يرى ثلثا قراء "إيلاف" أن اتفاق الاطار الموقع في لوزان لا يطلق اليد الايرانية في المنطقة، إلا أن المؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة كلفتها بلعب هذا الدور.

بيروت: توصلت إيران والدول الست إلى اتفاق إطار لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني في مدينة لوزان السويسرية، في خطوة أساسية على طريق التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول الثلاثين من حزيران (يونيو) المقبل.

وسألت "إيلاف" قراءها إن كان هذا الاتفاق سيطلق يد إيران في المنطقة. شارك 3122 قارئًا من قراء "إيلاف" في استفتائها الأسبوعي هذا، فنفى 1935 منهم، أي ما نسبته 62 بالمئة، أن يكون "اتفاق الاطار" الذي وقعته طهران والدول الخمس زائد ألمانيا في لوزان السويسرية، حول الملف النووي الإيراني، قد أطلق يد إيران في المنطقة، بينما عارضهم 1187 مشاركًا، أي ما نسبته 38 بالمئة، مؤكدين أن إيران صارت، بعد هذا الاتفاق، فعليًا شرطي المنطقة، تمامًا كما قال فيسك.

إطالة

يسأل المراقبون دائمًا إن كانت الاطالة في المفاوضات الإيرانية - الأميركية - الغربية مردها إلى بحث مستفيض في الملف النووي وحده، كما يقول كيري، أم أن لقاءات كيري ومحمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، المطولة شهدت تداولًا في ملفات كثيرة أخرى إقليمية ليتم ترتيبها، تفرض دورًا إيرانيًا تقتضيه الشراكة الجديدة مع أميركا.

هذا التساؤل مشروع، كما يقول المراقبون، خصوصًا أن الولايات المتحدة برهنت منذ عامين تقريبًا عن قصور سياسي، ينعكس في ضياعها بين مصالحها القومية التي تقضي بتوقيع اتفاق مع إيران، مهما كان الثمن، ومصالح حلفائها الإقليميين، وفي مقدمهم الدول الخليجية، التي وقفت مع الادارات الأميركية جميعًا ضد الجار الذي يهوى تصدير الثورة والتوسع.

وبما أن الضياع سيد الموقف الأميركي، اعتقدت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن سنة الخليج لا يملكون أمرهم اليوم، خصوصًا أن التطرف أخذ منهم الاعتدال، رغم أن هؤلاء السنة وقفوا مع تحالفها الدولي، وقصفت طائراتهم مواقع تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، واتجهت إلى الشريك الشيعي الجديد، ليكون شرطيها القوي.

لا تستطيع

لكن، هل تستطيع إيران أن تلعب هذا الدور؟ يشكك المراقبون في ذلك، فأبرز ما حصل، بعد لوزان، كان عاصفة الحزم. وهي العاصفة التي يعرف العالم أجمع أن الدور الأميركي فيها كان نافلًا، وما زال حتى الآن.

وهي العاصفة التي أطلقتها السعودية، ومن ورائها دول الخليج، لكي تقف بالمرصاد لمسألة تكليف إيران بدور الشرطي هذا، خصوصًا بعد تصريحات إيرانية صادرة عن مستويات عالية في نظام الملالي الإيراني عن مد السيطرة الإيرانية إلى عاصمة عربية رابعة، هي اليمن، بعد بيروت ودمشق وبغداد. فما هذه التصريحات إلا بلورة مباشرة لموقف الولايات المتحدة، بحسب خبراء مراقبين، الذي يرضى بدور إقليمي أكبر لطهران، ثمنًا لتخليها عن ملفها النووي المثير للجدل والخوف.

وهكذا، فاجأ السنّة المعتدلون أوباما، ليدرك متأخرًا أنه أدار ظهره إلى قوة كانت كامنة زمنًا، وها هي تخرج ماردها من قمقمه، خصوصًا أنها ليست قوة عسكرية فحسب، بل أمنية واقتصادية أيضًا، بينما نال الحصار الاقتصادي وانخفاض أسعار النفط من إيران، ما يمنعها من تحقيق تنمية اقتصادية سريعة، ومن النجاح في أداء مهام الشرطي الأميركي، إذ أن استنهاض الاقتصاد المتهافت يستغرق وقتًا.
ولا يمكن نسيان الأثر الكبير الذي تتركه المواقف الاسرائيلية من هذه المسألة. فتل أبيب لن تسمح لطهران بأن تقوى عليها، ما سيضع المنطقة بأسرها على فوهة بركان.