قرر الائتلاف الوطني السوري المعارض مشاركة الهيئة السياسية التابعة له في لقاءات جنيف التشاورية في الشهر المقبل، والتي دعا إليها المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا، لكنّ معارضين طالبوا المبعوث الأممي بإيجاد خطة عمل واضحة المعالم لسوريا، في حين رأى معارضون آخرون أن هذه الحوارات لا طائل منها.
بهية مارديني: قررت الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض، الخميس، في اجتماع لم يعلن عنه، مشاركة الهيئة السياسية للائتلاف بكامل أعضائها، في المشاورات التي دعا إليها المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا، ومن المقرر عقدها في أيار (مايو) المقبل في جنيف.
&
ونشرت "إيلاف" أول أمس تقريرًا تحدث عن نية الائتلاف الوطني السوري المعارض المشاركة في مشاورات جنيف بوفد يتكون من الدكتور خالد خوجة رئيس الائتلاف، والمحامي هشام مروة نائب الرئيس، والمحامي هيثم المالح وسمير نشار، عضوي الهيئة العامة، لكن اقتراحات تجري الآن بخفض التمثيل وتغيير الوفد، نظرًا إلى عقم اللقاءات التشاورية المقبلة في جنيف باعتراف المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا نفسه.
&
سيشارك وفد الائتلاف إلى جانب كل من أعضاء الائتلاف ممن وصلتهم الدعوة بشكل فردي، على أن يكون الذهاب بوفد مشترك، وسط غموض حول أعداد أعضاء الائتلاف، الذين وجّه إليهم دي ميستورا الدعوة بصفة شخصية.
&
وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني والأمين العام السابق له بدر جاموس لـ"إيلاف"، إن الهيئة السياسية اجتمعت اليوم وصوّتت على الموافقة بذهاب الهيئة إلى المشاورات التي يعقدها دي ميستورا في جنيف مع بقية الأعضاء المدعوين. وتتألف الهيئة السياسية من 24 عضوًا، 18 منهم&أعضاء منتخبون، وخمسة من الهيئة الرئاسية، وهم رئيس الائتلاف وثلاثة من النواب والأمين العام.
&
لخطة واضحة
وأعرب الأمين العام السابق للائتلاف وعضو الهيئة العامة نصر الحريري لـ"إيلاف" عن أسفه لأنه "لا توجد لدى السيد دي مستورا فكرة واضحة يقدمها إلى السوريين، فيما الوضع الآن لا ينقصه هدر للوقت". وأضاف "نحن بحاجة إلى خطة واضحة وبرنامج على أساس جنيف ومن النقطة التي انتهينا منها".
&
وشدد على "أن الوضع العسكري للمعارضة ممتاز، وهناك تقدم للثوار في الشمال والجنوب، والآن يتم تحرير المسطومة، وبعدها أريحا، إذن الأمور أفضل للمستقبل وسط انهيار وإفلاس كامل للنظام".
&
وأبلغ خالد خوجة دي ميستورا في وقت سابق بموافقته على حضور اللقاءات التشاورية المقبلة في جنيف، والتي سيجريها فريق أممي بشكل منفصل مع أطياف المعارضة السورية في الخامس من شهر أيار/مايو المقبل.
&
حوارات شكلية
في السياق عينه، قال زارا صالح القيادي الكردي لـ"إيلاف" إن الدعوات التي وجّهت إلى المعارضة السورية بهذا الشكل من الأعداد الكبيرة لن تكون لها نتائج إيجابية. وأشار إلى أن جنيف المقبلة كغيرها من الحوارات لا علاقة لها بما يحدث على الأرض، نافيًا تعويله عليها بالوصول إلى حل سياسي.
&
ويقترح أعضاء في الائتلاف تخفيض التمثيل نظرًا إلى عدم جدوى اللقاءات التشاورية في جنيف باعتراف المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا نفسه.
&
إطلاع على الآراء
واقترحت الأمم المتحدة هذه المشاورات من أجل تفعيل بيان جنيف وتوضيح عناصره الأساسية والوقوف على آراء المعارضة وقطاعات واسعة من المجتمع السوري، إضافة إلى القوى الإقليمية والدولية في ما يتعلق بكيفية المضي قدمًا نحو حل سياسي، يقوده السوريون بأنفسهم، بحسب ما ورد في تصريحات مختلفة.
&
&لكن حسب المعلومات المتوافرة، فإن دي ميستورا وجّه دعوات فردية غير مفهومة أيضًا إلى أعضاء في الائتلاف والمعارضة وأفراد في بعض فصائل في الجيش الحر وسط استياء من معارضين، قائلين إن المعارضة يجب أن تذهب بقرار واحد.
وقال ناشطون معارضون سوريون لـ"إيلاف" إن معارضين سيصطحبون معهم بشكل منفرد رؤيتهم للحل في سوريا، لتصبح على طاولة دي ميستورا عشرات الرؤى المختلفة، وأكدوا أن هذا يعتبر دفنًا لكل الجهود الحقيقية نحو الحل، فيما قدّر أحد المعارضين عدد المدعوين بحوالى 400 معارض من الائتلاف وتيارات المعارضة والجيش الحر ومنظمات المجتمع المدني.
&
تعليقًا على مشاورات جنيف المقبلة، قال خوجة إن "المفهوم الأساسي لهذا الاجتماع هو إيجاد موقف مشترك للمعارضة من عملية الانتقال في الحكم، ونحن موقفنا واضح من البداية، وكانت لدينا مشاورات مع هيئة التنسيق وتيار بناء الدولة، ولنا وثيقة للرؤية السياسية من 14 مادة".
&
وأكد خوجة على أن "موقفنا محدد، ليس فقط في الوثيقة، بل أيضًا من مكتسبات وتراكمات وثائق المجلس الوطني السوري إلى الآن، وإن السقف السياسي للائتلاف واضح جدًا: لا يريد الائتلاف أي دور لبشار الأسد ولا لمنظومته الأمنية في العملية السياسية".
&
إسقاط الأسد
وجدد الائتلاف في بيان تأكيده على التمسك بالحل السياسي واستئناف المفاوضات من حيث انتهت؛ لتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وذلك على الرغم من قناعة الائتلاف بأن نظام الأسد لا يزال مصرًّا على التمسك بالحل العسكري، ويماطل بقبول المبادرات الدولية لهدف وحيد، وهو كسب المزيد من الوقت لقمع ثورة الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة.
&
وأكد الائتلاف على أن لا حل في سوريا إلا بإسقاط نظام الإجرام والاستبداد بكل رموزه ومرتكزاته وأجهزته الأمنية، وألا يكون لرأس النظام وزمرته الحاكمة أي دور في المرحلة الانتقالية وفي مستقبل سوريا.
&
واعتبر أن انتصارات الثوار تفرض تغييرًا لموازين القوى على الأرض، ونظرة جديدة من المجتمع الدولي للواقع السياسي الحالي، ويتطلب انعطافة حقيقية في مستوى الدعم والتنسيق المقدم لقوى الثورة السورية.
التعليقات