ذرف أعضاء في مجلس الأمن الدولي الدمع متأثرين بشهادات عن أطفال قتلتهم براميل النظام السوري المملوءة بغاز الكلور في سرمين السورية.

&
بيروت:&بكى أعضاء في مجلس الأمن الدولي أثناء اجتماع مغلق، عُرضت فيه رواية شاهد عيان عن هجوم بغاز الكلور على بلدة سرمين شمال سوريا، أسفر عن مقتل مدنيين، بينهم أطفال تقل أعمارهم عن أربع سنوات.
&
وأشارت سمانتا باور، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إلى أن دبلوماسيي مجلس الأمن "تابعوا بكثير من التأثر شريط فيديو التقط في مستشفى إدلب في آذار (مارس)، يظهر أطباء يحاولون عبثًا إنعاش أطفال وهم يختنقون".
&
وفاة أطفال
&
وقد حصل مجلس الأمن الدولي الخميس، خلال اجتماع مغلق غير رسمي عقد بمبادرة أميركية، على شهادات مباشرة من أطباء سوريين بشأن استخدام براميل تحتوي على غاز كلور ضد قرى في شمال غرب سوريا.
&
استمع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن، خلال الاجتماع، إلى شهادة الطبيبين السوريين ساهر سحلول الذي يرأس الجمعية الطبية الأميركية السورية، ومحمد تناري الذي عالج الضحايا في هجوم بغاز الكلور حصل في 16 آذار (مارس) الماضي، استهدف بلدة سرمين في محافظة إدلب. وعرض تناري مقطعًا مصورًا يظهر وفاة ثلاثة أطفال، تتراوح أعمارهم بين عام وثلاثة أعوام، رغم محاولات حثيثة لإنقاذهم في مستشفى ميداني، نُقلوا إليه مع آخرين عقب الهجوم الذي أسفر ايضًا عن مقتل والدي الأطفال وجدتهم.
&
واستمع أعضاء المجلس أيضًا إلى شهادة قصي زكريا، الناجي من هجوم بالأسلحة الكيميائية على ريف دمشق في 21 آب (أغسطس) 2013. وبعد ان أدلى زكريا بشهادته، قال للصحافة: "قلت لمجلس الأمن إن هذه الجريمة بقيت من دون عقاب، وعدم تحرك المجلس زاد من التطرف، لأن عدم التحرك يغذي اليأس في سوريا".
&
لتحديد المسؤول ومعاقبته
&
وقالت سفيرة الأردن دينا قعوار، التي تترأس المجلس في نيسان (أبريل): "حان وقت التحرك، ليس فقط لوقف هذه الهجمات بل لإحياء عملية تسوية سياسية في سوريا، وسينجم عن عدم القيام بذلك المزيد من القتلى ومشاكل إضافية".
&
وقالت باور: "يجب أن نعرف بدقة المسؤولين عن هذه الهجمات، وكل شيء يدل على أنها نفذت بواسطة مروحيات، ووحده نظام الأسد يملك المروحيات، لكن يجب العمل بطريقة يكون فيها كل أعضاء مجلس الأمن مقتنعين ليحاسب الفاعلون على أعمالهم".
&
وتجري منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي أشرفت مع الأمم المتحدة على تفكيك ترسانة النظام السوري الكيميائية، تحقيقًا حول استخدام غاز كلور في سوريا، ليستند مجلس الأمن إلى خلاصاتها لاتخاذ تدابير محتملة.
&
وتتهم واشنطن ولندن وباريس النظام السوري بشن الهجمات بالكلور، مؤكدة أن القوات النظامية تملك وحدها مروحيات قادرة على نشر هذا الغاز.
&
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء النظام السوري بأنه ألقى ست مرات في آذار (مارس) الفائت براميل مليئة بغاز كلور في شمال غرب سوريا، مطالبة مجلس الأمن بالتحرك.
&
100 قتيل في 5 أيام
&
في سياق متصل، صعد النظام هجماته الصاروخية على حلب منذ يوم الجمعة الماضي،بعد تصريح أدلى به الشيخ احمد حسون، مفتي النظام السوري عبر التلفزيون التابع للنظام، أكد فيه ضرورة "إبادة المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة"، في تحريض مباشر على قتل المواطنين السوريين الموجودين في هذه المناطق.&
&
وفي خمسة ايام، قصف النظام حلب بما يزيد عن 43 برميلا متفجرا، ونحو 12 صاروخًا فراغيًا، وشن الطيران أكثر من 46 غارة جوية، مستهدفًا مدارس ومساجد وسوقًا للخضار في حي المعادي، وأحياء مكتظة بالسكان والنازحين الهاربين من مناطق أخرى.
&
وأحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 100 قتيل، بينهم 89 مدنيًا، ومنهم 22 طفلًا و11 سيدة، في الأيام الخمسة التي تلت فتوى حسون.
&
وكان مجلس الأمن الدولي أصدر في 22 شباط (فبراير) 2014 قرارًا يدعو إلى النظام السوري إلى وقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة العشوائية، من دون أن يحول القرار دون استمرار نظام الأسد في ذلك.
& & & &&