حتى حفل إحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية، بات جزءًا من العقوبات الأوروبية على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، فالقادة الأوروبيون يرفضون حضور الحفل ذي الأهمية الرمزية والسياسية.
إيلاف- متابعة: تستعد روسيا الاتحادية لإحياء الذكرى الـ70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، ودحر القوات الألمانية من أراضيها، بعدما قدمت تضحيات كبرى وصلت إلى نحو 850 ألف قتيل خلال عامين من المعارك الطاحنة مع القوات النازية.
&
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات صحافية: "إن هذا الاحتفال سيكون العطلة الأكثر أهمية وصدقًا في بلادنا". وأعلنت روسيا يوم 9 أيار (مايو) عطلة رسمية منذ العام 1965، وبات هذا اليوم مناسبة لتجمع المحاربين القدامى الذين شاركوا في قتال النازيين.
لكن رغم رحيل غالبية المقاتلين، الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، إلا أن روسيا تتمسك بإحياء هذا اليوم، وذلك بسبب ما وصفه الروس بـ" إعادة فتح الخنادق القديمة"، فضلًا عن أن هذه الذكرى ستكون "إعادة تأهيل الفاشية الأوروبية" و"إعادة النظر في نتائج الحرب العالمية الثانية".&
&
أسباب الخلاف
وتوترت العلاقة كثيرا بين أوروبا وروسيا بسبب الأزمة الأوكرانية في العام الماضي، ووصلت ذروتها بضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إليها، وتركزت العقوبات الأوروبية على المجال الاقتصادي، لكنها الآن تتعدى هذا المجال.
وفرضت روسيا في العام الماضي حظرًا شاملًا على استيراد معظم المنتجات الزراعية من الاتحاد الأوروبي، ردًا على العقوبات التي فرضها الاتحاد على موسكو. وبحسب موقع "سبشل أون لاين انترنشينال"، فإن روسيا ستقيم يوم 9 أيار/مايو عرضًا عسكريًا ضخمًا، حيث سيشارك فيه 15 ألف جندي في الساحة الحمراء في موسكو، في حين أن العرض السابق لم يتجاوز عدد المشاركين فيه 4 آلاف جندي، كما ستشارك فيه 200 طائرة مقاتلة، في حين أن العرض السابق شمل 140 طائرة فقط.
وسيلة لإبهار العالم
وكتبت صحيفة "برافدا" الروسية أن العرض العسكري سيشمل عرضًا لأسلحة جديدة "ستدهش العالم بأسره، بما في ذلك مدفع "أرمنتا"، وحسب المعلومات المتوافرة، فإن هذا المدفع من عيار 120 ملم، وهو قادر على إطلاق صواريخ موجّهة. وتسعى روسيا إلى عرض هذا السلاح وغيره أمام قادة العالم المدعوين إلى حضور احتفال النصر على النازيين. ودعي قادة 68 دولة إلى حضور العرض، لكن 25 دولة وافقت على قبول الدعوة الروسية.
وسيغيب القادة الأوروبيون عن الحفل، إذ لن يحضره كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الأمر الذي يشير إلى أن روسيا باتت أكثر عزلة بعد الأزمة الأوكرانية.
وفي خطوة، وصفها الموقع بـ"الذكية"، ستزور ميركل روسيا يوم 10 أيار/مايو، من أجل وضع إكليل من الزهور على تمثال الجندي المجهول، بينما تفكر دول مثل اليونان وقبرص وتشيكيا في إمكانية حضور الحفل، في حين سيكون من بين الحضور ممثلين عن كوريا الشمالية وكوبا وفيتنام.
التعليقات