كررت سامنثا باور الموقف الأميركي بأن بشار الأسد ليس جزءًا من الحل في سوريا، لكن أكدت الوقوف إلى جانب الدولة في سوريا، بينما طالب الائتلاف السوري المعارض بحظر جوي فوري فوق إدلب.

&
قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامانثا باور &لصحيفة "الشرق الأوسط" إنه مع تطور الأحداث في سوريا، الولايات المتحدة تعيد تقييم كل الخطوات الممكنة والخيارات المتاحة، وتؤكد أن فكرة المناطق الآمنة ومناطق حظر الطيران تحتاج إلى فرضية استخدام القوة العسكرية ضد أي طرف يهدد هذه المناطق.
أضافت: "ندرب ونؤهل مجموعات معارضة معتدلة ونعطيهم قدرة متصاعدة للدفاع عن أنفسهم ومناطقهم، وهذه طريقة أخرى لخلق المناطق الآمنة. صحيح أن المساعدات الإنسانية نفسها لا تقدم حماية المدنيين، وأنهم بحاجة لحماية أنفسهم، ولهذا على مؤيدي الأسد أن يكونوا جديين في السعي وراء حل سياسي، ونعتقد أنه مع الوقت، قدرة قوات الأسد ستتراجع مثلما حدث مع داعش".
&
العلة في الأسد
والتقت باور بمعاذ الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، &والتقت سوريين من الناجين من الهجمات الكيميائية ومجموعات معارضة مختلفة وشخصيات عسكرية. قالت: "هناك كثير من الذين يتصورون سوريا مستقرة وديمقراطية، لكن المشكلة هي أننا بحاجة إلى طرفين، النظام والمعارضة، ونظام الأسد يتصرف وكأنه قادر على تحقيق حل عسكري لما بدأ كحركة احتجاج، وهذا الأمر لن يحصل. وحتى الآن، لا يوجد أي استعداد للنظام بالتنازل. ويجب الإشارة إلى وجود مجموعات إرهابية خارج الحل السياسي والانتقال السياسي، أي داعش التي تقاتلها قوات التحالف الدولي وقواتنا وقوات المعارضة السورية. هذا أمر منفصل ولكن علينا أن نعالجه كي نصل إلى اليوم الذي يمكن لسوريا أن تقدم الاستقرار الكافي لعودة العائلات إلى منازلها. لكن ما دام الأسد في السلطة فهو يجذب المقاتلين الأجانب من كل أرجاء العالم للمجيء إلى سوريا للقتال. وإصراره على وضع مصلحته وبقائه فوق الحاجة للتنازل من أجل حل سياسي يؤدي إلى استغلال المجموعات المتطرفة لوجوده".
&
ليس جزءًا من الحل
وتؤكد باور أنه لا يمكن للأسد أن يكون جزءًا من المستقبل السوري السلمي والديمقراطي، "فهو كان هدية للمجموعات الإرهابية، وتصرفاتهم بنفس بشاعة هؤلاء الإرهابيين الذين نسعى لهزمهم، إنه خلق الأرضية الخصبة لينمو تنظيم داعش في سوريا، ومنها دخل العراق بقوة، ولا يمكن لسوريا أن تكون آمنة ومستقرة ما دام الأسد موجودًا هناك، ولا جدل في أن حلًا سياسيًا يريده الجميع سيتطلب إنهاء نظام الأسد".
أضافت: "عندما أقيمت محادثات جنيف العام الماضي، أظهر ممثلو الأسد عدم جديتهم ومصداقيتهم، عكسوا عدم الاهتمام بمعاناة الشعب السوري. ولكن من الضروري أن تبقى الدولة السورية متماسكة، ما يعني أن ذلك يتطلب حلًا سياسيًا يشمل كل الأطراف، وإحداها النظام السوري. هذا أمر مختلف جدًا، من حيث الوصول إلى انتقال سياسي، ولكن من دون أن يكون الأسد جزءًا من سوريا مستقرة وسلمية، وذلك من مصلحة الشعب السوري ومن مصلحة الولايات المتحدة والمنطقة أيضًا".
&
إدلب ليست عاصمة
وأكد فاروق طيفور، نائب رئيس المجلس الوطني السوري، أن نصر المعارضة في إدلب مقدمة لتحرير باقي المناطق السورية، "لكن ليست هناك نية لاعتماد إدلب عاصمة للحكومة الموقتة".&
ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن طيفور قوله: "ليست هناك نية لاعتماد إدلب عاصمة للحكومة، بل يمكن اعتمادها كمنطقة آمنة تقدم فيها خدمات صحية وتعليمية موقتة، إضافة إلى إعادة سير الأعمال الإدارية فيها وإعادة إحياء المرافق الأساسية على الأراضي المحررة واسترجاع ثقة الأهالي بعزم الثوار".
لكن الوضع في إدلب مستقر، وقال أبو زياد، القيادي العسكري في حركة أحرار الشام، لوكالة رويترز، إن المدنيين آمنون في منازلهم، "فيما المجاهدون يقومون بخدمتهم في جميع مستلزماتهم، ويقوم المجاهدون وجميع من يشارك في الميدان ببسط الأمن والحفاظ على هذه المنازل، وسيعلن عن رجوع الأهالي في الأيام القليلة المقبلة حين يستتب الأمن".
&
حظر جوي فوري
إلى ذلك، طالب سالم المسلط، الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض، دول التحالف الدولي بفرض حظر جوي على إدلب بشكل عاجل وفوري، "لحماية المدنيين من الهجمات الانتقامية لنظام بشار الأسد والاحتلال الإيراني، اللذين مُنيا بالهزائم الميدانية والتقهقر أمام الثوار".
ودعا المسلط دول أصدقاء الشعب السوري لتنفيذ خطة المنطقة الآمنة في شمال سوريا وجنوبها، وتسليح الجيش السوري الحر بالسلاح النوعي القادر على حماية المدنيين من هجمات نظام الأسد والحرس الثوري الإيراني وتنظيم داعش.
وحذر المسلط من أعمال انتقامية يشنها النظام ضد إدلب، بعد تمكن الثوار من تحريرها بشكل كامل، محملًا مجلس الأمن المسؤولية الكاملة عن سلامة المدنيين وسلامة المناطق السكنية ومؤسسات الدولة .
&
معركة المنطار
واستكمالًا لمعركة إدلب، والمعركة الكبرى ضد النظام، أعلن الثوار،&الثلاثاء، سيطرتهم على حاجز المنطار قرب مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، بعد اشتباكات ضارية مع قوات النظام المتمركزة في الحاجز.
وأفادت مصادر ميدانية بأن الثوار شنّوا عصر الثلاثاء أيضًا هجومًا واسعًا على حاجز قرية المنطار، على الطريق العام اللاذقية – إدلب جنوب شرق مدينة جسر الشغور، والذي يعد الطريق الوحيد السالك بالنسبة لقوات النظام إلى مدينة أريحا، ومعسكري المسطومة والقرميد.
وقالت مصادر عسكرية إن هدف الثوار من العمليات جنوب جسر الشغور هو قطع الطريق بين جسر الشغور وأريحا، آخر مدينتين يسيطر عليهما النظام في إدلب. وفي حال نجاحهم، سيكون وضع قوات النظام في أريحا ومحيطها حرجاً جدًا، إذ هو طريق الإمداد الوحيد لقوات النظام في هذه المنطقة.
&