الرياض: شهد سكان 11 مدينة عربية، وسكان مناطق عدة في أوروبا وشمال أفريقيا الجمعة كسوفًا للشمس، هو الأول في العام الحالي، والعاشر خلال القرن الحادي والعشرين، في ظاهرة تتزامن مع حلول الاعتدال الربيعي، ووقوع القمر في أقرب نقطة إلى الأرض، أو "الحضيض"، بحسب التعبير الفلكي.
&
نسب متفاوتة
وقال مركز الفلك الدولي في أبو ظبي إن المناطق العربية التي تشهد الكسوف هي أقصى شمال السعودية وبلاد الشام ومعظم العراق وجميع الدول العربية الأفريقية، ما خلا السودان وجزر القمر.
وصلت نسبة الكسوف في سماء بغداد إلى 5 بالمئة فقط، بينما تبلغ في سماء الرباط 63 بالمئة، وهي الأعلى عربيًا، وتليها الجزائر بنسبة 61 بالمئة.
ولن يكون الكسوف مشهودًا بقوة في جنوب بلاد الشام والسعودية والعراق ومعظم مصر، كما يشاهد ككسوف جزئي أيضًا من قارة أوروبا ومعظم شمال آسيا. لكن مناطق ستشاهد الكسوف ككسوف كلي، وهي مناطق تقع في نطاق صغير بالقرب من القطب الشمالي.
&
عربيًا
شهدت القاهرة كسوفًا طفيفًا بدأ الساعة 11:05 ويبلغ أقصاه 11:48 وانتهي الساعة 12:31 بتوقيت القاهرة.
وشهدت مدينة حقل شمال السعودية الكسوف في الساعة 12:45 بالتوقيت المحلي، وبلغ أقصاه في 12:54 وانتهي في تمام الواحدة و 25 دقيقة بالتوقيت المحلي السعودي.
وفي عمان، بدأ الكسوف في تمام الحادية عشرة و 20 دقيقة صباحًا، وبلغ أقصاه الساعة الثانية عشرة، وانتهى في 12:40 تبعا للتوقيت المحلي الأردني. وشهدت بغداد كسوفًا طفيفًا بدأ الساعة 12:54 وبلغ أقصاه الساعة الواحدة و 19 دقيقة، وانتهى في تمام 01:45 ظهرًا.
ورأى سكان بيروت كسوفًا جزئيًا بدأ الساعة 11:14 وبلغ أقصاه الساعة 12:01 وانتهى في الساعة 12:49 ظهرا. وشهدت الرباط كسوفًا جزئيًا بدأ الساعة 7:55 صباحًا، وبلغ أقصاه الساعة 8:55، وانتهى في العاشرة صباحًا.
أما في العاصمة الليبية طرابلس، فكان الكسوف الجزئي واضحًا من 10:17 صباحًا، وبلغ أقصاه الساعة 11:18 وانتهى الساعة 12:24 ظهرًا بحسب التوقيت الليبي. وبدأ الكسوف الجزئي في دمشق الساعة 11:18 صباحًا، وبلغ أقصاه 12:03 ظهرًا، وانتهي في 12:47 بالتوقيت المحلي.
&
الغيوم تحجب كسوف الشمس عن الأنظار
&
شهد العالم الجمعة كسوفا كليا للشمس لكن الكثيرين من سكان النصف الشمالي للكرة الارضية حرموا من مشاهدته بوضوح بسبب الاحوال الجوية غير المؤاتية.
ولم يشاهد سوى بعض المحظوظين في أرخبيل منعزل في القطب الشمالي وآخرين كانوا على متن طائرة هذه الظاهرة بوضوح. وخيبت آمال الكثيرين ممن كانوا يأملون التفرج على القمر وهو يكسف جزئيا الشمس بسبب سوء الأحوال الجوية.
وكان من المرتقب معاينة هذا الكسوف في أوروبا وشمال غرب افريقيا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط، لكن الغيوم، وليس القمر، هي من حجبت الشمس عن الأنظار في أغلبية الحالات.
وأثارت هذه الظاهرة الفلكية الحماس على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم تداول الصور مع بعض التعليقات الساخرة أحيانا.
وكتب أحد مستخدمي "تويتر" في فرنسا "كسوف بين غيمتين، ثم كسوف آخر".
وأضاف مستخدم ثان من بريطانيا "لحسن الحظ أن الأمر قد انتهى، فالمرة المقبلة التي سيحدث فيها كسوف من هذا القبيل في بريطانيا، سنكون قد فارقنا هذا العالم جميعنا".
وفي لندن حيث كان من الممكن مشاهدة الكسوف بنسبة 84 %، تجمع نحو 500 شخص في متنزه "ريجنتس بارك". وتجهز البعض منهم بتلسكوبات متطورة، في حين حمل البعض الآخر أدوات بسيطة يدوية الصنع. وكان أحد رجال الشرطة يعير نظاراته الواقية.
لكن الأحوال الجوية السيئة عكرت الفرحة في العاصمة البريطانية وفي فرنسا أيضا حيث لم تتسن رؤية الكسوف إلا في شمال شرق البلاد.
وكان البعض أوفر حظا، فهم قد ركبوا طائرات حلقت فوق الطبقات السحابية للسماح لركابها بالتفرج على "الشمس السوداء".
وركب 50 دنماركيا في طائرة "بوينغ 737" أقلعت خصيصا في هذه المناسبة ، في مقابل مئات الدولارات للتذكرة الواحدة.
وللمرة العاشرة منذ بداية القرن الحادي والعشرين، كان كسوف الشمس كاملا لكنه لم يعاين بوضوح إلا في بعض المناطق النائية جدا، مثل جزر فارو الدنماركية الواقعة شمال بريطانيا وأرخبيل سفالبارد النروجي في القطب الشمالي.
وتجمع مطاردو الكسوف بالآلاف في هذه المناطق.
&
الظاهرة
وكسوف الشمس ظاهرة فلكية تحدث حين تستقيم الأرض والشمس على مسار واحد تقريبًا، ويكون القمر بينهما، فيرى سكان الأرض قرص القمر المظلم يغطي قرص الشمس المضيء، تاركًا حلقة منيرة، وتستمر العملية نحو ثلاث ساعات ونصف. أما فترة الكسوف الكلي، أي حين يغطي القمر قرص الشمس بالكامل، فتستمر من دقيقتين الى سبع دقائق، لأن قطر ظل القمر على الأرض تعادل 270 كيلومترا فقط، وسرعة حركة الظل تعادل حوالي 2100 كلم\ساعة. لذلك، فإن المسافة 270 كلم تُقطع خلال سبع دقائق لا أكثر، وبالتالي لا يستمر الكسوف الكلي في نقطة معينة من الأرض أكثر من سبع دقائق.
وقد يحدث كسوف الشمس 5 مرات في السنة الواحدة. &لكن وكالة ناسا الفضائية الأميركية قالت إن 5 ظواهر كسوف للشمس حدثت في سنة واحدة فقط في 25 سنة من السنوات الـ 5000 الماضية.
ويشهد القرن الحالي 224 حادثة كسوف للشمس، بينها 68 كسوفًا كاملًا. ويحدث خلال العام الحالي كسوف جزئي آخر في 13 أيلول (سبتمبر)، يكون مرئيًا في جنوب أفريقيا وجنوب المحيط الهندي، وشرق القارة القطبية الجنوبية.

اعتقادات واساطير
تاريخيًا، تمكن البابليون والصينيون القدماء من التنبؤ بكسوف الشمس في العام 2500 قبل الميلاد، واعتقد الإغريق أنه علامة على غضب الآلهة، وأنه يبشر بالموت والدمار.
ورأى الصينون القدماء كسوف الشمس نبوءة بمستقبل الامبراطور، وقبل نحو 4000 سنة، أعدم اثنان من المنجمين الصينيين لفشلهما في التنبؤ بكسوف الشمس. واعتقد الفيتناميون أن ضفادع عملاقة كانت تأكل الشمس، بينما ظن شعوب الفايكنغ أن ذئابًا تلتهمها. وكانت الأساطير الهندوسية القديمة تعتقد أن الكسوف يحدث عندما تقطع الآلهة رأس الإله "راحو" لتناوله طعام الآلهة، وبعدها تطير رأس "راحو" إلى السماء لتبتلع الشمس. وما زال البعض يظن أن كسوف الشمس خطر على الحوامل وأجنتهم، لكن العلماء أثبتوا أن هذا ليس صحيحًا.
وحتى اليوم، يصوم الهنود خلال كسوف الشمس، إذ يعتقدون أن أي طعام يُطهى خلال هذا الوقت سامٌ. ويعتقد بعض الإيطاليين أن الزهور التي تزرع خلال كسوف الشمس تنمو بألوان أكثر زهوًا.
&