فيما تواصل قوات النظام السوري تقهقرها تاركة المزيد من المناطق في يد المعارضة والجماعات "الجهادية"، قالت مصادر خليجية رفيعة المستوى إن النظام الروسي بدأ يدير ظهره إلى بشار الأسد في الآونة الأخيرة.

لندن: كشفت مصادر خليجية رفيعة المستوى وأخرى غربية لـصحيفة «الشرق الأوسط» عن تغيير روسي واضح في الآونة الأخيرة من دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الكرملين أخذ يدير ظهره للنظام.
&
وأوضحت المصادر أن التغيير في الموقف الروسي يأتي على خلفية الاتصالات الخليجية الروسية، واهتمام موسكو بمعالجة تداعيات العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها نتيجة الحرب في أوكرانيا.
&
بدورها، قالت مصادر سورية معارضة للصحيفة ذاتها إن الروس أجلوا 100 من كبار موظفيهم بصحبة عائلاتهم من سوريا عبر مطار اللاذقية، وإن من بين المغادرين خبراء كانوا يعملون في غرفة عمليات دمشق التي تضم خبراء روسًا وإيرانيين ومن «حزب الله» اللبناني، مشيرة إلى أن هؤلاء لم يستبدلوا بآخرين، إلى جانب تقليص موسكو عدد العاملين في سفارتها في دمشق خلال الأشهر الثلاثة الماضية ليقتصر على الموظفين الأساسيين فقط. كما ذكرت أن الروس لم يفوا بعقود صيانة لطائرات السوخوي السورية، مما استدعى زيارة وزير الدفاع السوري، فهد جاسم الفريج، إلى طهران الشهر الماضي، طلبًا لتدخلها لدى الروس.
&
هذا فيما اعرب وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، عن إدانته للاعتداءات باستخدام براميل متفجرة في سوريا، أدت الى قتل وإصابة عشرات المدنيين، مشددًا على أن موقف بلاده يظل دون تغيير بالدعوة الى عملية انتقال سياسية في المستقبل لا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور فيها.
&
وقال «هاموند»، في بيان صادر من الخارجية البريطانية، السبت: «هالني هذا الاعتداء الأخير الذي نفذه نظام الأسد، بعد مجرد أسبوع من تسجيل فيديو ظهر فيه طاقم مروحية تابعة للنظام السوري، وهم يسقطون براميل متفجرة من المروحية».
&
وأضاف: «هذا دليل آخر مثير مفجع على الطرق المروعة والعشوائية التي يتبعها نظام الأسد لقتل وإصابة مدنيين أبرياء، بمن فيهم الأطفال».
&
وأكد «هاموند» أن موقف بريطانيا يظل قويًا كما هو دائمًا، وستواصل الدعوة الى عملية انتقال سياسية إلى مستقبل لا يكون لـ«الأسد» أي دور فيها.
&
ولقى 136 مدنيًا حتفهم، أمس السبت، في الهجمات التي شنتها قوات النظام السوري، بالقنابل الفراغية والبراميل المتفجرة على الأماكن التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون، في عدد من المدن والبلدات السورية.
&
وذكر بيان صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن الغارات التي شنتها طائرات ومروحيات النظام على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، بالأمس، أسفرت عن مقتل 90 شخصًا في حلب، و20 في إدلب، و9 في ريف العاصمة دمشق، و8 في الحكسة، و4 في درعا، و3 في حمص، و2 في دير الزور.
&
وأشار البيان إلى أن هناك 14 طفلاً و7 سيدات من بين القتلى، موضحًا أن طائرات ومروحيات النظام شنت غارات مكثفة على مدينة حلب، وسوق وبعض الأحياء السكنية في ضواحيها.
&
ومن جانبها، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، أن مروحيات وطائرات النظام سوت بالأرض سوقاً والعديد من الأحياء السكنية في حلب، مشيرة إلى أن تلك الأماكن تعرضت كذلك لقصف بري من قبل الوحدات العسكرية، وأوضحت أن الناس في منطقة جبل الزاوية اضطروا للهروب إلى مناطق آمنة نتيجة تعرض المنطقة لغارات بالبراميل المتفجرة.
&