يستعدّ أهل العاصمة اليمنية صنعاء، للخروج صباح السبت في تظاهرات مناوئة للانقلاب الذي نفذته جماعة أنصار الله الحوثية المدعومة من إيران، فيما تشير معطيات كثيرة إلى استعداد مسلحي الحوثي لقمع المسيرات المعارضة لهم.


صنعاء: دعت حملة (من أجل وطن آمن)، وحركة (لا للإنقلاب) وحركات شبابية اخرى، اليمنيين للخروج صباح غدا السبت في مسيرة بالعاصمة صنعاء "دعماً لشرعية الدولة، ورفضاً للإنقلاب المسلح"، حسب بيانات مختلفة إطلعت عليها "إيلاف".

وبحسب منظمي المسيرة، سيطالب المتظاهرون "برفع الإقامة الجبرية عن رئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح وبقية الوزراء".

وسيطالب المتظاهرون كذلك "بإطلاق كافة المختطفين من سجون مليشيات الحوثي على ذمة التظاهر ضد الإنقلاب".

وسيجدد المتظاهرون رفضهم "لأي حوار مع جماعة الحوثي قبل إنهاء الإنقلاب، وخروج المليشيات المسلحة من المؤسسات والمدن".

ومن المقرر انطلاق المسيرة التاسعة والنصف صباحا من تقاطع شارعي هائل والزبيري وسط صنعاء، فيما كثف مسلحو الحوثي من اجراءاتهم الأمنية استعدادا لقمع التظاهرات.

ويقمع الحوثيون بشكل شبه يوميا مسيرات سلمية تخرج في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى تندد بالانقلاب على شرعية الدولة.

إلى ذلك، حذرت حملة "من أجل وطن آمن" في بيان اطلعت "إيلاف" على نسخة منه، من تفاقم الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية في البلاد "جراء استمرار الإنقلاب الحوثي المسلح على شرعية الدولة".

ونددت الحملة "بإستعمال الحوثيين للقوة المفرطة لتحقيق مكاسب سياسيه ومحاولة الانقلابيين جر البلاد الى مستنقع حروب داخلية وإقليمية تنفيذا لأجندات خارجية".

وقال البيان: "لا يخفى على أحد استمرار جرائم الإرهاب الحوثي بحق شباب الثورة السلمية ضد المليشيات المسلحة، وتورط وسائل إعلام جماعة الإنقلاب في تبرير جرائم إختطاف وتعذيب المتظاهرين حد الموت، بالإضافة الى تلفيق التهم الجائرة ضد معارضي دون أدلة".

وقالت حملة «من أجل وطن آمن» إنها تتمسك بشرعية الدولة، وأكدت في بيانها أنها "ستواصل التظاهرات السلمية في العاصمة صنعاء، وبقية المحافظات المحتلة حتى انهاء الإنقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها".

وفي سياق متصل، قال قائد من جماعة الحوثيين يوم الخميس إن الآلاف من المقاتلين الشيعة الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من اليمن يجرون تدريبات عسكرية في الجزء الشمالي من البلاد قرب الحدود مع السعودية وهو ما يزيد المخاوف من أن الفوضى في اليمن قد تزداد عمقا.

وأدى صعود الحوثيين المدعومين من ايران إلى السلطة منذ سبتمبر أيلول إلى تعميق الانقسامات في شبكة التحالفات السياسية والدينية المعقدة بالفعل في اليمن والتي تركت هذا البلد معزولا عن العالم.

وأغلقت معظم السفارات الاجنبية، وقال البنك الدولي هذا الأسبوع إنه علق عملياته في اليمن وعزا ذلك إلى المخاوف الأمنية.

وتنتاب القوى الغربية والإقليمية مخاوف خاصة بشأن الوضع الأمني في اليمن بسبب قربه من السعودية ووجود أحد أنشط أجنحة تنظيم القاعدة على اراضيه.

وتعتبر السعودية الحوثيين المدعومين من إيران جماعة إرهابية. وسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر أيلول.

وفي عام 2009 شنت الرياض عملية عسكرية شملت غارات جوية على الحوثيين بعد عدد من الهجمات عبر الحدود.

وقال القيادي الحوثي محمد البخيتي لرويترز إن هناك مناورة مشتركة بين الجيش واللجان الشعبية في اشارة إلى قوات الحوثيين الذين ينتشرون في أنحاء مختلفة من اليمن منذ سبتمبر أيلول الماضي.

وأضاف ان هذه التدريبات "أمر طبيعي لان اليمن يواجه تحديات داخلية وخارجية وان التدريبات تجري استعدادا لأي عدوان".

وينقسم الجيش اليمني إلى مجموعات تدين بالولاء لقوى متعددة بينها الرئيسان الحالي والسابق للبلاد. وقد تحالفت بعض مجموعات الجيش مع الحوثيين أو وقفوا ضدهم منذ استيلاء المقاتلين الشيعة على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول.

ويحاول الرئيس تعزيز سيطرته على عدن منذ أن فر الى هناك.

وفي الاسبوع الماضي عزل قائد الحامية العسكرية بالمدينة وهي قوات خاصة بقيادة لواء ينظر اليه على انه موال للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تقول الامم المتحدة انه حليف للحوثيين