكفي كي ننأى بأنفسنا عن أحداث سوريا، وما هو المطلوب فعليًا، هل الحل يبقى بحسب قوى 14 آذار/مارس من خلال انسحاب حزب الله الفعلي من سوريا، في وقت باتت جرود بلدتي عرسال ورأس بعلبك جبهة يوميّة مفتوحة، ويُخشى من أن تصبح مشتعلة بصورة مستمرة، كما يحصل في جبهات ريف دمشق، وحلب، وحمص وحوران وغيرها، وهذا قد يُشكّل خطرًا وارباكًا للبلد كلّه، وبالتالي يخوض لبنان معركة ليست معركته، من خلال وصول الأحداث السوريّة إلى عقر داره؟.

جهود الجيش مشكورة
يعتبر النائب جوزف المعلوف (القوات اللبنانيّة) في حديثه لـ"إيلاف" أن الجيش الجيش اللبناني مشكور على ما يقوم به، لأن التحديّات أمامه كبيرة جدًا، ومرتبطة بتطورات المنطقة، واتكال الجميع عليه اليوم، كي نحافظ على القدر الممكن من الإستقرار، الذي هو أساسي للوضع السياسي القائم والفراغ السياسي الذي يشل الدولة اللبنانيّة.

لا خطر - بحسب المعلوف - على لبنان مع وجود المؤسسة العسكريّة في لبنان، التي ستقوم بدرء الفتن الآتية من سوريا وحتى من العراق.

خروج حزب الله من سوريا
ويعتبر المعلوف أنه من الصعب استهداف الجيش اللبناني، ويأمل أن يكون مستقبل لبنان خيرًا ونيرًا وأن نحافظ عليه، معلقًا الأمل على دعوة حزب الله إلى الخروج من سوريا "للحفاظ على وحدتنا الداخلية من أجل تخطي الأزمات الخارجيّة التي تحيط بلبنان ومن أجل نأي لبنان عن الأحداث السوريّة الملتهبة".

نأي غير نهائي
أما النائب قاسم هاشم (8 آذار) فيلفت في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن نأي لبنان بنفسه عما يجري في سوريا هو أمر لا يمكن أن يحصل بشكل نهائي، ولكن يمكن التخفيف من آثاره، وتداخل العلاقة اللبنانيّة السوريّة على مختلف المستويات الجغرافيّة والتاريخيّة والاجتماعيّة والسياسيّة هو أمر معروف ولا يمكن تغييره.

يضيف: "كل ذلك يؤكد أننا سننال الآثار السلبيّة وتداعيات هذه الحرب، إن كنا اتخذنا إجراءات إلى أقصى الحدود أم لا، لكننا نستطيع أن نحدّ من التداعيّات بجملة خطوات لتحصين الوضع الداخلي ومواجهة "الإرهاب"، الذي يحاول أن يضرب الساحة اللبنانيّة، كما جرى في فترات سابقة.

إصرار حزب الله
أما لماذا إصرار حزب الله في المشاركة في الحرب الدائرة في سوريا؟، فيقول هاشم :"لأن هذه الحرب تستهدف حزب الله، وهي حرب استباقية على "الإرهاب".

كيف يمكن أن يتجنّب لبنان أحداث سوريا، في حين أن أحد مكوناته أي حزب الله، عنصر فاعل في الحرب الدائرة في سوريا؟، يجيب هاشم: "لا علاقة للأمر بوجود عناصر لحزب الله في إطار معين ومحدد لما يحصل في لبنان، لأن الأزمة السورية تؤثر على لبنان أو على أكثر من دولة مجاورة، والأمر له علاقة بالمشروع الذي تقوده المجموعات "التكفيرية الإرهابية"، ولبنان ساحة من ساحات هذه المجموعة من ضمن مشروع متكامل، ولا نعتقد أن هذا الموضوع له أثر أساسي، وقد يكون هذا الأثر جانبيًا فقط، لا أكثر ولا أقل.
&