في لهجة أقلّ حدّة من لهجة علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني التي تحدث فيها عن إمبراطورية إيرانية عاصمتها (بغداد)، أكد خطيب صلاة جمعة طهران، دعم ايران لسيادة ووحدة العراق.


نصر المجالي: أكد خطيب جمعة طهران أحمد خاتمي، المحسوب على الجناح المتشدد في القيادة الإيرانية، أن الدعم الذي تقدمه ايران للعراق يهدف الى حرمان اعدائه من فرصة العمل على تجزئته وضرب سيادته.

وهنأ آية الله خاتمي الشعب والجيش العراقيين بالانتصارات التي تحققت في محافظة صلاح الدين ومدينة تكريت، معربا عن أمله بأن يتمكن العراق من اقتلاع جذور (داعش) والارهاب في أقرب وقت ممكن.

وأضاف خاتمي أن الجمهورية الاسلامية دعمت العراق في حربه هذه عبر تقديم شتى وسائل الدعم المادي والمعنوي، ووجود المستشارين الايرانيين في هذا البلد يندرج في هذا الاطار، في الوقت الذي استنكف الغرب تقديم الدعم للعراقيين للتصدي لتنظيم (داعش) الارهابي.

وقال خطيب جمعة طهران في خطبته التي نقلت فقرات منها وكالة (فارس) إن ايران تحمي سيادة العراق وأنها تعترف بحدوده وحدود جميع الدول ما عدا الكيان الصهيوني الغاصب.

ووجه خاتمي كلامه بشكل مباشر الى الشعب العراقي قائلا: عليكم أن تعلموا بان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستقف الى جانبكم وتدعمكم بهدف بناء عراق قوي وموحد بامكانه صد مؤمرات الاعداء وافشالها.

كلام يونسي

وتأتي خطبة خاتمي بعد ستة أيام من تصريحات علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، التي اثارت ردات فعل غاضبة في العراق ودول الجوار وفيها قال إن "إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي"، وذلك في إشارة إلى إعادة الامبراطورية الفارسية الساسانية قبل الإسلام التي احتلت العراق وجعلت المدائن عاصمة لها.

وكانت وكالة أنباء (ايسنا) للطلبة الإيرانيين نقلت عن يونسي تصريحات خلال منتدى "الهوية الإيرانية" بطهران، الأحد الماضي، قال فيها إن "جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معا أو نتحد"، في إشارة إلى التواجد العسكري الإيراني المكثف في العراق خلال الآونة الأخيرة.

المفاوضات النووية

وإلى ذلك، فإن خطيب جمعة طهران حدث عن موضوع المفاوضات النووية، قائلا أن قائد الثورة الاسلامية علي خامنئي أكد أن الفريق الايراني المفاوض فريق أمين ويمكن الثقة به، لكن في الوقت نفسه شدد القائد على أنه لا يمكن الثقة على تحركات الطرف المقابل لانه مراوغ ومخادع ولا يحترم المواثيق.

وأضاف خاتمي: ماذا يمكن تفسير خطوة الرئيس باراك أوباما بالامس، حيث أقدم من جديد على تمديد الحظر الاميركي المستمر على ايران منذ 20 عاما وهذا أن يدل على عدم تقيد والتزام هولاء بالاخلاق السياسية.

وأشار خاتمي الى أنه لا أحد يعلم الى أي مدى ونتيجة ستصل المحادثات النووية، لكن الامر المؤكد هو انتصار الشعب الايراني فيها حتى هذه اللحظة "حيث فضحت هذه المحادثات ومنذ انطلاقها قبل عام مدى غدر وخداع الولايات المتحدة"، اذ فشل من أراد تصويرها وتسويق واشنطن على أنها تريد السلام والصداقة مع ايران في داخل البلاد وخارجها.