نصر المجالي:&ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري، الأوضاع في الشرق الأوسط وحالة العلاقات بين البلدين، خلال اجتماعهما في مدينة سوتشي يوم الخميس.&

وقال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، إن هذا اللقاء ليس الأول، إذ التقى فلاديمير بوتين مع سعد الحريري لأول المرة في سوتشي قبل تسعة أعوام.
وأكد بيسكوف، حسب وكالة (سبوتنيك) أن الرئيس الروسي تواصل أكثر من مرة مع والد سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في العام 2005، وكانت علاقاتهما ودية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بدوره، التقى بسعد الحريري خلال زيارته الحالية إلى روسيا. وقال لافروف خلال اللقاء: "تقف روسيا بثبات إلى جانب سيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، نرى لنا مصلحة في أن تكون بلادكم مستقرة وآمنة، ويستمر السلام بين أطياف المجتمع اللبناني، وتعمل كل مؤسسات الدولة بفعالية".
&
ونوه لافروف في إشارة إلى "تنامي خطر الإرهاب والتطرف" في المنطقة، إلى "أننا نعرف أنكم تأخذون في بالكم ما يحدث لوطنكم".
وأضاف: "نحن مهتمون بالاستفادة من هذا اللقاء للتعرف على تقديراتكم لتطورات الوضع، وتبادل الآراء حول كيف يمكن تفعيل مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والحياة الطبيعية في المنطقة".
وأكد لافروف رغبة بلاده في أن تستقر الأوضاع في المنطقة، مشيرا إلى أن هذا سيخدم قضية "تطوير تعاوننا الثنائي الذي نثمنه عالياً، بالمزيد من النجاح".
وبعد الإجتماع مع لافروف قال الحريري للصحافيين: "كان اجتماعاً مثمراً، تحدثنا خلاله عن الأوضاع في لبنان، والتحديات التي يواجهها، في ما يخص موضوع رئاسة الجمهورية وما يحصل على الحدود اللبنانية، وكل التدخلات الجارية لمحاولة إقحام لبنان في المشكلات القائمة في سوريا".
وأضاف: "نحن مع تحييد لبنان، ومع أن تكون الحكومة اللبنانية هي الوحيدة المسؤولة عن حماية اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية، وكان هناك توافق على أمور عدة مع الوزير لافروف، كما تناول الحديث الوضع في سوريا والمنطقة والتدخلات الجارية فيها".
&
معركة القلمون&
ورداً على سؤال حول مشاركة "حزب الله" في معركة القلمون وانعكاس ذلك على الحوار، قال الحريري: "أنا أستغرب حين يتحدث حزب الله عن الموضوع اليمني ويتساءل ما إذا كانت المملكة العربية السعودية أو التحالف قد أجريا أي استفتاء حول التدخل في اليمن، أو هل أتى ذلك بإجماع عربي؟. نعم التدخل العربي في اليمن جاء بالإجماع، لأن رئيس جمهورية اليمن هو الذي طالب بهذا الأمر. اما في لبنان، فإن حزب الله اتخذ القرار بالدخول إلى سوريا منفرداً والقتال مع النظام ضد الشعب السوري، هذا الأمر لا يمكن أن يتحمله لبنان، وأنا واللبنانيون ضد ما يقوم به حزب الله، لأنه يدخل لبنان في مرحلة خطرة جداً".

الحديث مع بوتين
وحين سئل عن أبرز محاور مناقشاته مع الرئيس بوتين وعن طلب المساعدة الروسية بالضغط على "حزب الله" من أجل إنهاء أزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان، قال زعيم تيار المستقبل: "لا شك أن انتخابات رئاسة الجمهورية محورية بالنسبة الى لبنان واللبنانيين، وقد لمسنا أيضاً اهتماماً روسياً كبيراً جداً في هذا الموضوع، لأن رئيس الجمهورية في بلدنا هو الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة، وروسيا تهتم بشؤون المسيحيين في المنطقة كلها، لذلك سيكون هناك عمل واتصالات من قبل المسؤولين الروس في محاولة لإنهاء هذا الفراغ. من المؤسف أن يكون هناك فراغ في رئاسة الجمهورية، نحن كقوى 14 آذار، قبلنا أن يكون هناك توافق على انتخاب الرئيس، ولكن التعنت أتى من قبل قوى 8 آذار، مثل قرار الدخول إلى سوريا الذي اتخذته هذه القوى منفردة، وكذلك قرار منع انتخاب رئيس للجمهورية. لذلك نحن نقول إننا جميعاً شركاء في الوطن، ونحن لسنا ضد أحد، ولكن إذا كان هناك مرشح لكل فريق، ولم نتوافق على انتخاب هذا أو ذاك، فيجب أن نتفق على انتخاب رئيس للجمهورية، لأن لبنان لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة أو بنوع كهذا من الاصطفافات".

الدور الروسي&
وعن الدور الروسي الذي يتطلع إليه، قال الحريري "إننا نتطلع الى دور روسي أكبر في المنطقة".
وقال الحريري إن "لبنان والمنطقة يشهدان مرحلة من عدم الاستقرار والتحديات الأمنية والتدخلات في شؤون الدول العربية"، مضيفاً ان "ما يهمنا هو استقرار لبنان وتحييده عن أي صراع، كما يهمنا انتخاب رئيس للجمهورية" وأسف لأن "أن يكون هناك فراغ في رئاسة الجمهورية"، معلناً "أننا لسنا ضد أحد، ولكن إذا كان هناك مرشح لكل فريق، ولم نتوافق على انتخاب هذا أو ذاك، فيجب أن نتفق على انتخاب رئيس للجمهورية، لأن لبنان لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة أو بنوع كهذا من الاصطفافات" وشدد على "تحييد لبنان، وأن تكون الحكومة هي الوحيدة المسؤولة عن حماية اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية"، لافتاً الى أن «حزب الله اتخذ القرار بالدخول إلى سوريا منفرداً والقتال مع النظام ضد الشعب السوري، وهذا الأمر لا يمكن أن يتحمله لبنان، ويدخله في مرحلة خطرة جداً".
&
&