&أثار الهجوم المتواصل للإعلامي إسلام بحيري على الرموز والقيم الإسلامية غضب الأزهر وعلمائه في مصر، ووصل الأمر إلى حد أنه طالب بإيقاف برنامجه "مع إسلام" الذي يقدم على قناة "القاهرة والناس"، فيما تقدم محامون ببلاغات ضد بحيري للنائب العام المصري، بتهم إزدراء الإسلام، وهدم ثوابت الدين. وأنذرت هيئة الاستثمار القناة لإيقاف البرنامج خلال 15 يوماً.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: دأب الإعلامي إسلام بحيري على مهاجمة الترات الإسلامي، لاسيما الأئمة الذين وضعوا علم الحديث والمفسرون، وعلى رأسهم "البخاري" و"مسلم" و"بن تيمية"، "الشافعي" واتهم هذه الكتب وأصحابها بالترويج للعنف والقتل.
وأثار البحيري موجة من الغضب في أوساط الإسلاميين، ومؤسسة الأزهر، لاسيما أنه دعا إلى إحراق كتب الترات الإسلامي، وشكك في الأحاديث النبوية، وقال في إحدى حلقات برنامجه "مع إسلام"، متحدثاً عن كتب الحديث والفقه التي وضعها "البخاري" و"مسلم" و"الشافعي": "أزعم يقينا أن هذا ليس هو الإسلام الحقيقي بالمرة"، داعياً إلى إحراقها، وقال: "احرقوا هذه الكتب ولو مش هتحرقوها فيزيائيا شيلوها من دماغكم، احنا هننتقد البخاري ومسلم حديث حديث". وأضاف: " دول حطونا في البير ومتتكلمش أحنا كهنة الدين.. شيلوهم من حياتكم... ولا تقيموا لهم وزنا".
&
سخرية
ويسخر بحيري من الأحاديث النبوية، وقال بـ"علم الحديث تافه ولا حاجة"، ولفت إلى أن السنة النبوية تتعارض مع نصوص القرآن الكريم، وقال: "هما فرحانين أوي بكلمة أنه "ليس هناك تعارض بين آية وحديث"، الكلمة دي لو فتحتوا الكتب هتلاقوها متكررة مليون مرة، لأن كل الأحاديث بتتعارض مع القرآن".
واعتبر بحيري أن فتاوى ابن تيمية دمرت العالم، ووصفه بأنه أكبر إرهابي في العالم، وقال: "فتاوى بن تيمية 37 مجلدا دمروا العالم، وكل الإرهاب واستباحة الدماء، وكل الدماء التي تسيل ونراها حالياً مبني على فتاوى بن تيمية". وتابع: "بكل أريحية أقول إنه رب الإرهاب في العالم".
وفي ما يخص الترات الإسلامي قال: "أنا مش عاوز التراث، سواء بغرائبه أو توسعاته، يجب أن يحال على الإستداع، هذا التراث يجب أن يدفن دفناً".
ورغم تصدي علماء الأزهر للبحيري، ونقد أقواله عبر برامج تلفزيونية، إلا أنه استمر في هجماته الشديدة، ما أثار غضب شيخ الأزهر وعلماؤه، وخاطب هيئة الإستثمار المختصة بإصدار تراخيص القنوات الفضائية، مطالباً إياها بإيقاف البرنامج، وأمهلت الهيئة قناة "القاهرة والناس" 15 يوماً، لإيقاف البرنامج.
&
المرجع الوحيد
وقال الأزهر إنه "تابع ببالغ الاهتمام الهجمات الشرسة والمضللة التي يتبناها بعض الإعلاميين ضد ثوابت الدين والتراث الإسلامي وفقهاء الأمَّة، كما تلقى المركز الإعلامي شكاوى عديدة من كثيرٍ من المواطنين حول ما دأب عليه بعض الإعلاميين من الهجوم الدائم على ثوابت الدين الإسلامي، وخصوصًا ما يقدمه إسلام البحيري، عبر برنامجه "مع إسلام" المذاع في قناة "القاهرة والناس".
وأضاف &في بيان له، أن "الأزهر الشريف هو المرجع الوحيد في الشؤون الإسلامية وفقاً للدستور، وهو الهيئة العلمية الإسلامية التي تقومُ على حِفظ التراث الإسلامي، ودراسته وتجليته للناس كافَّة، وتحمُّل أمانة توصيل الرسالة الإسلامية إلى كل شُعوب المعمورة، وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام السَّمحة".
ولفت إلى أنه: "في إطار قيام الأزهر بالحفاظ على الدين الإسلامي من التشكيك والتشويه، وعدم السماح بأن ينال أحدهم من صورته أو أن يعبث بعقول الشباب، فقد تقدم الأزهر الشريف بشكوى إلى المنطقة الحرة الإعلامية، بالهيئة العامة للاستثمار ضد البرنامج المذكور، لما يمثله من خطورة في تعمده تشكيك الناس فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، بالإضافة إلى تعمُّقه في منُاقضة السَّلم المجتمعي، ومُناهضة الأمن الفكري والإنساني، ما يجعل البرنامج يمثل تحريضاً ظاهراً على إثارة الفتنة وتشويه الدين ومساس بثوابت الأمَّة والأوطان وتعريض فكر شباب الأمة للتضليل والانحراف".
وذكر أن الأزهر الشريف علم أن الهيئة العامة للإستثمار والمناطق الإعلامية الحرة، ناقشت الشكوى المقدمة من الأزهر وبصدد اتخاذ إجراءات بإنذار القناة بوقف البرنامج.
ونبه إلى أن الأزهر وعلماءه قد سبق وفندوا كل الإدعاءات الباطلة المثارة إعلامياً حول الدين والتراث الإسلامي والسنة النبوية، ولكن للأسف لم يجد الأزهر أبدًا اهتمامًا كافيًا في نشر ردوده الشرعية التي دحض فيها هذه الإدعاءات بالحجة والبرهان في وسائل الإعلام، ما اضطر الأزهر الشريف لاتخاذ الإجراءات القانونية لمنع هذه المهاترات، وحماية شباب الأمة من التضليل والخداع.
ويرى علماء الأزهر أن إسلام بحيري، يسعى إلى هدم ثوابت الدين الإسلامي، وقال الدكتور محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، لـ"إيلاف" إن محاولات هدم ثوابت العقيدة الإسلامية لم تهدأ طوال التاريخ، مشيراً إلى أن جميع من حاولوا التشكيك في الدين ذهبوا وبقي الإسلام واضحاً صحيحاً.
وأضاف أن الهجمات الحالية ضد كتب التراث الإسلامي تأتي بعد فشل محاولات التشكيك في نصوص القرآن الكريم، مشيراً إلى أن الهجوم على كتاب البخاري سيفشل مثلما فشلت غيره من الهجمات السابقة. وقال إن هناك إجماعًا على أن كتاب البخاري للأحاديث النبوية هو "أصح كتاب بعد القرآن الكريم".
وذكر أن الهجوم على الإسلام وإلصاق الإرهاب به، يشارك فيه بعض المحسوبين عليه، مشيراً إلى أن البعض يهدف إلى التكسب من وراء الهجوم، بينما يعمل الآخرون على هدمه لصالح الغرب.
&
تشكيك في السنة النبوية
وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن الهدف من الهجوم على كتب الأحاديث النبوية، ولاسيما "البخاري" يهدف إلى التشكيك في السنة النبوية، والتشكيك في الرسول صلى الله عليه وسلم. وأضاف لـ"إيلاف" أن الأحاديث الواردة في كتاب "البخاري" صحيحة مائة بالمائة، معتبراً أن من يهاجمون الإسلام ونبيه هم من "الرويبضة". ولفت إلى أن علماء الإسلام تصدوا لـ"البحيري" وآخرين ولم يصمد أي منهم أمام الحق.
&
بلاغات ضده &
لم يقف الأمر عند حد هذا الحد، بل تقدم محامون ببلاغات ضد "البحيري" إلى النائب العام المصري يتهمونه بـ"سب الصحابة، والتشكيك في الأئمة الأربعة، وإزدراء الإسلام". وورد في بلاغ تقدم به المحاميان محمد كمال الدين، ومحمد شعبان فهيم، وحمل رقم 6426 لسنة 2015 عرائض النائب العام: "إسلام بحيري المذيع في قناة القاهرة والناس، اعتاد سب الصحابة، والأئمة الأربعة، والتكشيك في ثوابت الدين الإسلامي، بأن صرح في برنامجه بوجوب إلغاء السنة النبوية، وأطلق عبارات تعد تطاولا على الذات الإلهية.
وأضاف البلاغ أن العبارات التي أطلقها إسلام البحيري، تمثل إزدراء للدين الإسلامي، وإثارة للفتنة، مستندا إلى المادة 98 فقرة "أ" من قانون العقوبات "تؤثم الازدراء بالعقيدة الدينية، وتعاقب مرتكبها بالحبس من ستة أشهر إلى خمس سنوات وغرامة من 500 جنيه إلى ألف"، مشيراً إلى أن "ما قام به المشكو بحقه (بحيري) يتجاوز حدود الرأي والتعبير المنصوص عليها قانونا، وأن تصريحاته تعد جريمة إزدراء للأديان وطعن في أسس وثوابت الدين الإسلامي". وطالب البلاغ بـ"اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه إسلام البحيري، وإصدار قرار بغلق القناة، والتحقيق معه بتهمة التشكيك في ثوابت الدين".
&

اسلام البحيري وهو يهدم علم البخاري

اسلام بحيري يسب شيخ الاسلام بن تيميه