قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن استعداد إيران ومرونتها في محاولة التوصل إلى حل مع الغرب للأزمة المتعلقة ببرنامجها النووي، كانا الدافع وراء قراره تجديد عقد تسليمها نظام اس-300 للدفاع الصاروخي.

نصر المجالي: في لقائه التلفزيوني السنوي، الخميس، أجاب الرئيس الروسي على اسئلة المواطنين الهاتفية في بث مباشر عن العديد من القضايا الداخلية والخارجية وعلاقات روسيا مع الغرب والعقوبات.&
وقال بوتين إن روسيا ستعمل مع شركائها في الأمم المتحدة بشأن ايران وإن تسليمها نظام إس-300 للدفاع الصاروخي سيمثل عامل ردع في الشرق الأوسط.
وأضاف "والآن وبعد إحراز تقدم على المسار النووي الإيراني وهو إيجابي كما هو واضح، فإننا لا نرى أي سبب للانفراد بمواصلة الحظر" على تسليم أنظمة إس-300.
&
اقتصاد&
وكان الرئيس الروسي بدأ المقابلة مع المواطنين قائلا أن الناتج المحلي الإجمالي الروسي ارتفع خلال عام 2014 بنسبة 0.6 في المائة. بينما ختم بوتين المقابلة مع المواطنين قائلا: "أريد أن أرى روسيا مزدهرة".
وقال: أنتجت روسيا في العام الماضي 525 مليون طن من النفط، وشيدت مساكن يبلغ مجموع مساحتها 82 مليون متر مربع.
ويأمل بوتين بأن يتستعيد الاقتصاد الروسي عافيته خلال ما يقل عن عامين، وقال: لا نتوقع رفع العقوبات في القريب العاجل وهذا القرار برأينا غير مرتبط بأزمة أوكرانيا.&
وقال إن المؤشرات الاقتصادية إجمالا إيجابية ولكن التضخم أدى إلى انخفاض مستوى الدخل.
&
المستقبل السياسي&
وعن مستقبله السياسي، قال بوتين ردا على سؤال "هل يريد بوتين أن يصبح أمينا عاما للأمم المتحدة في المستقبل": لا.
وقال بوتين منع أفراد الشرطة الروسية من السفر إلى الخارج يبدو زائدا عن اللزوم، ولكن القواعد يجب أن تكون متطابقة للجميع.
وعن إحجام زعماء بعض الدول تلبية الدعوة لحضور احتفالات عيد النصر في موسكو في التاسع من أيار (مايو)، قال بوتين إن الزعماء المدعوين يجب أن يقرروا هذه المسألة بأنفسهم، مشيرا إلى أن بعض المدعوين لا يريدون تلبية الدعوة في حين لا تسمح واشنطن للبعض الآخر أن يذهبوا إلى موسكو.
&
مقتل بوزين ونيمتسوف
وعن مقتل الصحفي الأوكراني أوليس بوزين في أوكرانيا قال بوتين إن هذه الجريمة ليست جريمة الاغتيال السياسي الأولى في أوكرانيا، مشيرا إلى أن السلطة الأمنية في أوكرانيا لا تبحث عن مرتكبي هذه الجرائم.
أما عن مقتل السياسي المعارض الروسي بوريس نيمستوف في موسكو قال بوتين إن منفذي هذه الجريمة ألقي القبض عليهم.
وأشاد الرئيس الروسي بعمل أجهزة التحقيق فيما يخص الكشف عن ملابسات اغتيال المعارض الروسي بوريس نيمتسوف في 27 فبراير (شباط) الماضي.
ووصف هذا الاغتيال السياسي بأنه عمل مأساوي وشنيع. وأعاد إلى الأذهان أن المحققين تمكنوا من تحديد هويات منفذي هذه الجريمة بعد مرور ساعات على ارتكابها. وأكد أن اعتقال المشتبه بهم جاء على أساس معلومات موضوعية، تلقاها المحققون بفضل استخدام وسائل مراقبة وأساليب عمل حديثة.
وتابع أنه لا يعرف هل سينجح التحقيق في الكشف عن أصحاب المخطط لاغتيال نيمتسوف، وما إذا كان هناك أشخاص دفعوا أموالا مقابل اغتيال المعارض.
وأعاد بوتين إلى الأذهان أن نيمتسوف كان يتمسك بمعارضته الشديدة للرئيس نفسه وللسلطة بشكل علني، مضيفا: "على الرغم من ذلك كانت علاقاتي معه طيبة، عندما كنا نتعامل مع بعضنا البعض".
&
الصناعة الجوية
وقال بوتين في رد له على سؤال وجهه إليه أحد العاملين في مصنع الطائرات بمدينة إيركوتسك إن ما ينتجه المصنع، وبالأخص طائرات "إم إس-21"، مطلوبة لشركات الطيران الروسية والأجنبية، ولا بد من شراء الطائرات التي ينتجها هذا وغيره من المصانع الروسية.
وفي رد له على سؤال وجهه له طالب عسكري، قال الرئيس الروسي إن روسيا تقوم بتنفيذ برنامج تسليح الجيش الذي يطالب بتزويد الجيش بالسلاح والعتاد الحديثين، مؤكدا ضررة تنفيذ هذا البرنامج لكي يشكل العتاد الحديث ما لا يقل عن 70 في المائة من عتاد الجيش بحلول عام 2020.
&
لا خطر مباشر من داعش&
وقال بوتين ردا على سؤال عن مدى خطورة تنظيم الدولة الإسلامية إن هذا التنظيم لا يشكل خطرا مباشرا على روسيا... "ولكننا نأخذ في الاعتبار هذه المشكلة.
وأكد الرئيس الروسي على أن الأجهزة الأمنية الروسية تعرف العدد التقريبي للمواطنين الروس الذين يحاربون في صفوف تنظيم "داعش".
وقال بوتين مجيبا عن سؤال حول خطورة عودة مواطني روسيا ورابطة الدول المستقلة الذين يحاربون في صفوف "داعش" إلى روسيا ومواصلة الأعمال الإرهابية على أراضيها: "نحن نفهم ذلك، ونأخذ ذلك بعين الاعتبار ونعمل بما يجب القيام به، لا أستطيع التأكيد أننا نعرفهم جميعا بالأسماء، ولكننا على إطلاع بعددهم التقريبي والمناطق التي يحاربون فيها، ونعرف بعضهم بالأسماء".
&
فرنسا و"ميسترال"
وأكد بوتين أن فرنسا ستعيد الأموال مقابل "الميسترال" إلى روسيا، والتكاليف يجب تعويضها، وأن روسيا لا تنوي مطالبة فرنسا بتسديد التعويضات والغرامات الكبيرة لعدم تسليمها "ميسترال".
وقال بوتين: "انطلق من أن القيادة الفرنسية الحالية والفرنسيين بشكل عام أناس محترمين، وسيعيدون أموالنا، نحن لا ننوي المطالبة بدفع غرامات خيالية، لكن يجب إعادة جميع المصاريف التي تحملناها".
وأضاف بوتين: "رفض توريد السفن وفقا للعقد، طبعا، إشارة سيئة، لكن بالنسبة لنا، ومن ناحية دعم القدرات الدفاعية، في الحقيقة، لا معنى له".
&
اعداؤنا إرهابيون
وقال بوتين إن أعداء روسيا هم إرهابيون ومجرمون.. إلخ، مشيرا إلى "أننا لا نعتبر أية دولة عدواً ولا ننصح أحداً بأن ينظر إلينا بأننا عدو".
وأضاف ان روسيا لا تعتبر أي دولة عدوا لها، ولا تنصح أحدا أن يرى في روسيا عدوة لها.
وقال بوتين: "نحن دولة ذات قدرات هائلة للتطور، ذات موارد طبيعية ضخمة وطبعا نحن من دون شك دولة نووية عظمى... ومن المشرف لأي كان أن يكون صديق لنا أو عدو لنا. لكن، بجدية، لقد أعلنت أن أعداءنا هم الإرهابيون الدوليون والجريمة والمنظمة وغيرهما".
"أنطلق من أننا لا نرغب بمحاربة أي كان، ولكننا سنعزز بدون شك، قدراتنا الدفاعية لكي لا تبرز لدى أي كان رغبة أعلان الحرب على روسيا".
&
روسيا والغرب
وقال بوتين إن الولايات المتحدة لا تريد شركاء، بل اتباعا، وروسيا لا ترى نفسها بهذه الصفة.
وسئل بوتين: كيف يمكن تحسين العلاقات مع الغرب، فقال إن من يريد تحسين العلاقات مع روسيا فعليه أن يعي بأن الضغط على روسيا أمر لا طائل وراءه.
وقال: "ممارسة الضغط على روسيا عبر استخدام إجراءات مماثلة لا معنى ولا فائدة لها. أعتقد، أن ادراك هذا الأمر يجب أن يخطر ببال شركائنا، وعليهم على الأقل، محاولة البحث عن حل وسط معنا".
وفي هذا السياق، أكد الرئيس الروسي ضرورة استغلال بلاده الوضع الراهن مع العقوبات الغربية للخروج إلى آفاق تطور جديدة.
ونبه بوتين: "علينا استغلال هذا الوضع القائم مع العقوبات، للوصول إلى حدود جديدة للتطور. ربما لم نفعل ذلك، وأتمنى أن يؤدي استبدال الاستيراد إلى تطور المجال التقني العالي بوتيرة أكبر مما كانت عليه سابقا".
وتابع: العقوبات الغربية ساعدت في تحرير السوق الروسية، التي كانت مكتظة بعد انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية.
&
التهديدات والنزاعات القومية
وقال الرئيس الروسي إن روسيا لا تخشى أي تهديدات، في حال حافظت على وضع سياسي داخلي هادئ ومجتمع موحد.
وأضاف: "هناك الكثير من التهديدات، التي لا نستطيع التنبؤ بها دوماً، لكن في حال حافظنا على وضع سياسي داخلي، وحافظنا على مجتمع موحد، كما نراه اليوم، فأن التهديدات لا تخيفنا".
وشدد الرئيس الروسي على ضرورة محاربة النزعات القومية المتطرفة، باعتبار أنها هدامة وتهدد الدولة.
وقال بوتين: "فيما يخص النزعات القومية الراديكالية فإننا نحاربها دائما وسنحاربها في المستقبل. قلت أكثر من مرة إن النزعات القومية تعد ظاهرة مضرة ومدمرة تهدد وحدة الدولة الروسية، علما بأن روسيا تشكلت منذ البداية كدولة متعددة القوميات والطوائف".
&
المعارضة&
وأكد بوتين أنه بإمكان المعارضة أن تشارك بشكل شرعي في الحياة السياسية للبلاد، مشددا على أن مثل هذه المشاركة واجب عليها.&
وأضاف: "إذا تمكن (ممثلو المعارضة) من دخول البرلمان في أعقاب الانتخابات القادمة، وإذا حصلوا على الدعم الشعبي، فسيكتسب نشاطهم صفة رسمية، وسيتحملون في مثل هذا الوضع، طبعا، مسؤولية ما يقترحونه".
&
تطبيع&
وشدد الرئيس بوتين على أن روسيا تسعى نحو تطبيع العلاقات مع كافة الدول سواء في الشرق أو الغرب، مؤكدا أن أهم شرط لذلك هو احترام روسيا ومصالحها.&
وقال في هذا السياق: "ليس نحن من أزم العلاقات مع الغرب، ونحن دائما ندعو لتطبيع العلاقات مع كافة الدول سواء في الغرب، أو الشرق، وأهم شرط لإعادة تطبيع العلاقات هو احترام روسيا ومصالحها."
يذكر أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تدهورت في نهاية تموز/يوليو الماضي بسبب الوضع في أوكرانيا وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا. حيث انتقل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من فرض عقوبات محددة، استهدفت بعض الأفراد والشركات، إلى اتخاذ تدابير ضد قطاعات كاملة من الاقتصاد الروسي.
وأكد الرئيس الروسي: نحن دولة نووية عظمى، ومن المشرف لأي أحد أن يكون شريكنا أو عدونا.&
&
العقوبات
وأكد بوتين أن الضغط على روسيا بالعقوبات غير مجدي وغير نافع، يجب على الغرب محاولة إيجاد حل وسط مع روسيا وليس فرض قراراته، لأن محاولات إلحاق الضرر بروسيا عبر العقوبات مستمرة، ولكنها غير مجدية.
وأكد أن روسيا تتصرف من منطلق مصالحها وليس العواطف حين تتعامل مع الدول الأخرى، مشددا على ضرورة التصرف من منطق مصالح الوطن.
وقال بوتين إن روسيا أنتجت في العام الماضي 525 مليون طن من النفط، وشيدت مساكن يبلغ مجموع مساحتها 82 مليون متر مربع.
وأضاف: لا نتوقع رفع العقوبات في القريب العاجل وهذا القرار برأينا غير مرتبط بأزمة أوكرانيا، ولذلك يجب خلق ظروف أفضل للقطاع الخاص ولرجال الأعمال ولكننا نعمل وفق الامكانيات.
العقوبات الغربية ساعدت في تحرير سوق المنتجات الزراعية الروسية التي كانت مكتظة داخل البلاد خاصة بعد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ولكننا خففنا الإكتظاط حاليا.
&
أوكرانيا
وشدد الرئيس الروسي: أقول لكم مباشرة وبوضوح - لا قوات روسية في أوكرانيا. احتمال وقوع حرب بين روسيا وأوكرانيا مستحيل.
وقال: القيادة الأوكرانية قامت بعدد من الأخطاء، كان هنا فرصة للحل السلمي للمشكلة في دونباس، "أعتقد بأن القيادة الأوكرانية الحالية تقترف العديد من الأخطاء التي أدت إلى نتائج سلبية، لقد حثينا مطولا على عدم إستئناف السلطات الأوكرانية في دونباس".
وأضاف: "الأعمال العسكرية بدأت للمرة الأولى وانتهت بشكل مأساوي، ونفس الشيء حدث للمرة الثانية، ثم بدأت للمرة الثالثة والمأساة تتكرر، أرى أن هذه أخطاء جسيمة".
وأكد بوتين "عدم وجود أية قوات روسية في أوكرانيا"، مشيرا إلى أن رئيس أركان الجيش الأوكراني صرح "بأننا لا نحارب الجيش الروسي".
وتابع: "اليوم روسيا لا تنتظر من كييف سوى التعاون على قدم المساواة في كافة المجالات، ومن المهم بالنسبة لنا بالطبع احترام الحقوق القانونية ومصالح الروس الذين يعيشون في اوكرانيا".
وقال بوتين في رد له على سؤال عن مستقبل جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيين في منطقة دونباس في جنوب شرق أوكرانيا إنه يجب تمكين الناس هناك من تقرير مصيرهم ومصير جمهوريتيهم بأنفسهم.
&
مقتطفات&
ونقلت وسائل الإعلام الروسية مقتطفات أخرى من حديث بوتين كما وردت على لسانه بدون أية تفاصيل كالآتي:
- يجب خلق ظروف أفضل للقطاع الخص ولرجال الأعمال ولكننا نعمل وفق الامكانيات.
- العقوبات الغربية ساعدت في تحرير سوق المنتجات الزراعية الروسية، التي كانت مكتظة داخل البلاد بعد خاصة بعد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ولكننا خففنا الإكتظاط حاليا.
- سعر الروبل يتعزز والأسواق المالية تنمو ولن نسمح بالتضخم المالي
- يجب دعم القطاع الزراعي الوطني لمنافسة المنتجات الأجنبية.
- يرى بوتين أن وحدة المجتمع الروسي تحمي روسيا ضد أية عقوبات خارجية.