أصيب المصريون بالكثير من الصدمة خلال الأيام الماضية، بسبب تكرار حوادث الإعتداء الجنسي على الأطفال، لاسيما أن غالبية الجرائم وقعت داخل أروقة المدارس، فضلاً على أن تعرض بعض الضحايا الصغار للقتل بطريقة بشعة، منها إلقاء طفل من الطابق الخامس بعد تقييده بالحبال ووضع لاصق على فمه.

القاهرة: دعا ناشطون حقوقيون في مجال الدفاع عن حقوق الطفل إلى تعديل التشريعات، لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسي في الأطفال المصريين، خاصة أن غالبية الجناة من الأحداث، ممن يقعون في سن تتراوح ما بين 16 و18 عاماً.
&
فجع المصريون في نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، بعد تعرض الطفلة "زينة" ذات الثلاث سنوات، للاغتصاب على أيدي شابين على سطح العقار الذي تقيم فيه مع أسرتها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ألقيا بها في الشارع، لتتهشم عظامها الصغيرة، وحكم على الجانيين بالسجن لمدة 15 عاماً.
&
ولم يكن يدرك &والد الطفل "عمرو" البالغ من العمر عشر سنوات، وهو يشاهد تفاصيل هذه المأساة، أنها سوف تتكرر مع طفله، لكنها حصلت، وها هو يعاني من الحسرة على طفله، الذي مات بالطريقة نفسها، التي قتلت بها "زينة".
&
"عمرو" طفل يهوي لعب "البلاستشن"، وفي يوم 29 مارس/ الماضي، اختفى من منزله فجأة، وراحت أسرته تبحث عنه في كل مكان، إلى أن قال لهم أحد الجيران، إنه شاهده آخر مرة يدخل محل "البلاستيشن"، إلا أنه مغلق، وما زاد من الشكوك أن الشاب "عبد الرحمن"، الذي يدير المحل، سبق اتهامه في اعتداء جنسي على طفل آخر.
&
توجهت أسرة عمرو إلى منزل الجاني، بعد الإتصال بالشرطة، وعندما اقتحموا المنزل، وألقي القبض علي "الجاني" روى أنه استدرج "عمرو" إلى منزله من خلال إغرائه بلعب "البلايستشن" معه، وجرده من ملابسه بالقوة، وحاول الإعتداء الجنسي عليه، بعد أن قيده بالحبال ووضع لاصق على فمه، وبعد الإنتهاء من الإعتداء عليه، خنقه ب"ملاية السرير" حتى أسلم روحه إلى بارئها، ثم حمله هو وشقيقه إلى سطح العقار، وألقيا به من الدور الخامس، ليسقط الطفل، وقد تهشمت عظامه وكسرت جمجمته.
&
قبل مقتل الطفل عمرو بعشرة أيام، تعرضت طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات إلى إعتداء جنسي داخل المدرسة وعلى أيدي معلمها. ووفقاً لتفاصيل الواقعة، فإن مدرس المسرح بمدرسة جمال فودة الابتدائية بمنطقة الخانكة، استدرج الطفلة "ملك" بعد إنتهاء اليوم الدراسي إلى أحد قاعات الدراسة، وخلع عنها ملابسها، ثم اعتدى عليها جنسياً، ولما عادت إلى منزلها في حالة إنهيار، وروت ما حصل، تقدم والدها ببلاغ للشرطة، وألقت القبض على المدرس الجاني.
&
لم تكن "ملك" هي الضحية الوحيدة للإعتداءات الجنسية بالمدارس المصرية، بل سبقتها الطفلة "ياسمين" التي تعرضت للإغتصاب الجنسي مرتين خلال شهرين علي يد "فراش" المدرسة ذي الخامسة والخمسين سنة.
&
وحسب رواية الطفلة "ياسمين" في محضر الشرطة المحرر بتاريخ 7 مارس/ آذار الماضي، فإن "العامل" المكلف بالقيام بأعمال النظافة في المدرسة، اغتصب الطفلة مرتني.
&
"ياسمين" ذات ال11 سنة، دخلت الحمام في مدرستها بإحدى قرى مركز المنشأة محافظة سوهاج بالصعيد، أثناء الحصة، بعد أن استأذنت من معلمها، وفجأة دخل "العجوز" عليها الحمام، وأمسك بها قوة، ولما حاولت الصراخ، وضع "الشال" على فمها، وجردها من ملابسها، واعتدى عليها جنسياً، ثم هددها ب"الذبح" إذا أخبرت أي إنسان بما حصل لها، وزاد في تخويفها بالقول إنه بعد ذبحها سوف يلقي جثتها للكلاب الضالة.
&
عادت "ياسمين" إلى منزلها، وهي في حالة انهيار، والدماء تسيل منها، إلا أنها خافت أن تخبر أمها بما حصل، وقالت لها إنها سقطت في الحمام. ورفضت ياسمين الذهاب إلى المدرسة، ولكن أسرتها أجبرتها على العودة مرة أخرى.
&
بعد نحو شهرين من الواقعة الأولى، عادت "ياسمين" إلى مدرستها، بينما العامل العجوز، مازالت شهيته الجنسية لم تشبع بعد، انتهز فرصة دخولها الحمام مرة أخرى، وانقض عليها، إلا أنها صرخت بأعلى صوت هذه المرة، وأنقذها المدرسون وزملاؤها، وألقت الشرطة القبض على الجاني. الغريب أنه أنكر الجريمة، وأتهم الطفلة بأنها وجهت إليه تهمة اغتصابها، لأنه رفض أن يمنحها قطعة بسكويت.
&
"ندا" ذات الثماني أعوام، وقعت أيضاً فريسة طرية، لمدرس آخر، بمدرسة الحرية الابتدائية بمدينة منيا القمح محافظة الشرقية. وفي الأول من شهر مارس/ آذار الماضي كذلك. وروت "ندا" ببراءة شديدة أمام عدسات برنامج "العاشرة مساء"، أنها كانت تلعب مع زملائها ورمى أحدهم تراب عليها، ونصحه المدرس بالدخول إلى الحمام لتغسل وجهها، وأضافت: "دخل (المدرس) ورايا، وقلعنى البوت والشراب بالعافية، بعدين قلعنى البنطلون وكل هدومي".&
&
وأضافت: "قعدت أصوت محدش أنقذني، وبعدين لبست بعد مخلص وروحت البيت، وما قلتش لماما، بس صاحبتي قالتلها".
"ندا" أصيبت بالرعب، ولم تخبر والدتها، لأن المدرس هددها بالقتل، وأنه سوف يقتلها في الحمام، ويترك جثتها حتى تتعفن، وألقت الشرطة القبض عليه، وأمرت النيابة بحسبه، تمهيداً لمحاكمته.
&
وتقول أوراق القضية رقم 2541 جنح قسم أول أسوان لسنة 2015، إن الطفلة "شيماء" تعرضت للإغتصاب لمدة ستة أشهر كاملة، على أيدي شاب يمتلك محل للنظارات يقع أمام مدرستها "السيدة نفسية المشتركة" بمدينة أسوان في أٌقصى جنوب مصر، وانكشفت المأساة في 15 مارس/ آذار الماضي.
&
"شيماء" طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات، وتدرس بالصف الثالث الابتدائي، استدرجها "مصطفى" صاحب محل النظارات المواجهة لمدرستها، بقطعة حلوى، وأوهمها أنه صديق والدها. وجردها من ملابسها، حاولت الصراخ، إلا أنه وضع يده على فمها، وربطها في كرسي، واعتدي عليه جنسياً، وقال لها إن والدها هو من طلب منه أن يفعل بها ذلك، وكعادة جميع المجرمين، هددها بالذبح إذا ما نطقت بكلمة أو روت لأبيها أو أمها ما حصل لها.
&
ستة أشهر كاملة، تتعرض فيها "شيماء" للاغتصاب بوحشية ممن وصفته النيابة العامة ب"الذئب"، وهي تتحمل آلامها نهاراً، وتأبى &روحها البريئة، إلا أن تكشف عن مأساتها أثناء النوم، ولاحظت أمها أنها تنتابها حالات بكاء شديد خلال النوم، وتصاب بتشنجات، وظهرت عليها هذه الأعراض أثناء الاستيقاظ أيضاً، ولكن مؤخراً، ومارست الأم ضغوطاً على صغيرتها، حتى أخبرها ما يحصل لها من اغتصاب وتهديدات بالذبح. وحررت محضراً بالشرطة، وألقي القبض على الجاني.
&
بعد انتشار جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال وقتلهم، دعا محمود البدوي، رئيس الجمعية المصرية، لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان اللجنة العليا للإصلاح التشريعي إلى تبنى مشروع تعديل تشريعي يهدف إلى التصدي بحزم &لبعض الجرائم ذات الخطورة العالية, والتي تقع من أطفال ضد أطفال آخرون, وذلك بالنظر في إدخال تعديل تشريعي على نص المادة 111 من القانون 12/1996 المعدل بالقانون 126/2008 التي تتكون من أربع فقرات، ومفاد هذه الفقرة السماح للقاضي بتطبيق العقوبات المشددة كالسجن المشدد أو الأشغال الشاقة على المجرمين الأطفال في الشريحة العمرية من 16 إلى 18 عام وفي حالات محددة، ووفقا لظروف حالة كل واقعة على حدة، على ألا يصدر الحكم بالأشغال الشاقة أو المؤبد إلا بإجماع آراء الدائرة التي تنظر الدعـوى.
&
ولفت إلى أن جريمة الاعتداء الجنسي على طفل عين شمس وتقييده ووضع لاصق على فمه وإلقاء من فوق عمارة سكنية، كما أن جريمة اغتصاب إلقاء الطفلة زينة في بورسعيد ارتكبها أحداث يتمتعون بحماية المادة ٢ و 111 من قانون الطفل والمادة ٨٠ من الدستور. وشدد على ضرورة تعديل التشريعات، في هذا الشأن لحماية الأطفال.