حضر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز افتتاح مؤتمر بحثي دولي بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، هو الثاني عن تاريخ الملك عبد العزيز، ويشارك فيه 92 باحثًا من دول مختلفة.

إيلاف - متابعة: لم يكتفِ الملك سلمان بن عبد العزيز برعاية حفل افتتاح المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبد العزيز، الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض، بل توجه إلى الجامعة أمس الأربعاء، ليجاور 92 عالمًا أتوا من أنحاء العالم، ليقدموا أوراقهم البحثية عن تاريخ مؤسس الدولة السعودية، يرافقه الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، فاستقبله الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير الرياض، ووزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، ومدير الجامعة بالنيابة الدكتور فوزان بن عبد الرحمن الفوزان، ووكلاء الجامعة.
&
الراعي والعالم والخبير
ألقى الفوزان كلمة رحب فيها بالملك سلمان بن عبد العزيز والأمراء والباحثين والباحثات والحضور، وقال: "هذا اليوم هو يوم بهيج من أيام الجامعة، يوم مبارك من أيام الوطن، ومن أيام الوفاء لهذا الكيان العظيم، الذي نتفيأ ظلاله أمنًا واستقرارًا ورخاء ورغد عيش، ونسعد اليوم بوجودكم معنا يا خادم الحرمين الشريفين، فأنت بهذا تسطر معنى عظيمًا من معاني الوفاء للإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، امتدادًا لرعايتكم الكريمة لتاريخ هذا الرجل العظيم، جمعًا وتوثيقًا ودراسة، فقد رعيتم دارة الملك عبد العزيز، لتكون مركزًا وطنيًا موثقًا لتاريخ المملكة، فكنتم الراعي والعالم والخبير، والحارس الأمين لتاريخ هذا الكيان العظيم".
أضاف: "من هنا تأتي أهمية رعايتكم الكريمة لهذا المؤتمر، فهي امتداد لاهتمامكم بتاريخ الإمام العادل المؤسس، الملك عبد العزيز، وبتاريخ هذا الكيان العظيم بشكل عام، ثم أن حضوركم رغم مشاغلكم الكثيرة، وارتباطاتكم الكثيرة، التي لمسنا بعضًا منها باستقبالكم للكثير من قادة العالم في فترة وجيزة، هو تشريف عظيم لهذه الجامعة ومنسوبيها، وهو امتداد لرعايتكم هذه الجامعة منذ كنتم أميرًا لمنطقة الرياض، فأنتم من اخترتم موقعها المميز كبوابة للعاصمة من مطارها الدولي، وأنتم من تابعتم مشروعاتها واحدًا بعد آخر حتى غدت اليوم مدينة جامعية متكاملة".

محاور تسعة
وقال الدكتور طلال الطريفي، أمين عام المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبد العزيز: "الكلمات تنحني أمام عظمة المؤسس، وتعجز ببيانها وبديعها عن إيفائه حقه الذي استحقه وقدره الذي بناه بجهده من خلال مسيرة حياته الحافلة بالإنجازات، سعى فيها على تأسيس المملكة العربية السعودية ودأب على تطويرها وفتح آفاق المستقبل لها، ونحن اليوم نحتفل بافتتاح المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن مؤسس السعودية وباني نهضتها الحديثة، بحضور مبارك ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، جاهدين لإبراز شخصية الملك عبد العزيز الإنسانية، والقيادية، والإدارية، والوقوف على أهم مراحل بناء الدولة وإضاءة أبرز محطات النهضة التي وصلت إليها السعودية بعد أن عبّد لها الطريق للانطلاق إلى المستقبل".
&
اضاف الطريفي: "ستعقد خلال المؤتمر الذي يستمر يومين 18 جلسة على فترتين، صباحية ومسائية، وحرصنا على أن تتنوع الجلسات لتنير جوانب حياة المؤسس كافة ضمن محاور المؤتمر التسعة، وهي: شخصية الملك عبد العزيز ومنهجه، وتوحيد الدولة وبناؤها، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والقضايا العربية والإسلامية، والدبلوماسية والسياسة الخارجية، وأبناء الملك عبد العزيز ورجاله، والمصادر والدراسات، والملك عبد العزيز في رؤية عالمية".
وبحسب الطريفي، يشارك في المؤتمر نحو 100 باحث وباحثة من جنسيات مختلفة ودول شتى جميعهم من أصحاب المكانات العلمية المرموقة، ويترافق مع جلسات المؤتمر وندواته العلمية أنشطة مختلفة من معارض توثق حياة الملك الراحل وأنشطة ثقافية وأدبية أخرى تثري المؤتمر.
&
قرينة ناصعة
ألقى الدكتور إبراهيم القادري بوتشيش كلمة المشاركين في المؤتمر، فأعربوا عن شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين على رعايته للعلم ورجاله وإسهاماته في تشجيع الحركة الفكرية، وإحياء التراث الإسلامي العريق، وبعث أمجاد التاريخ، "فرعاية خادم الحرمين الشريفين للحفل الافتتاحي لهذا المؤتمر قرينة ناصعة على ما يسديه من خدمة طيبة لأهل العلم، وعربون محبة لكل من جعل من الكتاب صديقًا، ومن القرآن رفيقًا".
وشكر المشاركون جامعة الإمام، "التي تقف اليوم مرة أخرى شامخة بعلمها، مزهوة بنياشين منجزاتها، لتضيف مكرمة جديدة لمكارمها باحتضان هذا الملتقى العلمي، مساهمة بذلك في بناء معمار ثقافة الأمة السعودية المعطاءة وعلى حسن التدبير وكرم الضيافة"، مثمنين التراكم المعرفي الذي أنتجته أقلام الباحثين حول تاريخ الملك عبد العزيز، فصار يشكل حوضًا من حياض المعرفة، ينهل منه كل طالب علم.
&
مشاريع ومعارض
ودشن الملك مشروعات جامعة الإمام محمد بن سعود المنجزة، والتي شملت مباني تعليمية في المدينة الجامعية بالرياض وفروعها ومعاهدها العلمية في مختلف مناطق المملكة، وكذلك المشروعات الخدمية والتقنية المتمثلة في ثلاث مراحل، من إسكان أعضاء هيئة التدريس، ومواقف متعددة الأدوار للطلاب، ومشروعات البنية الأساسية للاتصالات والأنظمة الإلكترونية، بلغت قيمتها الإجمالية نحو 853 مليون دولار.
ثم وضع حجر الأساس لعدد من مشروعات الجامعة إلكترونيًا، وشملت مشروعات تعليمية وخدمية وتقنية في المدينة الجامعية بالرياض وفروع الجامعة ومعاهدها العلمية في مختلف مناطق المملكة، بقيمة إجمالية 2.2 مليار دولار.
وافتتح المعرض المصاحب للمؤتمر، وشمل أجنحة لعدد من الجهات المشاركة، كدارة الملك عبد العزيز، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، ومكتبة الملك فهد الوطنية، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
كما دشن متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام الذي أنشأته الجامعة بالتعاون مع معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية بجامعة فرانكفورت بألمانيا. ثم تسلم خادم الحرمين الشريفين من وزير التعليم درع الجامعة ونسخة من مطبوعات المؤتمر وهدية متحف تاريخ التقنية والعلوم في الإسلام.
&
&