يسود هدوء حذر مدينة بالتيمور الأميركية، بعد الاضطرابات التي أسفرت عن وفاة شاب أسود في أحد مراكز الشرطة، وخلّفت خسائر مادية جسيمة، واتهم سكان المدينة عناصر الشرطة بانتهاج العنف ضد المواطنين السود.

بالتيمور: أعاد حظر ليلي للتجول هدوءًا حذراً الى بالتيمور بعد يومين من اعمال العنف، التي عصفت بالمدينة، بسبب وفاة شاب أسود لقي حتفه في احد مراكز الشرطة. فقد القت الشرطة قنابل دخانية وغاز الفلفل لتفريق المتظاهرين الذين تحدوا حظر التجول لدى دخوله حيز التطبيق الساعة 22,00 الثلاثاء (2,00 ت غ الاربعاء).
&
لكن الاضطرابات التي عصفت بالمدينة الاثنين غير مسبوقة. فقد احرقت مجموعات من الشبان مباني وسيارات، ونهبوا متاجر المناطق الفقيرة جدًا في المدينة الواقعة في الشمال الشرقي الاميركي، ردًا على ما اعتبروه عنفاً من الشرطة ضد السود.
&
خرق حظر التجول
&
وتقول الشرطة إنها اعتقلت عشرة اشخاص خلال الليل، انتهك سبعة منهم حظر التجول، في مقابل 250 امس. وقد فرضت السلطات حظرًا ليليًا عاجلاً للتجول من اجل وقف اعمال العنف. ورفض مئات من المتظاهرين في البداية الامتثال لهذا الحظر، كما افادت تقديرات شبكات التلفزة، واندلع حريق امام احدى المكتبات.
&
وخلال الدقائق التي سبقت هذا الحظر الليلي للتجول، قام عناصر من الشرطة بدوريات في المدينة مع مكبرات للصوت، واستخدموا مروحية مع مكبر للصوت، للابلاغ عن تطبيق وشيك للحظر.
&
اعتقال المخالفين
&
ونبهت الشرطة الى أنها ستعتقل كل شخص خارج منزله، إلا لأسباب مهنية أو طبية. وانتشرت ايضًا قوات من الحرس الوطني لدعم الشرطة في المدينة المعروفة بمرفأها، واندلعت فيها اعمال العنف الاثنين بعيد دفن الشاب الاسود فريدي غراي (25 عامًا) الذي لقي حتفه قبل ايام في ظروف لم تكشف ملابساتها بعد لدى توقيفه في مركز للشرطة. وفجرت هذه المأساة مرة جديدة الارتياب بين السود الاميركيين والشرطة.
&
أزمة
&
وانصرف عدد كبير من سكان احياء غرب المدينة الى تنظيف واجهات المتاجر المحطمة وازالة الركام من الشوارع. وعلى غرار عدد كبير من المسؤولين، دان باراك اوباما، اول رئيس اسود للولايات المتحدة، اعمال العنف في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 620 الف نسمة، لكنه قال انها تكشف عن ازمة بين السود والشرطة.
&
وقال اوباما: "رأينا امثلة كثيرة للتصرفات بين الشرطة و ... اشخاص ، خصوصًا من السود الاميركيين الذين غالبًا ما يكونون فقراء، وتطرح هذه الحوادث تساؤلات مقلقة".
&
ودعا الشرطة والسود الى ان "يتفهم كل منهم الآخر" بعد حوادث متفرقة قتل خلالها سود عزل برصاص اطلقه عناصر بيض من الشرطة. وادت تلك الاحداث الى تظاهرات تحولت احيانًا الى&اعمال شغب خصوصًا في فيرغسون (ميزوري).
&
&قسوة الشرطة
&
وبدأ تحقيق حول مقتل غراي، لكنّ عددًا كبيرًا من السكان يعتبر انه آخر مثال لقسوة عناصر الشرطة،&التي غالبًا ما يتعرض لها السود. وتناقصت اعمال الشغب التي عصفت بالمدينة مع الهدوء والسكينة اللذين سادا جنازة غراي.
&
ودان كثيرون في بالتيمور اعمال العنف، مؤكدين ارتيابهم من عناصر الشرطة. وقالت اريثا ويليامز، الموظفة في متجر كبير بالمدينة، امام مجموعة من عناصر الشرطة، الذين شكل البيض عددًا كبيراً منهم، "اعتقد أن كثيرين عنصريون في الشرطة"، و"يحصلون على الحق في القتل عندما يدخلون الشرطة".
&
منذ 47 عامًا
&
وذكرت كلارينس المتقاعدة، التي تبلغ الثامنة والستين من العمر، أن بالتيمور لم تشهد هذا التوتر منذ اضطرابات 1968 التي قتل خلالها ستة اشخاص واصيب 700 آخرون. واضافت أن "هذا العنف الذي تمارسه الشرطة محزن. مهمتك تقضي بتكبيل يدي الرجل لا ضربه". وخلصت الى القول: "يبدو أن هذا الامر يزداد سوءًا".
&
وامر الحاكم هوغان بفرض حالة الطوارىء في هذه المدينة، التي تبعد ستين كلم عن واشنطن. واستعادت بالتيمور التي كانت واحدة من اعنف المدن في الولايات المتحدة في مستهل التسعينات، بعض الهدوء منذ بضع سنوات، واعيد تأهيل عدد كبير من احيائها، لكنّ جيوبًا للفقر المدقع ما زالت قائمة.