&
نصر المجالي: أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أهمية الحرب ضد تنظيم (داعش) الذي "يستهدف المسلمين قبل أتباع الديانات الأخرى"، معتبرا أنه "المشكلة الرئيسية حاليا" في سوريا.
ودعا الملك عبد الله الثاني إلى تبني منهج شامل في التعامل مع (داعش) بسبب انتشاره الدولي ولا أعتقد أن المجتمع الدولي يدرك أنه يجب التعامل معهم على هذا الأساس.
وقال في مقابلة شاملة مع شبكة (فوكس نيوز) الأميركية: اليوم، نحن نركز على داعش في سوريا والعراق، ولكن في نفس الوقت علينا أن نتبنى منهجاً شمولياً خلال العام الحالي.
ورأى الملك عبدالله الثاني أن الأردنيين أدركوا حجم الخطر الذي يمثله "داعش" بعد قتله الطيار معاذ الكساسبة، قائلا "إننا في حرب ضد هؤلاء الخوارج، كما نسميهم بالعربية، منذ عدة سنوات، لكنني لا أعتقد أن الكثير من المسلمين أدركوا ذلك منذ البداية".
&
خوارج&
وأضاف: "هم خوارج، ولا أود وصفهم بالمتطرفين لأنهم يعتبرون ذلك وسام شرف، ولا أعلم ما يمثله هؤلاء الأشخاص، إنهم خارجون على الإسلام، وديننا منهم براء.هم خوارج. لا أود وصفهم بالمتطرفين لأنهم يعتبرون ذلك وسام شرف. ولا أعلم ما يمثله هؤلاء الأشخاص. إنهم خارجون عن الإسلام، وديننا منهم براء.
وأضاف العاهل الأردني ان هؤلاء الخوارج يستهدفون المسلمين قبل أتباع الديانات الأخرى. لقد قتلوا من المسلمين أكثر من أتباع أي دين آخر. ولذا، فإن هذه الحرب هي حربنا. وأعتقد أن هذا يشكل تحدياً للغرب والولايات المتحدة، حيث يحاول هؤلاء الخوارج إدامة الانطباع بأن مشاركة الغرب في أي شيء في هذه المنطقة يعد بمثابة حرب صليبية، وهي ليست كذلك. إنها حرب الإسلام ضد هذه الفئة، ويجب أن ينظر إلى الموضوع بشكل أوضح.
&
وجوه متعددة&
وردًا على سؤال عن خطر الخوارج، خطر داعش. ومن هم هؤلاء ؟ وما الذي يريدون تحقيقه، وكيف تمكنوا من التقدم إلى الواجهة بهذه السرعة؟ قال العاهل الأردني: إنهم، في الواقع، وجوه متعددة لعملة واحدة. فسواء أكانوا القاعدة، أو داعش، أو بوكو حرام، أو الشباب، سيقوم الجميع بإعلان ولائهم لأسوأ تنظيم يعلن عن نفسه من بينهم، أياً كان اسمه. فالغثاء يطفو على السطح دوما.

الضربات الجوية&
وعن زيادة الضربات الجوية بعد مقتل الطيار الأردني، وهل هي ما زالت مستمرة ؟ قال الملك عبدالله الثاني: أجل، لقد كثفنا الضربات بشكل كبير. ونحن حالياً الدولة العربية الوحيدة التي تعمل إلى جانب الولايات المتحدة في سوريا، وقد اِنضم الكنديون إلينا حديثاً. ساندتنا الإمارات العربية المتحدة والبحرين بعد استشهاد طيارنا، ولكنهم عادوا الآن بسبب ما يحدث في اليمن. نحن الدولة العربية الوحيدة التي تعمل مع العراقيين في العراق إلى جانب قوات التحالف. ومع زيادة القوات العراقية وقوات التحالف لوتيرة عملياتهم داخل العراق، سيزيد الأردن وتيرة عملياته دعماً لهذا البلد العربي. وهناك أمور أخرى عندما يتعلق الحديث بشرق سوريا، من دون الخوض في التفاصيل.
&
سوريا&
وحول الوضع السوري وتدفق اللاجئين السوريين نحو الأردن، حيث الوضع في سوريا مستمر في الانهيار، قال العاهل الأردني: في الواقع هناك حربان في نفس الوقت، إحداهما ضد النظام، والثانية ضد "داعش"، أيهما إذن أولى؟ برأيي، "داعش" هو المشكلة الرئيسية حاليا، فهناك الآن حرب ضد "داعش" في الشرق وحرب ضد النظام في الغرب، توجد قوات معتدلة من الجيش السوري الحر، وهناك فوضى على الحدود مع تركيا في الشمال، وهكذا، عليك أن تتوصل إلى حل لهذه القضايا".
ودعا الملك عبدالله الثاني في المقابلة إلى "إعادة تعريف ما هي المعارضة المعتدلة" وإيجاد "أشخاص في الداخل" من أجل التوصل إلى حل سياسي، لأنه "إذا استمر الوضع كما هو عليه ستستمر الدولة السورية بالانهيار".
&
إيران&
وبشأن إيران، ونشاطاتها في المنطقة ودعمها الكامل لنظام الأسد، قال العاهل الأردني: بالتأكيد. هناك تواجد إيراني على الأرض، وهم ليسوا بالبعيدين، وقد ناقشنا هذه المسألة مع الإيرانيين.
وحول سؤال عن مدى قلق الملك بشأن امتداد تأثير إيران إلى العراق ولبنان وسوريا واليمن؟، قال: ولا تنسى أفريقيا أيضاً. ووجهة نظري أنهم إن شكلوا عامل استقرار باستمرار المحادثات، سيكون هذا أمراً ممتازاً، ولكنني لا أعتقد أنه بالإمكان أخذ هذه المعطيات بشكل منفصل. أتمنى أن تكون المرحلة القادمة من المحادثات مع الإيرانيين حول كيفية إحراز تقدم في جميع هذه المسائل.
&
أوراق كثيرة
وأضاف العاهل الأردني: "لدى إيران الكثير من الأوراق، ومنها ورقة الملف النووي، التي تحمل قدرا من الأهمية للولايات المتحدة والتي تجرى مناقشتها حاليا، ولكن لإيران دورا في العراق، كما أنها تدعم النظام في سوريا وتدعم حزب الله في لبنان، ولديها وجود في اليمن، والقرن الأفريقي، ولديها تأثيرها في أفغانستان، وهناك بعض التوتر بينها وبين باكستان على الحدود، وعندما تتعامل مع إيران، عليك أن تأخذ كل هذه الأوراق&في الاعتبار لتفهمها جيدا، تعد كل المسائل التي ذكرتها عناصر عدم استقرار، وبالتالي يجب مناقشتها مع الإيرانيين، ولا يمكن مناقشة كل مسألة على حدة".
&
اليمن&
ومن جهة أخرى دعا العاهل الأردني إلى إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.، وقال ردا على سؤال عن تقييمه للتحالف العربي الذي يشارك الأردن فيه في ظل تهديد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن؟ قال الملك: عندما كنت قائدا للقوات الخاصة قبل عدة سنوات، كنت منخرطا في برامج تدريب القوات الخاصة في اليمن، ولذا فأنا أدرك حجم التعقيدات هناك. وباعتقادي أنه من الأفضل أن نجد حلاً سياسياً لهذه المسألة.

الحضور الأميركي&
وحول حضور الولايات المتحدة وما إذا كان قويا في المنطقة؟ قال العاهل الأردني: تربطنا بالولايات المتحدة علاقات تاريخية وثيقة جداً. وقد ازدادت عمقاً، باعتقادي، مع الوقت لأننا نتعاون بشكل وثيق في عدة قضايا.
واضاف: يسرني أن أرى علاقات الولايات المتحدة تزداد قوة مع اثنين من أقوى حلفائنا. أعتقد أن علاقتها مع مصر قد تطورت، ونحن بأمس الحاجة لذلك لمواجهة خطر بوكو حرام وحركة الشباب، في ظل التحديات التي يواجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي في سيناء وليبيا. كما أن ملك المغرب، جلالة الملك محمد السادس، شريك قوي في التصدي للخوارج، أي التنظيمات الإرهابية خاصة في غرب أفريقيا. وتربطه علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وهذا باعتقادي أمر جيد.
&
علاقة قوية&
وردا على سؤال لشبكة (فوكس نيوز) حول تلميح الملك في العام 2011، إلى أن الجميع يتوخون الحذر في تعاملهم مع الولايات المتحدة، بعد ما أداروا ظهرهم لمبارك بهذه السرعة، وأن الكثيرين سيحاولون أن يعالجوا الأمر بأسلوبهم الخاص، وأن التنسيق مع الغرب سيقل، ما سيزيد من احتمال سوء الفهم. وهل هذا ما حدث ؟ أجاب العاهل الأردني: أعتقد بأن العلاقة مع الولايات المتحدة قوية، كما أشرت سابقاً. والأمور قد تغيرت. وأجد في الربيع العربي درساً لنا جميعاً في المنطقة في كيفية التعامل مع أصدقائنا.
وأضاف: لطالما عبرنا عن وجهات نظرنا لحلفائنا الغربيين، ولكن أعتقد أن الفرق الآن أننا نعبر عنها بوضوح وإصرار أكبر "بالنسبة لي، كنت قد حذرت أكثر من مرة في السابق مما يحدث الآن، ولم أعد الآن أنتظر رداً كما كنت أفعل في السابق لأن الأمور تحدث بشكل متسارع وعليك التصرف بسرعة".
وحول ما إذا كانت العلاقات تطورت بعض الشيء، قال الملك عبدالله الثاني: بلا شك. لقد تنبهنا بعد أن تبين لنا أهمية الإمساك بزمام الأمور واتخاذ قراراتنا بأنفسنا بشكل مباشر وبحزم أكثر. أعتقد، في نهاية المطاف، أنني أدرى بمصلحة بلدي وهذه المنطقة. وأعتقد أن نقاشاً صريحاً مع الأصدقاء أفضل دائماً من المواقف الضبابية.

أكبر تحدّ&
وتحدث الملك عبدالله الثاني عن أكبر تحد يواجه الأردن مشيرا الى انه الاقتصاد، ومن وجهة نظر عسكرية واستراتيجية، إذا نظرت إلى خريطة المنطقة سترى أن داعش ليست قريبة منّا، وهذا لم يحصل بالصدفة. إنهم يتواجدون في المنطقة الشرقية في سوريا، وعلى بعد 100-120 كيلومترا من الحدود العراقية. والمسافة التي تفصلنا عنهم هي منطقة مفتوحة. وإن حاولوا التقدم باتجاهنا، سنرد الصاع صاعين.
وبالتالي، فإن ما يشغلنا هو الاقتصاد، خاصة تأثير اللاجئين على الموازنة، فهناك حوالى 1.5 مليون لاجئ سوري في بلادنا، ما يشكل نحو 20-21% من السكان.
ويقول الملك: بصراحة، إن الدعم المقدم من المجتمع الدولي بأكمله هذا العام يغطي فقط 28-29% من الميزانية المطلوبة للاجئين، وبالتالي، علينا أن نتحمل الباقي. وهذا أمر محبط للغاية.

وقت للعائلة
وفي عرضه للمقابلة، قال مقدم برنامجها الإخباري الرئيسي وكبير مذيعي محطة (فوكس نيوز)المحرر التنفيذي في القناة، برت باير: ورغم كل التحديات، فإن الملك حريص على تخصيص وقت لعائلته. ولدى جلالته ابن وابنة يدرسان في الولايات المتحدة حالياً، وآخران مع العائلة في الوطن.
وهو ينقل عن الملك قوله: أحرص على تناول العشاء مع العائلة كل ليلة، وأحاول أن أمضي على الأقل يوماً واحداً معهم خلال عطلة نهاية الأسبوع. كما أتواصل باستمرار مع ابني وابنتي في الولايات المتحدة عبر سكايب.
ويخلص الملك إلى القول: إنه أمر رائع. إن الوقت الذي أقضيه مع العائلة مهم جداً لي. عندما أكون مع الصغار، نقوم بإعداد الطعام سويا في عطل نهاية الأسبوع.
&