مسلمو بريطانيا يستطيعون حسم ربع مقاعد مجلس العموم

عبد الاله مجيد: يستطيع مسلمو بريطانيا احصائيًا أن يقرروا ربع المقاعد في الانتخابات التي بدأت الخميس، إذا توجهوا بأعداد كافية الى صناديق الاقتراع، إذ يبلغ عدد مسلمي بريطانيا نحو 2.7 مليون نسمة أو ما يعادل 4.8% من السكان. &

ويمثل المسلمون ثاني أكبر ديانة بعد المسيحية، ولديهم أكبر فئة عمرية من الشباب بين سائر الأديان، فنحو 48 % من مسلمي بريطانيا هم في سن الرابعة والعشرين أو أقل. &

&

&

ولكن نسبة مشاركة المسلمين في الانتخابات البريطانية كانت تاريخيًا أقل من المتوسط العام.&وبحسب دراسة اجرتها مؤسسة ابسوس موري للمفوضية الانتخابية، فإن 53 % من المسلمين لم يشاركوا في انتخابات 2010، وهي نسبة أعلى منها في أي جماعة دينية أخرى، كما وجدت الدراسة أن 15 % فقط من المسيحيين الذين ينتمون الى كنيسة انكلترا لم يشاركوا في الانتخابات الماضية. &

&

&

وتقول الناشطة الإسلامية&ساجدة خان إن هناك عاملين اساسيين وراء هذا الموقف السياسي السلبي من الانتخابات بين المسلمين، الأول يقول إن الحاكمية لله وحده ولا معنى للتصويت في نظام ديمقراطي، وأن الاسلام يأمر المسلمين بأن يكونوا مواطنين صالحين مسؤولين وامناء يساهمون في خدمة الصالح العام للمجتمع الذي يعيشون فيه، ومن مبادئ الاسلام الأساسية التسامح والعدالة والنزاهة واحترام الآخر على الضد من الرأي القائل بأن الاسلام لا ينسجم مع القيم البريطانية.&&

&

والعامل الثاني وراء عزوف المسلمين عن التصويت هو شعورهم بالمرارة والاستياء منذ غزو بلدان اسلامية باسم الحرب على الارهاب، والسياسات التي انتهجتها حكومة توني بلير، ثم الحكومة الائتلافية بقيادة المحافظين. &

&

وتاريخيًا، فإن غالبية الناخبين من الأقليات العرقية والدينية في بريطانيا يصوتون لحزب العمال، ولكن شعبية الحزب بين المسلمين تراجعت بحدة بعد حرب افغانستان والعراق، التي كان من نتائجها غير المقصودة ظهور تنظيم "داعش" الى جانب مقتل أكثر من مليون عراقي، على ما قالت الناشطة ساجدة خان.

&

وتبين دراسة الانتخابات البريطانية أن زهاء ثلاثة ارباع المسلمين يعتزمون منح اصواتهم لحزب العمال اليوم الخميس بالمقارنة مع 14.9% &قرروا التصويت لصالح المحافظين، &بحسب صحيفة (الديلي تلغراف).

&

&

وقالت وزيرة الدولة السابقة للشؤون الخارجية سعيدة وارسي، لبي بي سي، إن حزب المحافظين الذين تنتمي اليه يتوقع أن يخسر اصوات المسلمين في انتخابات الخميس بسبب سلسلة من القرارات وخاصة موقف بريطانيا من حرب اسرائيل على غزة في صيف 2014. &واكدت البارونة وارسي أن هذه القرارات جعلت من الصعوبة بمكان على المرشحين المحافظين "أن يبرروا موقفهم" امام المسلمين. &

&

&

ويرى مراقبون أن امتناع المسلمين عن التصويت احتجاجًا يهدد بإضعاف تمثيلهم وتأثيرهم في صنع السياسة العامة، مشيرين إلى أن التصويت لحزب لا يعني تأييد كل سياساته بلا تحفظ، بل يعني الاهتمام بالمصلحة العامة مع ممارسة حق النقد في الوقت نفسه.