في الوقت الذي يصرح فيه بابا الفاتيكان عن أهمية دور المرأة في الكنيسة، إلا أن النساء لا زلن غائبات عن المناصب العليا، وتقول إحدى الراهبات "نحن لا وجود لنا عمليا وكأننا شفافات يخترقنا الضوء فلا أحد يرانا". &واضافت ان الرهبان "في عالم روما الذكوري ينظرون الى الراهبات ولكنهم لا يرونهن". &
&
رغم تنويه البابا فرنسيس المتكرر بأهمية دور المرأة في حياة الكنيسة الكاثوليكية فانه تعرض الى انتقادات وصلت الى حد الاتهام بأنه احيانا لا يراعي مشاعر المرأة وحاجاتها حيث وصف مثلا تعيين خمس نساء في احدى اللجان بأنهن "الفراولة التي تزيّن الكعكة". &
ولكن أوساطاً نسوية واسعة ترى ان التغييرات التي احدثها البابا فرنسيس وتصريحاته عن أهمية دور المرأة تتيح فرصة لتحدي جوانب مختلفة من سياسة الفاتيكان الذي يهيمن عليه الرجال. &
&
وقررت مؤسسة "اصوات الايمان" النسوية التي يوجد مقرها في ليشتنشتاين ان تغتنم مناسبة يوم المرأة العالمي في 8 آذار/مارس لعقد ندوة تبحث قضايا المرأة بين جدران الفاتيكان نفسه. &
وقالت رئيسة المؤسسة شانتال غوتس ان عقد ندوة تناقش قضايا المرأة داخل الفاتيكان "انتصار تحقق بنضال شاق". &ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن غوتس قولها ان الندوة تكتسب "معنى رمزيا أكبر حين تُعقد داخل الفاتيكان ، وهي خطوة الى الأمام". &
&
وشهد الفاتيكان خلال الفترة الماضية عدة اجتماعات اعترف فيها الكرادلة واعضاء الادارة المركزية للكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان بتناقص اعداد المصلين في الكنائس التي تكاد ان تكون مقاعدها فارغة بسبب العزوف عن الدين وخاصة بين الشباب من الجنسين في بلدان الغرب. &
ودعا المجلس البابوي للثقافة الى التفكير في سبل إعادة المرأة الى الكنيسة وحتى الاستعانة بها لمعالجة هبوط أعداد المؤمنين. &
&
القضية الأكثر حساسية
ولكن مراقبين يشيرون الى ان عقبة تعترض أي نقاش حول دور المرأة هي منع رسامة المرأة قساً في الكنيسة الكاثوليكية. &وكان البابا فرنسيس رفض بصراحة تغيير سياسة الفاتيكان في هذا الشأن. &
وقالت تينا بيتي استاذة الدراسات الكاثوليكية في جامعة روهامبتون في لندن "ان هذه هي القضية الأشد حساسية في الفاتيكان ، وهي أصعب من عدة قضايا اخرى لأنها تتسم بأهمية أساسية لكثير من الآخرين". &
&
وقالت البروفيسورة بيتي لصحيفة نيويورك تايمز "ان علينا إفهام البابا بأن هذه قضية حاسمة للكنيسة وستكون ضربة لا تُحتمل إذا ترك البابوية كما وجدها فيما يتعلق بالمرأة". &
&
صوت المرأة في الفاتيكان
وليس للمرأة صوت يُذكر في الفاتيكان اليوم رغم ان اعداد الراهبات تفوق بكثير اعداد الرهبان والقساوسة في الكنيسة الكاثوليكية. &وقالت اذاعة الفاتيكان ان نسبة النساء العاملات في الفاتيكان ما زالت تشكل نحو 18 في المئة من مجموع العاملين رغم زيادته خلال السنوات العشر الماضية حتى بلغ 782 امرأة في عام 2014. &
&
ولا يضم المجلس الاداري المركزي للفاتيكان إلا امرأتين في مناصب قيادية وعُينت في العام الماضي امرأة لعضوية المجلس الاستشاري لبنك الفاتيكان &فيما اصبحت أخرى أول امرأة تُعين رئيسة جامعة بابوية في روما. &
ورغم ضآلة هذه التعيينات فان البعض يرى "انها كبيرة حتى وإن كانت صغيرة" ، على حد تعبير كريستينا سيمونيللي التي تقود جمعية للاهوتيات الايطاليات. &وقالت سيمونيللي ان هذه التعيينات "بوادر تغيير مثل تعيين أول أسقف اسود". &
&
وقالت راهبة تعمل في مكتب الفاتيكان طلبت عدم كشف اسمها "ان الراهبات لا وجود لهن عمليا وكأننا شفافات يخترقنا الضوء فلا أحد يرانا". &واضافت ان الرهبان "في عالم روما الذكوري ينظرون الى الراهبات ولكنهم لا يرونهن". &
ويحذر مراقبون من ان مكانة المرأة المتدنية في الكنيسة الكاثوليكية تصيب اعدادا متزايدة من المؤمنات بخيبة امل. & وقال الناشط الاميركي جيم فيتزجيرالد مدير منظمة "الدعوة الى العمل" من أجلالتغيير في الكنيسة الكاثوليكية ان مؤمنين يعزفون عن الدين لأنهم يشعرون ان الكنيسة الرسمية لم يعد لها دور وان الكثير من هذا العزوف يعود الى ان قمة الهرم لا تسمع صوت المرأة. &
&
ويقول منتقدون ان المرأة ستبقى مهمشة في الكنسية الكاثوليكية ما دامت المناصب والمراكز المهمة فيها ترتبط بالرسامة. وارتفعت اصوات تدعو الى الغاء هذا الربط لتمكين المرأة من المساهمة بقسط أكبر. &
&
&
&
التعليقات