وسط غياب تام لمرجعية واضحة في السياسات التعليمية، تواصل السلطات التركية تعليم الأطفال اللاجئين السوريين اللغة التركية، وهذه المرة من خلال قصص ونوادر (جحا).&
&
اعلنت دائرة أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى، التابعة لرئاسة الوزراء التركية، أنها أعدت كتاباً باللغتين التركية والعربية، يضم قصص "نصر الدين خوجه"، المعروف بـ(جحا) في العالم العربي، بغية المساهمة في تعليم التركية لأطفال اللاجئين السوريين، فضلاً عن الدعم النفسي.
&
ولفتت الدائرة في بيان، نقلته وكالة أنباء (الأناضول) الرسمية، أن المشروع ينفذ بالتعاون مع جمعية "يارديم الي"، حيث جرى إصدار الكتاب الذي تضم صفحاته رسومًا كاريكاتورية، منذ فبراير (شباط) الماضي، وبدأ توزيعه على الأطفال في مخيمات اللاجئين بولايتي أضنة وعثمانية.
&
ويشار إلى أن تركيا تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين منذ بدء الأزمة قبل أربع سنوات، وهي قامت ببناء عدّة مخيّمات لإيواء اللاجئين السوريين في عدّة مناطق تركيّة: كهاتاي وكلس وغازي عينتاب وشانلورفا.
&
خارج تركيا&
وذكر بيان دائرة أتراك المهجر أنه من المخطط توزيع الكتاب خارج تركيا &للاجئين والتلاميذ في الدول العربية، منوهًا أن المشروع يرمي لتخفيف آثار الحرب على نفسية الأطفال، من خلال قصص "جحا" الطريفة.
يذكر أن قصص "جحا" منتشرة في كثير من المناطق بمضامين متشابهة في مقدمتها تركيا، ومن البلقان حتى آسيا الوسطى، وتتسم قصصه بنقد الأشخاص والمجتمع، وتحمل رسائل تحثّ على التسامح، والسلام والتفاؤل. وفي هذا الإطار، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "يونسكو"، عام 1996 "عام جحا" تكريمًا لهذه الشخصية الفكاهية التاريخية.
&
ويعد مجال التعليم في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا، أحد أكبر المتضررين من الصراع المستمر منذ أربع سنوات في سوريا، ليس فقط على مستوى البنى التحتية التعليمية، بل أيضا ما يتركه من آثار سيئة على ثقافات جيل كامل من الأطفال المشتتين في دول الجوار.
&
شخصية جحا&
يُذكر أن (نصر الدین جحا) هي شخصية فكاهية انتشرت في كثير من الثقافات القديمة، ونسبت إلى شخصيات عديدة عاشت في عصور ومجتمعات مختلفة.&
وفي الأدب العربي، نسبت شخصية (جحا) إلى أبو الغصن دُجين الفزاري الذي عاصر الدولة الأموية، وهو أقدم شخصيات جحا والنكات العربية تنسب له.&
&
لكن في الأدب التركي، نسبت قصص جحا إلى الشيخ نصر الدين خوجه الرومي الذي عاش في قونية معاصرًا الحكم المغولي لبلاد الأناضول ومعظم القصص المعروفة في الأدب العالمي تنسب له.
&
التعليقات