&أثارت فعالية عائلة المرشحة الديمقراطية لمنصب الرئيس الأميركي هيلاري كلينتون في المغرب انتقادات عديدة، رغم أن الشعار الذي رفعته يتناول الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين، فالمنتقدون يرون أنها تأتي ضمن حملة كلينتون الرئاسية، فضلا عن&بذخ الفعالية، وذلك إلى جانب خضوع أنشطة مؤسسة كلينتون الخيرية لعمليات تدقيق بشأن آلية جمع الأموال.
&
عبد الاله مجيد: دعا الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون وابنته تشيلسي لفيفا من زعماء العالم الى منتجع في مدينة مراكش لاستعراض الأعمال الخيرية التي قامت بها منظمتهما الخيرية، لكن هذا اللقاء سلط الضوء على دور الجمعيات الخيرية لعائلة كلينتون، في وقت تستعد هيلاري لاطلاق حملتها من اجل الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية العام المقبل. &
وانتقدت منظمة حقوقية ليبرالية وعدة اعضاء جمهوريين في الكونغرس مؤسسة بيل وهيلاري وتشيلسي الخيرية لقبولها تبرعات من شركة حكومية مغربية لاستخراج المعادن، بينما قررت شركات كبرى قدمت تبرعات كبيرة لمؤسسة كلينتون الخيرية الانسحاب من الفعالية أو اخذت تعيد النظر بدعمها. &
وقال متحدث باسم شركة (اكسون موبل) النفطية العملاقة ان الشركة قررت ألا تساهم في "مبادرة كلينتون العالمية" التي تُقام هذا العام في مراكش، وقالت الشركة" ان قرارها لا يمت بصلة الى عملية التدقيق الأخيرة التي أُخضعت لها أنشطة المؤسسة، وتعيد شركات أخرى بينها مونسانتو النظر في شراكتها مع مؤسسة كلينتون.&
&
فعالية باذخة
&
وتؤكد الفعالية الباذخة في المغرب، وهي الأولى التي تقام في افريقيا والشرق الأوسط في اطار مبادرة كلينتون العالمية التي تُطلق في نيويورك في ايلول (سبتمبر) من كل عام، ان المؤسسة تعتمد ممارسات مثيرة للجدل في جمع الأموال، لا سيما وانها اصبحت من الأركان المحتملة لحملة هيلاري كلنتون في بدايتها. &
&
دوافع سياسية
&
&
ودافعت تشيلسي كيلنتون نائب رئيس المؤسسة في مقابلة مع صحيفة (واشنطن بوست)عن عمل المؤسسة ولمَّحت الى ان دوافع سياسية تقف وراء وضع أنشطتها تحت المجهر.
وقالت تشيلسي "ان عائلتي ليست غريبة على عمليات التمحيص ولا المؤسسة التي كانت موضع تدقيق منذ بدايتها"، واضافت "عندما يُمزج المستوى العالي من التدقيق المحيط بالمؤسسة مع البُعد السياسي فان هذا لا يثير استغرابي".&
&
ويقدم ملتقى مراكش مثالا جديدا على قبول مؤسسة كلينتون تبرعات من كيانات أجنبية، إذ تشارك في تمويل الفعالية طائفة من الشركات العالمية بينها مجموعة "المكتب الشريف للفوسفات" الحكومية المغربية التي قدمت ما بين مليون و5 ملايين دولار الى المؤسسة، بحسب صحيفة (واشنطن بوست).
&
انتقادات&
&
وكان مدافعون عن حقوق الانسان واعضاء في الكونغرس الاميركي انتقدوا عمليات الاستخراج التي تقوم بها الشركة في الصحراء الغربية لأنها ،بحسبهم، لا تحظى بموافقة سكان المنطقة.&
&
ورفضت الحكومة المغربية مثل هذه الاتهامات، ولكن عضوي مجلس النواب الاميركي عن الحزب الجمهوري كريستوفر سمث وجو بيتس كتبا الى مؤسسة كلينتون رسالة يحثان فيها المؤسسة على رفض التبرع المغربي متعللين بمخاوف على حقوق الانسان.
وقال النائب بيتس في بيان "ان هذا التبرع مثال على وجود تضارب واضح في المصالح وان المغرب لا يتمنى شيئا كما يتمنى تواطؤ من يمكن ان تكون العائلة الأولى مع استغلاله موارد طبيعية استغلالا غير قانوني". &
&
وابدى مركز روبرت كندي للعدالة وحقوق الانسان قلقه من عمليات الشركة المغربية في الصحراء الغربية، والرسالة التي توجهها الشركة من خلال تعاونها مع منظمات مثل مؤسسة كلينتون الخيرية. &
&
لكن طلال زواوي المتحدث باسم الشركة المغربية قال ان عملية استخراج الفوسفات، ترتبط ارتباطا وثيقا بالمواطنين من سكان الصحراء الغربية، وأوضح ان كل الأرباح المتحققة من هذه العملية يُعاد استثمارها في المنشأة والمنطقة المحيطة. &
&
وتبين اسماء الرعاة الآخرين لفعالية المغرب نوع الشركات التي دعمت مؤسسة كلينتون منذ سنوات، وهي شركات أجنبية لديها استثمارات كبيرة ويديرها رؤساء تنفيذيون اقوياء، بينها اثنتان من أكبر المؤسسات المالية المغربية هي بنك التجاري، ومجموعة بي أم سي إي (البنك المغربي للتجارة الخارجية) بقيادة عثمان بن جلون، الذي يعد أثرى رجل في المغرب، على حد وصف صحيفة (واشنطن بوست). &
&
ومن المانحين الآخرين لمؤسسة كلينتون الخيرية مجموعة (اكوا) المغربية التي تتركز نشاطاتها في قطاع النفط والغاز وشركة (تشانل آي تي) للاتصالات التي أُنشئت في نيجيريا، لكنها وسّعت نشاطها الى 19 بلدا في افريقا والشرق الأوسط، ورئيسها التنفيذي &هو رجل الأعمال باسم حيدر، الذي يشارك بانتظام في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ويعتبر نفسه اول رائد فضاء لبناني بعد اتفاقه مع شركة فيرجن كالاكتيك لتسيير اولى الرحلات التجارية الى الفضاء الخارجي.&
&
&بسبب المنافسة
&
ويرى مراقبون ان تنافس هيلاري كلنتون على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية تسبب في تسييس المراقبة التي تخضع لها مالية المؤسسة الخيرية للعائلة .
وكان بيل وتشيلسي قاما مؤخرا بجولة على اربعة بلدان افريقية مع وفد من الأثرياء وخبراء وأقطاب الأعمال الذي تبرعوا بسخاء لمؤسسة كلينتون ويجمعون المال الآن لحملة هيلاري كلنتون، &وبذلك طمس الحد الفاصل بين السياسة والعمل الخيري.&
ونفت تشيلسي في حديثها لصحيفة (واشنطن بوست) ان يكن المانحون تبرعوا للمؤسسة ورافقوها مع والدها في الجولة بهدف التقرب من والديها.&
&
خير ومصالح
&وقال مشاركون في فعالية "مبادرة كلينتون العالمية" في المغرب انهم يأملون بأن تتحول الانظار الى عملهم الخيري بعيدا عن السياسة، ولكن مشاركين آخرين يرون في ملتقى مراكش فرصة لإقامة علاقات عالية المستوى.
وقال فاروق تابان رئيس التحالف التركي الاميركي ومقره في واشنطن انه حضر الى مراكش للقاء ممثلين عن قطاع المال والاعمال في افريقيا واقناعهم بالعمل مع مجموعته. &ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) عن تابان قوله إن دور بيل كلينتون كوسيط "كان دافعًا كبيرًا للمجيء".
التعليقات