تتجّه الأنظار نحو ملف العسكريين المخطوفين في لبنان، مع ظهور بعض المؤشّرات عن قرب حل هذا الملف الشائك، وذلك لأسباب عدّة أدّت إلى تفاؤل أهالي المخطوفين العسكريين بقرب الإفراج عن ذويهم.

بيروت: تحدثت بعض المصادر عن إيجابيّة ملموسة في ملف العسكرييّن اللبنانييّن المخطوفين وأن إطلاقهم بات قريبًا وفي هذا الخصوص يرفض النائب خضر حبيب (المستقبل) التحدث لـ"إيلاف" عن موضوع المخطوفين العسكريين، ويؤكد أن تيار المستقبل قد اتخذ قراره بعدم الحديث إعلاميًا عن الموضوع، وحتى لو كانوا يملكون معلومات فقد اتخذوا القرار بعدم التطرّق إلى الموضوع صحافيًا وإعلاميًا.

مؤشرات إيجابيّة

أما النائب عبد المجيد صالح (8 آذار) فيؤكد في حديثه لـ"إيلاف" أن المنحى أو الأسلوب الذي اتخذ أخيرًا والتدابير التي اتخذت من رفع الاعتصام في وسط بيروت، والاستعانة بقنوات محدّدة من أجل التفاوض، وتغليف الموضوع بالسريّة والكتمان، حرصًا على مصير العسكرييّن، كلها مؤشرات إيجابيّة عن قرب حل موضوع العسكرييّن المخطوفين في لبنان.

ويلفت صالح إلى أن الجميع يدعو وبحرارة أن ينجو هؤلاء من أسرهم ومن هؤلاء الذين اختطفوهم واحتجزوهم، بأسرع وقت ممكن.

الخوف على المخطوفين

وردًا على سؤال بعد تصفية الأقباط المصرييّن هل بات الخوف أكبر على المخطوفين العسكرييّن من قبل تنظيم داعش والنصرة؟ يجيب صالح :" الخوف اليوم ممن لا يخاف الله، فالإنسان لا يخاف من أخيه الإنسان بل يخاف من الذين لا يهابون الله، هؤلاء الذين يذبحون أخاهم الإنسان، وأصحاب السواطير، ويجب اليوم أن تتغير استراتيجية مواجهة "الإرهاب" فهذا الأخير ليس خطرًا محليًا بل أصبح معولمًا، ولا يستطيع الإنسان مهما وصل من بلاغة أن يوصف هذه الجرائم التي لا تنتمي إلى أي ديانة، فهؤلاء يضرّون بالإسلام، وهم يكفّرون ويقتلون روح الإسلام والإنسانيّة، ويؤكد صالح بأن الخوف قائم بالفعل على العسكرييّن المخطوفين، ولكن يبدو أن البعض لا يزال يرى فيهم إرهابًا حميدًا، غير أن "الإرهاب" أمة واحدة وكذلك "التكفيريين".

وبعد عرض إحراق جسد الطيّار الأردني وتصفية الأقباط، لا يستطيع الإنسان صدقًا إلا أن يخشى على العسكرييّن المخطوفين في لبنان، وأن يشعر بالأسى ويتعاطف مع أمهاتهم، "وسنقف معهم خوفًا على الإنسانيّة جمعاء".

مقاربة الموضوع

ولدى سؤاله كيف يمكن مقاربة ملف المخطوفين العسكرييّن من قبل النصرة وداعش في لبنان؟ يقول صالح إن هناك معايير مزدوجة في ملف المخطوفين مع وجود فئات "إرهابيّة" أعلنت عن نفسها، وكأن هناك سباقًا محمومًا بين القاعدة والنصرة وداعش وكل الفئات "الإرهابيّة" وهناك نوع من السباق المحموم على خلافة مزعومة، إن كان من البغدادي أو الجولاني أو الظواهري، من الذين يوزّعون فتاوى الدم والذبح والقتل، والأفضل اليوم أن تُقفل الأبواب الإعلاميّة وصفحات التواصل الإجتماعي، وأن يتوقّف دعم هؤلاء عبر المال والنفوذ والنفط والغاز التي تقوم به بعض الدول.

ويعتبر صالح أن "الإرهاب" يبقى "إرهابًا" بغض النظر إن كان في سوريا أو لبنان أو في تونس أو المغرب، وأصبح "الإرهاب" معولمًا لأنه يضرب في كوبنهاغن، وفي السويد وفرنسا وآن الآوان كي يحاصر هذا "الإرهاب".

دور الدولة

وردًا على سؤال هل يمكن القول إن الدولة اللبنانيّة لم تتطرق كما يجب إلى ملف العسكرييّن المخطوفين؟ يجيب صالح أن الوقت ليس للعتاب على الدولة بل للعمل على إخراجهم ولا داعي اليوم لفتح أوراق الحساب مع الدولة اللبنانيّة حول هذا الملف.

ويلفت صالح إلى أن " مهما كانت الجهة التي ستفرج عن المخطوفين العسكريين فنحن نساندها" ويبدو بحسب صالح ان لدى الأهالي بعض من الإستقرار والإطمئنان بشأن عودة المخطوفين العسكرييّن.

&