في الوقت الذي تحاول فيه إيران، "دبلوماسياً وبرلمانياً"، لملمة آثار تصريحات مستشار الرئيس روحاني لشؤون الأقليات عن العراق، خرجت وكالة (مهر) بموقف هاجمت بقسوة الدول العربية، ومن وصفتهم بـ"العربان"، ودعت العراق للوحدة مع إيران لأسباب طائفية وتاريخية.


نصر المجالي: في إطار ردات الفعل الإيرانية على تصريحات علي يونسي مستشار روحاني، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية أن سياسة طهران الخارجية تقوم دومًا على احترام السيادة والوحدة الوطنية والاستقرار والامن لجميع البلدان لاسيما الجوار، "وأن تنفيذ طهران العملي لهذا المبدأ حيال العراق الشقيق لا يخفى على أحد".

وقالت مرضية أفخم، في تصريح صحافي ادلت به يوم السبت حول تصريحات يونسي، إن الحكومة والشعب في العراق يشعران اكثر من غيرهما في هذه الايام بأداء مثل هذا الدور عن قرب.

سيادة العراق

واضافت انه فيما تقف الجمهورية الاسلامية الايرانية بمسؤولية وشفافية ومؤثرة لدعم الاستقلال والسيادة الوطنية للعراق الى جانب الشعب والحكومة في هذا البلد خلال عملية مكافحة الارهاب، يحاول البعض لوضع تفاسير غير دقيقة وهادفة لتصريحات يونسي من اجل التأثير على الرأي العام في العراق.

واوضحت المتحدثة أن ما صرح به مستشار رئيس الجمهورية واكد ذلك مرة اخرى بمزيد من الشفافية يبين التمازج الحضاري والثقافي بين الشعبين الايراني والعراقي، والذي لا يقبل الفصل.

واعتبرت أفخم انه في ظل الظروف التي تحاك فيها مؤامرات مشتركة بين المجموعات الارهابية والمتطرفة مع (الكيان الصهيوني) لاستهداف الامن والاستقرار في بلدان المنطقة، لذلك فإن البث غير الدقيق ووضع التفاسير المغرضة لتصريحات يونسي يعد خطوة انفعالية ترمي للتقليل من شأن الانتصارات الكبيرة التي يحققها الشعب العراقي في التصدي للمجموعات الارهابية وفي اطار خطة الرهاب من ايران واثارة الخلافات بين بلدان المنطقة.

عزل يونسي

ومن جانبهم، انتقد 21 نائبًا في مجلس الشورى الاسلامي، المساعد الخاص لرئيس الجمهورية في شؤون القوميات والاقليات الدينية علي يونسي، داعين الرئيس روحاني الى عزله من منصبه على خلفية تصريحاته الاخيرة حول العراق.

واكد النواب في مذكرة تنبيه انهم يطلبون من رئيس الجمهورية "عزل يونسي مساعد رئيس الجمهورية بسبب مواقفه غير الحكيمة والمهددة للامن القومي الايراني". وقال النواب، ان يونسي ومنذ بدء مهامه في هذا الموقع المهم قد هدد مرارًا الامن القومي للجمهورية الاسلامية الايرانية بمواقفه غير المدروسة واجراءاته المثيرة للخلافات وبرامجه المسببة للتفرقة.

واضافوا: أن من ضمن ذلك مواقفه الاخيرة في ملتقى "ايران، الاسم والشعب والارض" وتصريحه الذي يصب في سياق رهاب ايران ورهاب الاسلام الذي يكرره اعداء الثورة الاسلامية مرارًا في وسائل اعلامهم ومواقفهم.

واضاف النواب في خطابهم للرئيس روحاني، انه نظرًا لعدم تقبل السيد يونسي للتنبيه واصراره على مواقفه غير الحكيمة وحساسية السياسات الداخلية والخارجية الناجمة من مواقف مسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن جمعًا من نواب مجلس الشورى الاسلامي يطلبون منكم باصرار لعزله من منصبه وأن لا تسمحوا باستمرار هذه المواقف غير المدروسة والمثيرة للازمة.

وكالة مهر

ورغم تلك المواقف من جانب وزارة الخارجية والبرلمانيين الإيرانيين، ردًا على تصريحات مستشار الرئيس الإيراني، التي اعتبر فيها العراق عاصمة لإمبراطورية إيران ورد بغداد عليه باستنكار تصريحاته، خرجت وكالة أنباء إيرانية بمواقف غير مسبوقة لرئيس تحريرها، حسن هاني زاده، هاجمت بقسوة الدول العربية ومن وصفتهم بـ"العربان".

ودعا هاني زادة العراق للوحدة مع إيران لأسباب طائفية وتاريخية، وحضت العراقيين على ترك "العروبة المزيفة الجاهلية وتراب الذل العربي" وتغيير ملابسهم بعيدًا عن "الدشداشة والكوفية".

وتحت عنوان "الوحدة بين إيران والعراق لابد منها"، نشرت وكالة (مهر") الإيرانية شبه الرسمية أن الأوان قد آن لأن "يقول الشعب العراقي كلمته الأخيرة وأن يختار بين العروبة المزيفة الجاهلية وبين الإسلام الحقيقي وينفض ثوبه من تراب الذل العربي‎"، مضيفة أن الشعبين تربطهما "وشائج دينية وتاريخية" رغم التجاذبات في العلاقات بمراحل تاريخية.

وتابعت الوكالة، حسب ما نقل عنها موقع (سي إن إن) الالكتروني، في تحليلها الذي يأتي بعد أيام على احتجاج بغداد على تصريحات إيرانية عن كونها باتت عاصمة لـ"إمبراطورية إيرانية" بالقول إن العراق "بلد عربي عريق.. لكن جل الدول العربية تنظر إليه من منظور طائفي بحت، وهذا يدل على مدى العنصرية السائدة في البلدان العربية تجاه العراق".

أهل البيت

ولفتت وكالة (مهر) إلى أن الأغلبية من سكان العراق "معروفة بانتمائها العقائدي إلى مذهب أهل البيت"، معتبرة أن هذا هو سبب عداء الأنظمة العربية لها، مضيفة أن الإرهاب يضرب ذلك البلد بسبب "الحقد العربي الدفين ازاء أتباع أهل البيت" أي الشيعة، مضيفة أن "كل شريحة عربية أو غير عربية" شيعية "معرضة لمثل هذه الأحقاد"، معددة في هذا الإطار سوريا ولبنان وباكستان وأفغانستان واليمن.

واعتبرت الوكالة أن تمدد التنظيمات الإرهابية في المناطق السنية بالعراق جاء بسبب "الطابع الديموغرافي السائد في تلك المناطق"، وأضافت في تعليق بارز "العراق بحاجة الى حلة جديدة بعيدة عن الكوفية والعقال والدشداشة ويتجه نحو ثقافة جديدة ليس فيها عنصرية لا بل قريبة من الواقع الديموغرافي والمذهبي في العراق".

ملاهي لاس فيغاس

واتهمت (مهر) الجنرالات العرب بالتوجه إلى "ملاهي لاس فيغاس"، في حين "هبّ القادة العسكريون الإيرانيون لنصرة الشعب العراقي"، بإشارة إلى الجنرال قاسم سليماني ومن معه من مجموعات عسكرية إيرانية وشيعية.

ووصفت الوكالة العرب بأنهم "عربان"، مضيفة: "على الشعب العراقي أن يتجه نحو الوحدة مع أصدقائه الحقيقيين وينسلخ من ثوب العروبة المزيفة لان كل ويلات العراق سببها وجود العربان.. ما فائدة الوجود الشكلي للعراق في الجامعة العربية التي تنظر الى الشعب العراقي بنظرة طائفية؟ لماذا الدول العربية في مجلس التعاون.. لا تسمح للعراق أن ينضم إلى هذه المجموعة؟ أليس هذا خير دليل على أن الدول الست في المجلس المشؤوم لا تعتبر العراق بلدًا عربيًا؟".