الأنظار البريطانية شاخصة إلى الملكة إليزابيث، التي سيحرجها أن تقف في مجلس العموم الجديد من دون أن يكون لأي من الحزبين كفة راجحة. فهل تقرر أن تجري انتخابات جديدة، على أمل أن يحقق أحدهما غالبية برلمانية؟

دبي:&إنتصف النهار، وارتفعت وتيرة الاقتراع البريطاني، ويتوقع محللو السياسة في بريطانيا أن يتقاطر البريطانيون على أقلام الاقتراع، فالجو مناسب، والاهتمام بالانتخابات هذا العام في أقصاه، خصوصًا أن كل استطلاعات الرأي أجمعت حتى الآن على أن الكفة لن ترجح لأي من الحزبين الكبيرين.
&
التعادل سيد الموقف
&
إن ارتفاعًا في عدد المقترعين يعني أن كل ناخب في بريطانيا، ما عدا ناخبي العاصمة لندن، يستطيع أن يصوت لمرشحين اثنين عندما يدخل غرفة الاقتراع السري، علمًا أن الانتخاب عن طريق التسجيل في موقع وزارة الداخلية البريطانية الالكتروني متاحٌ اليوم، للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات البريطانية.
&
التعادل ما زال سيد الموقف، على الرغم من أن هذه الانتخابات مهمة جدًا، بالنسبة إلى مسائل حيوية، كمسألتي الهجرة والعلاقة بالاتحاد الأوروبي، اللتين ستضطر الحكومة العتيدة إلى اتخاد قرارات خطيرة فيهما في خلال السنوات القليلة القادمة.
&
وهذا التعادل بان جليًا في التصاريح المتضادة بين المحافظ ديفيد كاميرون والعمالي إد ميليباند، حتى ليلة الخميس. فكاميرون متأكد من أن بريطانيا اليوم أقوى مما كانت قبل خمسة أعوام، وميليباند يدعو هذه الدولة القوية، التي تدعى بريطانيا العظمى، إلى مكافأة العمال على ما بذلوه من جهود في سبيل بلادهم.
&
دور الملكة
&
على وقع هذا الضجيج المترافق مع استمرار العملية الانتخابية، يسأل البريطانيون إن كانت الملكة إليزابيث ستفرض نفسها حكمًا وحاكمًا على البلاد، إن حل المساء، وبان عجز المحافظين والعمال عن تأليف حكومة مقبولة، لا تحرجها حين تلقي كلمتها أمام مجلس العموم الجديد، كما هو التقليد السائد في البلاد.
&
السؤال هنا، بحسب المراقبين، إن كان كاميرون قادرًا على إعلان فوزه، ودعوة الملكة لافتتاح الدورة التشريعية الجديدة، بقراءة خطاب كتبه بنفسه أو وافق عليه. فإن عجز عن ذلك، سيبدو للجميع أن العمال يتحكمون بالسلطة، حتى لو لم يفوزوا.
&
حينها، تقع الملكة في حرج كبير. فإما تقرأ الخطاب، فتظهر كأنها تتخذ جانب كاميرون، أو ترفضه فتبدو كأنها تتخذ جانب ميليباند.
&
انطلقت بعض الدعوات للملكة بأن تنأى بنفسها عن هذا التقليد، وهذه ستكون سابقة أولى، إلا أن مصدرًا ملكيًا أكد أن الملكة إليزابيث ستتصرف وفق النصيحة التي يسديها لها رئيس وزرائها الحالي، أي كاميرون.
&
أزمة الخطاب
&
حزب العمال، من ناحيته، يبذل قصارى جهده ليمنع كاميرون من إعلان فوزه صباح غد الجمعة، حتى لو لم ينل أغلبية مقاعد البرلمان.&
&
وتسأل صحيفة غارديان في هذا المجال إن كان كاميرون قادرًا فعليًا على إقناع الملكة بالجلوس في مجلسها بمجلس العموم وقراءة الخطاب الافتتاحي: "هل يستطيع كاميرون الفوز، وإعلان حكومة جديدة، قبل أن يتمكن ميليباند من الاعلان عن الائتلاف الذي ألفه؟"
&
على كل حال، يرى المراقبون إن أي تعادل في الانتخابات اليوم لن يدفع الملكة إلى التورط في السياسة الداخلية في البلاد، ويقولون إن أمامها حلا ثالثا، غير القبول بقراءة الخطاب الذي سيمليه كاميرون، أو رفضه بما يوحي وقوف قصر باكينغهام إلى جانب حزب العمال. وهذا الخيار الثالث هو العودة مجددًا إلى حلبة الصراع الانتخابي، بالاعلان عن إنتخابات جديدة، لعل الناخبين يعيدون الحسابات، فترجح كفة حزب على حزب.
&
يقول أحد هؤلاء المراقبين: "لم العجلة والتكهن، فإن غدًا لناظره قريب".
&