&بيروت: خاض حزب الله اللبناني الاربعاء للمرة الاولى اشتباكات عنيفة في جرود بلدة عرسال المتداخلة مع الاراضي السورية ضد مقاتلي جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحصنين هناك، وفق ما اكد مصدر امني لبناني.
وتشكل هذه الاشتباكات امتدادا لمعارك منطقة القلمون السورية التي تعد المقلب الآخر لسلسلة جبال لبنان الشرقية، وتشهد مواجهات عنيفة بين قوات النظام السوري وحزب الله من جهة ومسلحي جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، ومقاتلين معارضين، مستمرة منذ ايار(مايو).
واكد مصدر امني لبناني لوكالة فرانس برس ان "معارك اندلعت للمرة الاولى اليوم في جرود بلدة عرسال"، من دون ان يدلي بتفاصيل اضافية حول المواجهات.
وتحدثت قناة المنار التابعة للحزب من جهتها عن "انجاز نوعي حققه المجاهدون في جرود عرسال حيث سيطروا على تلال ومرتفعات استراتيجية"، مشيرة الى تمكنهم من "محاصرة مغاور واماكن تواجد ارهابيي النصرة" في جرود عرسال.
ويقول حزب الله انه نجح بعد تقدمه الاخير في القلمون، في إبعاد خطر الجماعات المسلحة عن الحدود اللبنانية، باستثناء جرود عرسال.
وخلافا للبلدات الحدودية مع سوريا ذات الغالبية الشيعية والتي استخدمها للانطلاق في عملياته السابقة في منطقة القلمون، لا يحظى حزب الله بأي وجود في عرسال السنية المعارضة لحزب الله اجمالا والمتعاطفة مع المعارضة السورية.
وتستضيف البلدة عشرات الاف اللاجئين السوريين الذين اقاموا عشرات المخيمات العشوائية في البلدة.
وشهدت البلدة في آب(اغسطس) معارك دامية بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من الاراضي السورية ومن المخيمات داخلها، انتهت باقتياد المسلحين معهم نحو ثلاثين عنصرا في الجيش وقوى الامن لا يزال 25 &منهم محتجزين لدى جبهة النصرة وتنظيم "داعش". وتقول وسائل الاعلام اللبنانية ان العسكريين محتجزين في جرود عرسال.
وتتركز المعارك اليوم في جرود البلدة بعيدا عن المناطق السكنية التي يعزلها الجيش اللبناني بالكامل عن مناطق الاشتباكات.
وقال مصدر عسكري لبناني لوكالة فرانس برس الاربعاء ان "الجيش اللبناني ينتشر في كل النقاط الممتدة من بلدة عرسال حتى بلدة راس بعلبك (المجاورة والحدودية مع سوريا) ويعزل هذه البلدات عن مناطق تواجد المسلحين في الجرود".
ورفض المصدر التعليق على التطورات الميدانية في الجرود، مؤكدا بان الجيش يقوم بمسؤولياته.
ويدور في الاسبوعين الاخيرين جدل في الاوساط السياسية في لبنان بين حزب الله الذي طالب الجيش بدخول عرسال ووضع حد لـ"احتلالها من الارهابيين"، والفريق السني المناهض للحزب الشيعي الذي ينتقد بشدة تدخل حزب الله في القتال الى جانب قوات النظام في سوريا.
&
التعليقات