اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن تحرير مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين الغربية، قد أصبح في متناول اليد، رافضًا أي ضغوط داخلية أو اقليمية أو خارجية، ومؤكدًا أن العراق لن يكون جزءًا من أي صراع في المنطقة.

لندن: قال حيدر العبادي رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقي، إن العمليات الامنية والعسكرية في محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) تسير وفق الجدول المعد لها، مشددًا في كلمة له امام عدد من القادة الامنيين الليلة الماضية، واطلعت عليها "إيلاف"، أن تحرير تكريت اصبح في متناول اليد موضحاً أن تأخر اقتحامها يأتي حرصًا على بعض الامور المتمثلة بانتشار القوات وحماية المدنيين والمقاتلين في ارض المعركة بالاضافة الى الجانب الانساني". واشار الى أن "التغييرات التي تجري في القيادات الامنية تأتي لبث دماء جديدة، ولا تعني إدانة لمن كان في الموقع السابق، وهو امر متعارف عليه ومطلوب في السياقات العسكرية".
واكد قائلاً "ان وجود قواتنا العسكرية وقتالنا هو من اجل حماية المواطن الذي يعد هدفاً اساسيًا وجوهريًا بالنسبة لنا". واشار الى وجود من أسماهم بعض المرجفين "الذين يحاولون بث سمومهم من خلال دعايات صفراء وسوداء وهؤلاء يجب عدم الاستماع لهم لانهم لا يريدون الخير للعراق. واكد قائلا إن بشرى تحرير محافظة صلاح الدين ستزف الى المواطنين قريبًا، منوهاً الى ان عملية تحرير المحافظة اكدت اللحمة الوطنية بين ابناء الشعب وقواته الامنية".
&
واضاف ان "هناك صراعًا اقليميًا يجري في المنطقة، وان العراق لن يكون جزءًا منه لاننا ضد سياسة المحاور، واننا ننحاز الى شعبنا ووطننا". وقال إن "البعض يروج لوجود ضغوطات من دول اقليمية او دولية، وكذلك ضغوط سياسية داخلية تمارس علينا، ولكننا نقول لهم إن هذا الامر غير موجود ولسنا من النوع الذي يستجيب للضغوط ولكني استجيب لضغط المواطن والمقاتل وابناء شعبنا".
ودعا القيادات الامنية الى ضرورة الحفاظ على المواطنين وممتلكاتهم، وقال "ان هدفنا هو دعم المواطن والحفاظ عليه في جميع المناطق" مبينًا "اننا نعمل كذلك على اعادة الخدمات للمناطق المحررة من ماء وكهرباء وخدمات صحية".
&
وأكد العبادي أن العراق يتمتع بدعم دولي كبير، مرحبًا بكل المساعدات الدولية التي تصله. وقال "إن المجتمع الدولي يعلم ان داعش يهدد الأمن الدولي والاقليمي، واننا نؤكد دائمًا على أهمية احترام السيادة العراقية حيث ان القتال والانتصارات تمت بسواعد عراقية". واشاد "عاليًا يفتوى الجهاد الكفائي للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله &السيد علي السيستاني، والتي استجاب اليها مئات الآلاف من المواطنين الذين تطوعوا ضمن تشكيلات الحشد الشعبي . واضاف: "نحن نفتخر ونعتز بها مبينًا أن معركتنا تتمثل بصراع الحق الذي يمثله العراق مع الباطل الذي يمثله داعش، وان العراق هو من سينتصر بعون الله".&
واليوم الخميس، أعلن الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، عن تحرير 8000 كم من صلاح الدين، وقال خلال حيث مع قناة "السومرية الفضائية" إن "عملية تحرير صلاح الدين التي انطلقت في الثاني من اذار الحالي حققت اهدافها خلال الاحد عشر يوماً الاولى منها"، .. موضحا أن "العملية تتم من خلال محورين، الاول محور شرق النهر والاخر محور غرب النهر". &
&
وأضاف العامري، أنه "تم حتى الآن تحرير أكثر من 8000 كم، وقد اكتمل تحرير المحور الشرقي بالكامل"، معرباً عن امله باستئناف العمليات العسكرية خلال القريب العاجل بعد اكمال الاستعدادات خلال ايام". وأكد أن الاميركيين هم عاجزون عن فعل شيء لحماية العراقيين"، معتبرًا أن "من يعتمد على التحالف الدولي كمن يعتمد على السراب يحسبه الضمآن ماء"، على حد قوله.
&
محاصرة تكريت
ولليوم السادس على التوالي، تحاصر القوات العراقية مدينة تكريت التي يقطنها حوالي 400 الف نسمة، غادر 90 بالمائة منهم المدينة، وتقوم بقصف مراكز تواجد مقاتلي "داعش" فيها، والذين تقدر مصادر عراقية عددهم بحوالي الف مسلح يتحصنون في دور المدينة ومباني اداراتها التي استولوا عليها، واقاموا سواتر ترابية ومصدات كونكريتية في شوارع واحياء المدينة التي قاموا بتفخيخها بالالغام التي يقدر عددها بحوالي 8 الاف لغم.
ويوم الاحد الماضي، اعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أن قواته اوقفت هجومها على مدينة تكريت لكثرة العبوات الناسفة والقناصة وتجنبًا لسقوط ضحايا كثيرين. واضاف أن كثرة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والقناصة في مدينة تكريت قد ارغمت القوات الامنية على الاكتفاء بمحاصرتها حاليًا ووقف الهجوم تجنبًا لحصول دمار كبير فيها ووقوع خسائر بين المدنيين داخلها.
واشار الى انه لذلك فقد ارتأت القيادات العسكرية الانتظار والابقاء على حصارها للمدينة، مشددًا بالقول "والا كان باستطاعتنا اقتحام تكريت قبل ثلاثة أيام لكننا ننتظر انهيار العدو تلقائيًا وستدخل قواتنا المدينة في القريب العاجل من دون خسائر". &
وإذا استعادت القوات الحكومية مدينة تكريت فستكون أول مدينة يتم استردادها من أيدي التنظيم منذ أن اجتاح مساحات واسعة من البلاد في حزيران (يونيو) من العام الماضي، وأعلن قيام دولة الخلافة في الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
ومنذ بداية الشهر الحالي، فقد باشرت القوات العراقية هجومًا عسكريًا واسعًا بمشاركة 30 ألفًا من قوات الجيش والشرطة والفصائل المسلحة للمتطوعين وأبناء العشائر السنية لطرد تنظيم"داعش" من محافظة صلاح الدين وتمهيد الطريق لوصول القوات العراقية إلى حدود محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، معقل التنظيم في العراق.
&&
&