وجه الرئيس النيجيري المنتخب ذو الخلفية العسكرية محمد بخاري، أشدّ تحذير لجماعة (بوكو حرام) الإسلامية الإرهابية، كما تعهد بالتصدي للفساد الذي وصفه بأنه "شر أكبر حتى من بوكو حرام".


في أول كلمة رسمية بعد فوزه في الانتخابات على منافسه الرئيس السابق غودلاك جوناثان، قال بخاري "ستعلم بوكو حرام قريبًا قوة إرادتنا الجماعية.. ولا ينبغي أن ندخر جهدًا".
&
وفاز بخاري الذي مثل المعارضة كزعيم حزب المؤتمر التقدمي في الانتخابات الرئاسية، بفارق مليونين و570 ألف صوت على منافسه، الرئيس المنتهية ولايته جوناثان.
&
وتقول تقارير إن هزيمة جوناثان هي السابقة الأولى في تاريخ الديموقراطية في نيجيريا، حيث لم يحدث من قبل أن تجري انتخابات في عهد رئيس حالي للبلاد، وفي ظل حكومته، ويهزم فيها دون أن يفوز بفترة رئاسية ثانية أو يقوم بتسليم المنصب لمرشح بعينه.
&
محاربة الفساد&
&
وقالت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية إنه من المرجح أن يكون فوز الجنرال بخاري، الذي حكم البلاد بالحديد والنار في الثمانينيات، جاء بالأساس لتحديه برنامج جوناثان في ملف محاربة الفساد وفي التعامل مع جماعة بوكو حرام.
&
وقال في كلمة متلفزة "أمامنا مهمة صعبة ومستعجلة في التصدي للحركة المسلحة، وسيعرف بوكو حرام قريبًا قوة ارادتنا الموحدة. يجب الا ندخر جهدًا حتى ندحر الارهاب".
&
وحصل بخاري، وهو جنرال ورئيس دولة سابق، على معظم الدعم الذي حظي به من الشمال، وخصوصاً من الولايات الشمالية الشرقية التي عانت الأمرين من هجمات (بوكو حرام) التي أودت بحياة الآلاف في سعيها لتأسيس دولة اسلامية.
&
ويشار إلى أن حزب المؤتمر التقدمي الذي يتزعمه محمد بوخاري الجنرال المتقاعد بالجيش، والذي حكم نيجيريا بقبضة حديدية لمدة عامين بعد توليه السلطة في انقلاب عسكري عام 1983، هو تحالف يضم أكبر ثلاثة أحزاب معارضة في نيجيريا.
&
وكان بخاري (72 عامًا) قد تعرض للهزيمة في ثلاثة انتخابات رئاسية سابقة، بما في ذلك ضد جوناثان العام 2011.
&
خلفية عسكرية&
&
وربما تكون خلفية بخاري العسكرية قد منحته أفضلية في هذه القضية على جوناثان، الذي كثيرًا ما بدت حكومته غير قادرة في المعركة ضد بوكو حرام.
&
وتلقي بخاري تدريبات في أكاديميات عسكرية في بريطانيا والهند ولاحقًا في الولايات المتحدة. وهو شارك بوخاري في الانقلاب الذي أطاح بالحاكم العسكري يعقوب غاوون العام 1975، ثم تولى بعد ذلك، عددًا من المناصب العليا، بما في ذلك الحاكم العسكري لما يعرف حاليًا بولاية بورنو، ومنصب المفوض الاتحادي لموارد النفط.
&
وعادت حكومة مدنية لنيجيريا في العام 1979، ولكن عدم الرضا عن الفساد والمشكلات الاقتصادية أسفرا عن حدوث انقلاب العام 1983، أصبح من خلاله بخاري رئيساً للدولة وأطيح به بعد ذلك بعامين واحتجز في السجن لمدة ثلاث سنوات.
&
شعبية تصاعدت&
&
ويقول مراقبون إن شعبية بخاري زادت بسبب الاجراءات الصارمة التي اتخذها ضد الفساد، لكنه تعرض لانتقادات بسبب فرض قيود على حرية الصحافة وعدم القدرة على تحسين الاقتصاد.&
&
وبوصفه زعيمًا منضبطًا ومتقشفًا، لا يشرب بخاري الخمر ولا يدخن، وقد حاول أن يخفف من سمعته كمسلم صارم لجذب الناخبين المسيحيين.
&
ورغم أن تاريخه كرجل عسكري جعله دائمًا محل انتقاد، غير أن بخاري متهم بقمع الحريات، إلا أن معظم الشعب النيجيري يشعر الآن أن خلفيته العسكرية، وانضباطه الزائد هو ما تحتاجه البلاد للسيطرة على التمرد الإسلامي المتشدد في الشمال.
&
ويشار في الختام، إلى أن بخاري كان وعد بعد أن نجا من محاولة اغتيال استهدفت موكبه في كادونا يوليو (تموز) الماضي، بإنهاء وجود حركة (بوكو حرام) في غضون أشهر في حال انتخابه، ليعطي أملاً جديدًا للشعب النيجيري الذي أنهكته الهجمات البشعة للتنظيم الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من الشمال النيجيري.&